د. محمد السلمي: الكي آخر أدوية الخليج مع إيران.. وعلاقة إيران بداعش

16 نوفمبر 2015 23:43

هوية بريس – متابعة

الإثنين 16 نونبر 2015

صرح الباحث السياسي السعودي، محمد السلمي، المتخصص في الشؤون الإيرانية، بأن الأدلة على تبعية تنظيم الدولة “داعش” لطهران أو على الأقل اختراق المخابرات الإيرانية له كثيرة.

ولم يستبعد إمكانية حصول تضارب في التكتيك بين الإيرانيين والروس بسوريا نتج عنه مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري، كما حذّر طهران من هشاشة وضعها الداخلي وسهولة استغلال دول المنطقة لذلك بحال أرادت الرد عليها.

وقال السلمي، في مقابلة مع CNN بالعربية على هامش مشاركته في مؤتمر استراتيجي بالبحرين، ردا على سؤال حول موقفه من ارتباط داعش بإيران: “هنالك الكثير يجعلنا نصل إلى نتيجة أن هناك مصالح مشتركة بين المشروع الإيراني وما تقوم به داعش، ولو استمعنا مثلاً للخطاب الذي ألقاه (زعيم داعش أبوبكر) البغدادي قبل عدة أشهر، تحدث عن كل دول المنطقة ونسي إيران وهو يزعم أنه يقاتلها في العراق وسوريا”.

وتابع السلمي بالقول: “داعش تهاجم الشعوب العربية والخليجية وتفجر المساجد وأيضاً تهاجم الأنظمة السياسية وترى أنها كافرة.. الجانب الإيراني في هذا الصدد أيضاً يستهدف الشعوب العربية والخليجية ويرى ألا مشروعية للأنظمة السياسية في المنطقة ويرغب او يسعى إلى فرض الهيمنة السياسية في المنطقة.”

ولفت السلمي أيضا إلى الطابع الطائفي لداعش واستهدافه للشيعة في المنطقة عبر ضرب مساجدهم وحسينياتهم مضيفا: “إيران ذاتها طائفية بالدرجة الأولى، ونظامها قائم على الطائفية وفقاً للدستور، فهي تقول انها دولة شيعية إثنا عشرية تعتمد ولاية الفقيه.. أيضاً داعش وصلت إلى حدود إيران مع العراق، ثم جاءتها الأوامر بألا تتقدم. إيران أيضاً لا تستهدف داعش بالدرجة الأولى في سوريا.. وكل هذا يقودنا في نهاية المطاف أن داعش – إن لم تكن مخترقة من قبل إيران – فهي تابعة لها وتنفذ استراتيجياتها وخططها في الداخل العربي”.

وحول ما يظهر في الأفق من اختلاف بوجهات النظر بين إيران وسوريا حول مصير الأسد قال المحلل السعودي: “يبدو أن روسيا وصلت لقناعة بأن الحرس الثوري الإيراني، وإيران بكل قوتها العسكرية وجنودها على الأرض لا يمكنها إنقاذ بشار الأسد من السقوط، فبالتالي وجدنا أن هناك تدخلا عسكرياً مباشراً من روسيا على الأراضي السورية، أيضاً اعتقد أن هناك خلافات فيما يتعلق بمستقبل سوريا وقراءة الوضع في الداخل السوري ومستقبلها سواء مع بشار أو غير بشار”.

وأضاف السلمي: “روسيا لا تريد ان يكون مشروعها في المنطقة طائفيا، أما إيران فمشروعها طائفي واضح جداً، في سوريا تريد ان تخلق منطقة علوية شيعية وتربط بين سوريا.. وبالتالي قادنا ذلك إلى مشاهدة ما أسميه أنا تساقط أحجار الدوينو الإيرانية في سوريا، خلال أسبوعين فقط فقدت إيران 26 عضو في الحرس الثوري.”

وتساءل الباحث المتخصص بالشأن الإيراني: “هل روسيا تستهدف فعلاً الحرس الثوري وتريد أن تغير الإستراتيجية على أرض الواقع أم أن إيران تريد أن تغير الخطط بسبب فشل الحرس الثوري في سوريا وبالتالي تأتي بقيادة جديدة؟ بالمحصلة هنالك خطوط مشتركة بين روسيا وإيران ولكن في التفاصيل أعتقد أن هنالك بعض الخلافات”.

وحول كيفية الرد الخليجي على إيران ودورها المنطقة وإذا ما كان بإمكان دول الخليج أن تلعب بدورها ورقة الأقليات والجماعات العرقية والدينية بإيران قال السلمي: “أعتقد أن القرار الاستراتيجي الخليجي والعربي قد يأتي إذا اضطروا لذلك.. آخر علاج هو الكي فإذا استمرت إيران في هذه السياسة ولم تعد النظر في تدخلاتها بالمنطقة فدوائها بالتي كانت هي الداء بمعنى ادخل في الداخل الإيراني واستثمر هذا التنوع الموجود والمشاكل حتى تتقي شر إيران”.

 وحذر السلمي من إمكانية استغلال إيران للأموال التي قد تتحصل عليها بحال رفع العقوبات عنها لتمويل المزيد من التدخلات، داعيا إياها إلى الالتفات نحو تحسين الأوضاع الاقتصادية الداخلية قائلا: “50 في المائة من المتقاعدين في إيران يعيشوا تحت خط الفقر، و90 في المائة من العمال في إيران يعيشون تحت خطر الفقر، وأمس فقط صرح مسؤول إيراني بأنّ هناك في العاصمة طهران وحدها 200 ألف مشرّد.. ألا يستحق الشعب الإيراني أن يعيش حياة أفضل؟”.

وحول مستقبل السياسة الإيرانية في المنطقة قال السلمي: “لا شك أن إيران لا تريد التنازل لا في لبنان وفي اليمن ولا في سوريا.. استنزفت إيران في اليمن وسوريا. الأرقام تتحدث عن 150 مليار دولار صرفتها إيران على نظام الأسد، والمحصلة ما هي؟ لا شيء. النظام في سوريا يتساقط ولن يستمر الأسد ولا نظامه، وبالتالي إيران خسرت مرتين، ماليا وسياسيا، وهناك ربما نقول ثالثاً خسرت اسمها وسمعتها وقبولها في الوسط العربي بشكل عام، وبكل الأحوال إيران خاسرة في سوريا”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M