د. عبد العلي الودغيري: منع الشيخ القباج من الترشح خطأ سياسي كبير

16 سبتمبر 2016 15:17
د. عبد العلي الودغيري: منع الشيخ القباج من الترشح خطأ سياسي كبير

هوية بريس – إبراهيم الوزاني

كتب الدكتور عبد العلي الودغيري في حسابه على “فيسبوك” تدوينة تدين وتشجب رفض ترشح الشيخ حماد القباج للانتخابات البرلمانية، تحت عنوان: “منع الشيخ القباج من الترشح خطأ سياسي كبير”، جاء فيها:

“لا أفهم كيف تُقدِم الإدارة على حِرمان مواطن عادي من الترشُّح لانتخابات عامة دون أي مبرِّر قانوني سوى كونه يحمل أفكاراً لا تُعجِب بعض الساسة أو فئة من المسؤولين. لقد اتهمت رسالةُ المنع الشيخ حمّاد القباج بأنه سبق له أن «عبَّر في مناسبات علنية عن مواقف مناهضة للمبادئ الأساسية للديمقراطية، التي يقرها دستور المملكة، من خلال إشاعة أفكار متطرفة تحرض على التمييز والكراهية وبث الحقد والتفرقة والعنف في أوساط مكونات المجتمع المغربي». وهي تُهم كلُّها ثقيلة وجزافية وتحتاج إلى حكم قضائي نزيه للفصل فيها وإثبات مدى صحتها من بُطلانها.

قبل صدور هذا القرار من الجهة الإدارية المسؤولة، كان خبر إعلان السيد القباج، الذي لا أعرفه إلا من خلال الصحافة وبعض الكتابات الصحفية، عن نيته في الترشُّح للانتخابات البرلمانية المقبلة، قد جَرَّ عليه حملة شَرسة من خصومه السياسيّين ومن أعضاء حزب بعينه، وهم الذين مارسوا الضغوط الإعلامية القوية من أجل الحيلولة دون ترشُّحه، وأطلقوا ضده ما لا يمكن تصوُّره أو توقُّعه من الاتهامات التي لم يكن وراءها سوى التخوُّف من نجاحه وفوزه بمقعد برلماني يريدونه لشخص آخر.

وقد بلغت هذه الاتهامات حد الوقاحة الأخلاقية حين طعَنت حتى في قواه الجسدية لكونه يتحرَّك فوق كرسي متنقِّل. وكأن قاعة البرلمان لا تحتاج إلا لذوي الأرجل التي يستخدمونها للفرار والإدبار في المواقف الصعبة والأيدي القوية التي يحتاجونها للضرب واللَّكم والعِراك السافِل، ولا تحتاج لذوي العقول الراجحة والألسن المُبينة، والمواقف الصلبة، والقلوب المومنة، والنوايا الصالحة.

أعتقد أن أسلوب الإدارة الذي اعتادت على نهجه في تكميم أفواه الناس الذين يخالفونها الرأيَ والتوجّه، والتضييق على السلفيّين وذوي الأفكار الدينية حتى ولو كانوا من المتشدّدين، أسلوب خاطئ لا يمكن أن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية أقلُّ ما فيها دفع الناس إلى العمل السرّي وتشجيع الشباب على المغالاة في التطرُّف والكُفر بالوطن الذي لا يجدون فيه، موطئَ قدمٍ آمِن، ولا فُسحة للعيش بحرية، أو فُرصةَ الجهر بالرأي مهما كان، ولا يتَّسع صدرُه لما تضِجُّ به صدورهم، ولا يجدون منه إلا الصَّدَّ القويّ والرَّد العنيف أو دهاليز السجون والمعتقلات، ويأبَى إلا أن يُبعِدهم عن المشاركة في الحياة العامة. فما بالك إذا أحسّوا بأن الدولة تحاربهم وتهمِّشهم، عوض أن تكسبهم وتحاورهم وتفتح لهم المنابر للتعبير عن الرأي، وتمكنِّهم من كل حقوقهم السياسية والمدنية كبقية الناس.

الدولةُ بمثل هذا التصرّف تخلق لنفسها الأعداء -وكأنها تخطِّط لذلك تخطيطاً- وتُوغِر صدورهم، وتقوّي شوكتهم وتعزِّز صفوفهم، وتدفعهم إلى التشدد في مواقفهم، وتُلجئُهم إلى العمل تحت الأرض في سراديب مظلمة، حين تَحصرِهم في زاوية واحدة، وتسد أمامهم كلَّ الطرق والآفاق والمنافذ التي يعبرون من خلالها عن أفكارهم وتصوّراتهم ويعرضون برامجهم على الشعب، والشعبُ وحده الذي يُميِّز ويختار… خطأُ من هذا النوع لا يؤدي إلى ما قلتُه فقط، بل هو أحد الأسباب الحقيقة وراء تنامي ظاهرة الإرهاب، وظاهرة القاعد، وظاهرة الدواعش وما قد يتلو ذلك من ظواهر متعددة الأشكال والألوان..

أنتم تحشرون الناس في قُمقُم من نُحاس أو فولاذ، وتريدون بعد ذلك أن تنعم البلاد بالأمن والأمان؟!!”.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M