د. عادل رفوش: ماذا ستفعلون بأعضاء حماد القباج؟ وهذا عقله وقلبه ولسانه..

06 سبتمبر 2016 16:54
د. عادل رفوش: ماذا ستفعلون بأعضاء حماد القباج؟ وهذا عقله وقلبه ولسانه..

هوية بريس – عبد الله المصمودي

تحت عنوان {رجُلُ الإرادة: العِملاق حمّاد القباج..}، كتب الدكتور عادل رفوش المدير العلمي لمؤسسة ابن تاشفين للدراسات والبحوث، على جدار صفحته في “فيسبوك” ردا على الهجمة الإعلامية المغرضة التي استهدفت الشيخ حماد القباج، متنقصة منه ومعيرة له بالإعاقة، وهو المقبل على استحقاقات الدخول إلى البرلمان، حيث قال:

“لا أقول إنه يستحسن بل إنه يجب فتح نقاشٍ مجتمعي عام وجدي؛ حول موضوع “الكفاءات المرشحة”؛ على قاعدة “ربط الأهلية بالمسئولية والمسئولية بالمحاسبة”؛ فإن من ثوابت الشرع والعقل عندنا ما أفصح عنه المصطفى بقوله “إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة”؛ والشريعة لا توقِع قلم التكليف حتى في حقوق الرب عز وجل؛ حتى يتيقن بالتجربة دخول الإنسان إلى حيّز الأهلية المعبر عنه بشروط التكليف من العقل والبلوغ ونحو ذلك؛ فحديث الأهلية حديث هام جدا وسينمي التشديد فيه من مردودية العمل الوطني”.

وأضاف هؤلاء “نوع آخر يريد أن يتجاوز بالتنافس السياسي كل الحدود المعتبرة من تفاضل في البرامج بل والمقيتة كالكذب والإشاعات.. إلى صفحة من معاداة الإنسانية وانعدام العقلانية، في تحَدٍّ سافرٍ للشريعة وللعقل وللقوانين الدولية ولدستور 2011 الدستور المغربي الجديد الذي ينص على ضرورة منح المواطنين في وضعية إعاقة الحق في المشاركة السياسية والتمتع بالمواطنة الكاملة؛ وبدلَ أن يعترفوا للشيخ بالسابقة الحسنة ولحزب العدالة والتنمية بالتفعيل الحسن؛ ذهبوا يذمونه بما هو مدح وشرف..”.

ثم كتب مسترسلا “مع أننا في زمن لا أقول صار الغرب يرعى المجانين بل يحرص أشد الحرص على الحيوانات أن لا تؤذى حتى في مشاعرها.. ثم نجد نحن هذا النوع المتكلس من ذوي القلوب المتحجرة؛ ممن لو كان أبو جهل حيّا لكان ألطف منه ولو كان هتلر موجوداً لكان أعطف منه؛ إذ ما كان لأي عاقل شريف ولو كان خصماً ومنافساً أن يلتفت إلى مصائب الأقدار التي يبتلي بها رب العباد من شاء بما شاء جعلنا الله وإياكم من أهل التسليم والرضا…

ولكن حينما يسيطر جنون السياسة وحماقة الأطماع وهلعُ الكراسي وشراء الذِّمم؛ على النفوس المريضة التي لا ترقب في كائنٍ إِلاًّ ولا ذِمَّة فإنها يسهل إذ ذاك عليها أن تبيع ضمائرها التي لم تكتسبها أصلاً؛ وأن تكفر بالقيمِ التي لم تؤمن بها إلا نفاقاً…

تَرَشَّحَ الشيخ حمّاد برصيده المعرفي والوطني الزاخر الزاهر؛ والذي راكمه عبر السنين في شواهد المشاهد؛ فلما لم يجد المناوئون الذين لم يقدموا للوطن ولا عشر أمثال الشيخ حمّاد القباج؛

أيَّ منفذٍ للشَّغب عليه فتحوا بوابة الأقدار للسخرية من مقدرها الكبير الجبار؛ فبحثوا في الجسد وفي النسب؛ وراثةً من أسلاف السوء الذين قالوا عن موسى إنه آدر ليطعنوا في رجولته؛ والذين قالوا عن رسول الله لقد أمِر أمْرُ ابنِ أبي كبشةَ للتنقيص من سلالته !! وقد خابوا حتى ناصر موسى الحجرُ؛ وشهد الله لنبيه بأنه رسول جاءكم من أنفَسِ أصلابكم..

إن حمّاداً قد ملأ الآفاق؛ وأيقظ وأفاق؛ ووسع من الأنظار ما ضاق؛ وعادى الانغلاق والشقاق؛ وأخلص مع الرفاق دون نفاق؛ واستعصم بالأخلاقِ وبالخلاَّق؛ أفَمِثْلُ هذا مُعاق يا نَعَّاق…

إن المُعاقَ حقيقةً هو المُعَوِّق؛ الذي على كُلِّ خيرٍ يطَوِّق؛ لا منطق له مهما يُنَمِّق؛ وإن يُنفقْ يُنْفِقْ من سارِقِ وَرَقٍ لا مِن وَرِق؛ إن تعالى الحزمُ يُحدِق؛ وإن بان الطمَع يُبْرق؛ وصدق الحق وقوله الحق “قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلاً “…

ماذا ستفعلون بأعضاء حمّاد؛ وقد استجمع من ملِك الجوارح “قلباً” زكياًّ؛ ومن سلطانها “عقلاً” ذكيا؛ ومن حديثها “لساناً” لَوْذَعِياًّ؛ وكان بوالديه براًّ تقياًّ؛ وفي وطنه نقيا صفيا؛ وما علمناه إلا حفيا خفيا؛ وما كان بدعاء ربه شقيا؛ فما نعلم أحداً عاشره إلا قال فيه -رغمَ خيفت الموالي من ورائهم-لقد عايشنا عبداً رَضِياًّ…

فهذا العقل وهذا القلب وهذا اللسان

وهذا الخلُق وهذا العمل والإنجاز..

فماذا تريدون بالأعضاء..

ماذا تريدون بتلك الأعضاء؛ تلك الودائع التي ستشهد على كثيرٍ منا بسوء الاستخدام -عوذاً بالله-؛ وستشهد عليه بإذن الله بالبراءة وبتخفيف الحساب؛ إذ ما سعى برجلٍ ولا بطش بيدٍ؛ فالويل للساعين والويل للباطشين..

ماذا تريدون بأعضاء احتسبها بإذن الله عند الله مستغنياً عن الخلق بعربةٍ صدئة؛ يرجو أن يطأ بعجلاتها المتهالكة ربض الفردوس الأعلى..

ماذا تريدون بأعضاء ما زادتنا إلا اغتراراً؛ وزاده فقدها لله انكساراً وفي الخيراتِ بِداراً…

ماذا تريدون بأعضاء جعلتكم رغم كبرها وقوتها عندكم؛ أصغر فلا تُرونَ؛ وأضعفَ فلا تظهرون!!

والشيخ حمّاد دون أعضائكم تِلْكَ؛ هو أطول عُنقاً إذ يؤذن في الناس بحي على الفلاح؛ وأطول يداً إذ ينفق مما آتاه الله فما رأيت أكرم منه على عِوز؛

وأطول رجلاً إذ يتواجد في كل المشاهد بسهم الراجِل والفارِس؛ وإذا تكلم أغنى عن كثير من ذوي الجوارح والكواسب والأعضاء والأضواء…

لقد ترك لكم حمّاد كل الأعضاء؛ وقال تعالوا للعمل بأعضائكم وعِظامِكم وأعصابكم؛ وها أنا ذَا ليس معي شيء إلا قولي: “إن معي ربي سهدين” “وحسبي الله ونعم الوكيل“”.

وأكد د. رفوش أن “المُعوِّقين الذين يتكلمون عن الشيخ حمّاد في بلائه الذي أكرمه الله به؛ لم يطعنوا في الشيخ حمّاد ولا في أهليته؛ وإنما طعنوا في أهليتهم إذ برهنوا أنهم لا يعرفون سِمات الرواد ولا شروط القيادة؛ ولا أوصاف الإمامة؛ فضلا عما هو دون ذلك من الترشح البرلماني؛ فلا هم يعرفون الأحكام الفقهية للأهلية والولايات؛ ولا هُمْ عمموا هذا الغِرْبال على كل مرشحي المغرب لينظروا كم سيبقى من المؤهَّلين؟؛ ولا هم تعلموا من علوم الدنيا ما يعرفهم أنه لا علاقة ثبتت علميا بين القيادة والجسم؛ بل الثابت أن “المخالطة الإيجابية” هي أهم “مقومات القيادة الناجحة” كما ذكر د. جون أدير؛ استشاري بالقيادة والتدريب؛ في كتابه قيادة محمد صلى الله عليه وسلم:

“مثّل محمد مبدأ عالميا بالقيادة الجيدة من خلال مشاركته قومه في الأعمال والمخاطر والمشقات والمخاطر؛ فالمشقات تمنح القائد أمراً نادراً وهو “السلطة الأخلاقية” مما يكسبه ما هو أهم من احترام الناس وهو محبتهم” إهـ”.

وأضاف مدير مؤسسة ابن تاشفين “إننا نجد كثيراً من المعاقين مبدعين وبارعين؛ ولكننا وبكل تأكيد لن نجد في المُعَوِّقين المثبطين إلا الفشل والتخلف للأمة وللوطن؛ فالمُعَاق رحمة وإبداع والمُعَوِّق تخلفٌ وعذاب..”.

وخاطب المتهجمين على الشيخ حماد بقوله “ولو أنهم تأملوا في صفحات التاريخ لوجدوا من كبار المبدعين آلاف المصابين حتى ألف الصفدي في صنف المكفوفين فقط كتابا كبيراً سماه: “نكت الهميان في نكت العميان” وذكر من أخبارهم وذكائهم ما يُتعجب منه؛ ويكفي أن أذكر هؤلاء الجهال الجاهليين بنماذج من المُعاقين كحمَّاد وليسوا مُعَوَّقين مُعَوِّقين أمثال شاتميه؛ كالصحابي الجليل الأحنف بن قيس الذي كان قصيراً أعرج ملتصق الفخذين؛ وأبان بن عثمان بن عفان ابن الخليفة الراشد من رؤوس سادات التابعين في العلم كان مشلولاً؛ والترمذي صاحب السنن الذي كان أعمى؛ والمعري الشاعر الفيلسوف عَمِيَ في الرابعة من عمره فازدادت حِكمته؛ وموسى بن نصير كان أعرج؛ فمهد الله به الإسلام لنا ولإفريقيا وأوروبا كلها إلى يومنا هذا؛ وقالونُ قرين ورش في الأخذ عن نافع كان أصم وعنه حملنا معظم مقرإ أهل المدينة عندنا في بلاد المغرب الكبير؛ وطه حسين كان أعمى والرافعي الأديب المصري كان أصم كذلك… الخ الخ الخ”.

وأضاف “وكذلك عند غير أمة الإسلام ممن يقدرون المواهب والكفاءات؛ فبرز في بريطانيا عالم الرياضيات الشهير “ستيفن هاو كنج” مشلولا على كرسيه المتحرك؛ بل ومن العجائب أن من أشهر عظماء العصر الحديث عندهم وهو “فرانكلين روزفلت” كان قد أصيب بشلل في الأربعين فقاوم وترشح وَقاد أمريكا رئيساً بحمَّالات من الظهر..

إننا نجد كثيراً من “المعاقين” مبدعين وبارعين؛ ولكننا وبكل تأكيد لن نجد في “المُعَوِّقين” المثبطين إلا الفشل والتخلف للدين وللأمة وللوطن وللحياة؛ فالمُعَاق رحمة وإبداع؛ والمُعَوِّق تخلفٌ وعذاب..”.

وختم مقالته بقوله “وقد عايشتُ السيد المناضل الشيخ المرابط حمّاد القباج فلم أشعر في كل لحظةٍ من مسيرتنا العلمية والدعوية إلا أنه ماركة مسجلة في كل شيء يتعاطاه؛ ولن أذهب بعيداً في ضرب الأمثال من أعماق التاريخ المتواتر؛ ولكن سأكتفي في الختام بمجاهد الأقصى وأمير فلسطين الشيخ أحمد ياسين فإن في حياته عِبَراً لمن كانَ مُعتبراً؛ ولو كان في المغرب من سينصف الشيخَ من ظالميه؛ فلا أقلَّ من أن يعطيه لقب الشيخ أحمد ياسين المغربي؛

وهنا أستعير من بعض ما قيل في الشيخ الفلسطيني لأقوله في شيخنا المغربي:

كنت الهلالَ سجينَ جسْمٍ هامدٍ***واليومَ تمَّ البدرُ و الانوارُ

هِيَ حكمةُ المولى بأنك مُقْعد***يهوي أمامَ حماسهِ الفُجَّارُ

حمّٓاد يا قباج أنت مُصابِرٌ***ويشدُّنا إيمانك الجبَّارُ

يا ميتَ الجسْمِ الصغيرِ أقمتنا***تحيي هُزالَ جسومنا الأحجارُ

سبحان ربي إنَّ هذي آيةٌ***وبها يزول الخوفُ والأعذارُ

إنَّ السياسةَ قد تشرَّف إِسمها***إذ صال في حلباتها الأخيارُ

كرسيكَ المتحركُ اختصرَ المدى***فَعَلَوْتَ حيثُ الشَّمسُ والأقمارُ”.

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. رحم الله كل من رباك وعلمك وحفظكم الله بحفظه انت والشيخ القباج واني والله اراكم اكبر من هذه السياسة النتنة لانها وبكل بساطة تفتقذ للاخلاق وللرجال فاحذروها حذر المتقي من ابليس وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.

  2. بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وبعد، اللهم احفظ بلدنا من دعاة الفتن يلبسون ثوبا سلفيا بطريقة اخوانية قطبية هؤلاء مثل حزب الزور التلفي هم من خربوا الأوطان وهيجوا الشباب على ولاة أمورهم حتى لما سفك الدماء بدأو يتباكون كما يقول المثل يقتلون القتيل ويمشون في جنازته توبوا الى الله واتركوا السياسة وعودوا الى الدعوة

  3. ظهرتم على حقيقتكم ..بالامس القريب كنتم تتشددون في النهي عن السياسة و الخوض فيها واليوم انتم غارقون فيها.. سبحان الله هذه بداية نهايتكم يا مارقين عن المنهج المحمدي. اف لكم ثم اف

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M