ذ. طارق الحمودي يعلق على عزل الخطيب التطواني: هنيئا لأخينا الأستاذ فؤاد الدكداكي

22 أبريل 2016 20:17
ذ. طارق الحمودي يعلق على عزل الخطيب التطواني: هنيئا لأخينا الأستاذ فؤاد الدكداكي

هوية بريس – ذ. طارق الحموي

الجمعة 22 أبريل 2016

لم أستغرب توقيف أخينا الأستاذ فؤاد الدكداكي عن خطبة ربع ساعة كل أسبوع، إنما استغربت الأسباب الموجبة لذلك، فهل انتقاد العقيدة الأشعرية والتصوف وقراءة الحزب يعد انتقادا لثوابت وطنية؟

هل إذا ذكر الخطيب أو الواعظ أو المحاضر في الجامعة المغربية أن قراءة الحزب بدعة موحدية اخترعها محمد بن تومرت المدعي المهدوية كما فعل الشاطبي المالكي في الاعتصام يعد انتهاكا لثابت ديني ووطني… مع أنني لم أجد ذكرا لهذا الحزب في الظهير الشريف رقم 1.14.104؟

وهل انتقاد نوع من التصوف القائم على اعتقاد وجود قطب وأبدال يدبرون أمور الكون نيابة عن الله تعالى، وأن ما نراه في الكون كله إنما هو عبارة عن صور لله تعالى، وعلى أن ذكر اسم الله مع الرقص والقفز والغناء والموسيقى بالطبول والعود والناي من أعظم القربات إلى الله تعالى انتصارا لتصوف الزهد والورع يعد خروجا عن الثوابت الدينية والوطنية؟

هل انتقاد بعض الفروع الفقهية المالكية المخالفة لكلام النبي صلى الله عليه وسلم وسنته والانتصار لقول راجح في المذهب المالكي على آخر ضعيف ولو كان مشهورا يعد معارضة للثوابت الوطنية؟

صحيح أن الظهير الشريف المتعلق بالقيمين الدينيين أوجب عليهم التزام العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي.. لكن.. عن أي عقيدة أشعرية.. عن العقيدة الأشعرية السنية الموجودة في الإبانة والمقالات والرسالة إلى أهل الثغر أم العقيدة الأشعرية الفلسفية الجوينية والغزالية.. أو العقيدة الأشعرية السنوسية المحنطة في الأم وأولادها، وعن أي مذهب مالكي يتحدثون، عن مالكية المدونة والموطأ أو تأويلات شارحيها أو اختيارات اللخمي أو ترجيحات ابن يونس أو ما ظهر لابن رشد أو أقوال المازري أو استحسانات الشيوخ وترددات المتأخرين… عن أي فقه مالكي نتحدث.. عن فقه مالك او ابن القاسم أو سحنون.. أو غيرها مما ذكره ابن عبد البر في اختلاف مالك وأصحابه، وهل كان المذهب المالكي قادرا على صناعة مدونة الأحوال الشخصية التي جددت إلى مدونة الأسرة، أم أننا احتجنا إلى مذاهب أخرى لوضع مدونة مناسبة لتطلعات المجتمع المغربي؟.. وهذا قليل من كثير جدا يعسر جمعه هنا..

الذي أعرفه من الثوابت الوطنية الحقيقية كما نص عليها الدستور في ديباجته وفصوله الأولى هو التالي: الإسلام، إمارة المؤمنين، الوحدة الوطنية.. ولم أجد لا عقيدة أشعرية ولا تصوفا ولا قراءة للحزب.. وإن كان دستور البلاد في ديباجته وفصله الأول ينص على تعدد الروافد الوطنية وتلاحم وتنوع مقومات هويتها الوطنية وعلى قيم الانفتاح والتسامح والحوار.

المهم في كل هذا، أن يعي الناس أن توقيف خطيب جمعة لا يعد شيئا على الإطلاق، فالمنابر اليوم غير المنبر الخشبي الرسمي كثيرة، وربما صار لها من التأثير ما لا تجده في خطبة جمعة يخاطب فيها الخطيب مئات وربما عشرات في نحو نصف ساعة في الأسبوع، فبعض المنابر اليوم يستطيع بها (الخطيب) أن يصل إلى آلاف بل ملايين في كل دقيقة…

وأود فقط أن أطرح هذا السؤال… إن كانت هذه ثوابت وطنية… فما بال الطاعنين في النبي صلى الله عليه وسلم والطاعنين في الثوابت الإسلامية القطعية في المغرب لا يوقفون عند حدهم، من حزبيين وأكاديميين فيفصل هؤلاء من مهامهم؟

كل فرع يعود على أصله بالإبطال فهو فاسد الاعتبار، ومثل هذه التصرفات التي يظن أنها جامعة صارت اليوم مفرقة بين المغاربة، ويتحمل مسؤوليتها كل من لا ينتبه لضررها، وبلادنا تحتاج إلى لحمة وطنية، فقضايانا أكبر من قراءة الحزب بعد صلاتي الفجر والمغرب، قضايانا الكبرى لا تستطيع العقيدة الأشعرية حملها، قضايانا لا يمكن للرقص والخرافات أن تتحمل ثقلها، إنما يتحمل كل ذلك ما تحمل قضية حرية المغرب، فأعاد الملك إلى وطنه، والأرض إلى شعبها، ولحم المغاربة في صف واحد منذ أكثر من ستين سنة… ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل.

وأقول لأخينا الأستاذ فؤاد.. الآن صرت متفرغا لما هو أهم بكثير، فهنيئا لك، فاهتم بمنبرك الأزرق، وثم منابر أخرى تحتاج إلى راكبين صادقين مؤهلين مثلك، فهمت.. فالزم…

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. لا أردي هل يعي المسؤولون أن منع الخطباء الصادقين كالأستاذ فؤاد و غيره الكثير هو الذي يؤدي إلى فقدان الناس الثقة بالخطباء و من ثم الرجوع إلى شبكات الإنترنت و قد لا يستطيعون التفريق بين العلماء الحقيقيين و غيرهم و قد يؤدي ذلك لانزلاقهم إلى ما لا يحمد عقباه.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M