د. عبد العلي الودغيري: قالوا عن صُعوبة العربية

24 يناير 2018 17:58
اللغة العربية بين الاستعمال والتداول!‎

هوية بريس – د. عبد العلي الودغيري

كان أُستاذُنا المرحوم العلاّمة أحمد الأخضر غَزال، وقد دَرَسنا عليه بعضَ مَبادئ اللِّسانيّات الحَديثة في مَرحلة الإجازة بفاس، ويومَها كان، أيضًا، مُديرًا لمعهد الأبحاث والدِّراسات للتَّعريب بالرباط، ومَهموماً بقَضيّة الشَّكل للحُروف العربية، فدَفعَه ذلك إلى اختِراع طابِعَةٍ تُيَسِّرُ إدْماجَ أَشكالِ الحَرَكات في الحروف.

ومن الحُجَج التي كان يُحِبُّ تَكرَارَها علينا وفي كلّ المَحافِل والمَجامع والنَّدَوات، أنَّ مِنَ العَقَبات التي تَحُولُ دون سُهولة تَعلُّم الفُصحَى وإِتقانِها بسُرعة، عَقبَةُ إِهمالِ الشَّكل الذي سارَ عليه الناسُ منذُ أَمَدٍ بعيد. لذلك تجِدُ مُتعلِّمَ العربية مُحتاجاً لفَهم المعنى والسِّياق والفاعلِ والمَفعول والمُتقَدِّمِ والمُتَأَخِّرِ… كَيْ يَقرأ ما بينَ يَدَيْهِ قراءةً صَحيحة. بينما مُتعلِّمُ الفرنسية وغيرِها منَ اللغات الأوروبّيّة، يَقرأُ لكي يَفهمَ. ومِنْ ثَمَّ صارتْ عمليةُ القِراءة عندنا متأخِّرةً وعندَهُم مُتقدِّمة.
ولكن خُصوم العربية أَخَذُوا كلامَه هذا على إطلاقه، واعتبَرُوهُ حُجّةً قاطعةً على كون العربية لغةً صَعبةً في جميع الأحوال ومن غيرِ تَفصيلٍ، بعدما اقتَطَعُوا الكلامَ من سياقِهِ، واستَعملوه في غير مَحلّه.
مهما يكن، فإن الحواسيب والطابِعات العَصرية لم تعُد تُعاني أَدنَى مشكلةٍ في إدراج علاماتِ الشَّكلِ في النصِّ العربي المَكتوب. أما المؤلَّفاتُ المَدرَسيةُ، فكلُّها، أو أَغلبُها، على ما أَظنُّ، تُطبَعُ بالشكل التامّ. ولو تَعوَّدَ الناسُ اليومَ على إدراجِ الشّكل في كِتاباتهم، أو على الأقَلّ، على وَضْعِ العلاماتِ الضرورية على الحُروف التي يَخْشَون التباسَها وتحتملُ قراءتُها أكثرَ مِن وجهٍ، لساهَمُوا، كلُّ مِن مكانه، في نشر الفصحى السَّليمة الصحيحة نَشرًا واسِعًا. ولصارَ ما يَزعُمُه الحاقِدون حول صُعوبةِ قراءةِ الفُصحى، خُرافةً من الخُرافاتِ.
ساهِموُا، إذنْ، في مُحاربة الخُرافات.

https://www.facebook.com/abdelali.oudrhiri/posts/1573004692781750

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M