رابطة علماء المغرب العربي تستنكر استقبال المغرب لوزير حرب الكيان المحتل وتوقيع اتفاقيات عسكرية معه

26 نوفمبر 2021 16:53

هوية بريس – متابعة

استنكرت رابطة علماء المغرب العربي في بيان لها استقبال المغرب لوزير حرب الكيان المحتل وتوقيع اتفاقيات عسكرية معه، خصوصا وأن المغرب دولةٌ يرأس ملكها لجنةَ القدس.

وهذا نص البيان كاملا:

“بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلاّ على الظالمين، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن رابطة علماء المغرب العربي تتابع باستغرابٍ واستنكارٍ مسلسلَ التطبيع الذي تقوم به المملكة المغربية مع الكيان الصهيوني الغاصب المعتدي المحتل لأراضي المسلمين ومقدساتهم، والذي كان من حلقاته استقبالُ المغرب لوزير حرب الكيان المحتل وتوقيع اتفاقيات عسكرية معه.
إذ كيف تقيم دولةٌ يرأس ملكها لجنةَ القدس، تطبيعاً مع محتل القدس والساعين لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم محله؟!
وحيال هذا الحدث المؤسف فإن رابطة علماء المغرب العربي تؤكد على ما يلي:
أولاً:
إن التطبيع مع العدو المحتل محرم وكبيرة من الكبائر لا شك فيها، لما يتضمنه من موالاة مَن نهى الله عن موالاتهم من الأعداء لا سيما مَن قاتَل المسلمين وأخرجهم من ديارهم وأوطانهم، كما هو الواقع في فلسطين من قبل المحتلين الذين قتلوا الأبرياء من رجال ونساء وصبيان، وهدموا مساكنهم، وافتكوا أراضيهم وصيروا الملايين مشتتين في مختلف بقاع الأرض. قال تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
ثانيًا:
إن التحالفات العسكرية والأمنية من أوضح صور الموالاة، وأولها دخولًا في النهي الوارد في قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (51) فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين}.

وقد نزلت هذه الآيات في عبد الله بن أبيّ بن سلول كبير المنافقين عندما كان داعماً ليهود المدينة بالسلاح والمقاتلين.
وكذلك قوله تعالى {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء..} التي نزلت في حاطب بن أبي بلتعة عندما راسل العدو بأخبار المسلمين.
ثالثا:
إن هذا التطبيع مخالفٌ لما أوجبه الله تعالى من نصرة المظلومين من المسلمين، وخذلانٌ للمرابطين في ثغور المسجد الأقصى وما حوله.
ولا تفريط في نصرة المظلومين من المسلمين أعظم من التحالف مع مَن ظلَمَهم، ولا خذلان لهم أشد من استقبال ظالميهم وعقد الاتفاقات التطبيعية معهم في مختلف المجالات، في الوقت الذي يستصرخ فيه هؤلاء المستضعفون سائرَ أبناء الأمة الإسلامية ويستنصرونهم، في ظل خذلان المجتمع الدولي وصمته عن الجرائم التي اُرتكب بحقهم.
رابعاً:
إن رابطة علماء المغرب العربي -وهي تستنكر كل صور التطبيع الذي تقوم به المملكة المغربية وغيرها من الدول الإسلامية- تطلب من المملكة المغربية التراجع عن مسلسل التطبيع الذي يشكّل خطراً استراتيجياً على المملكة المغربية والمنطقة المغاربية بأسرها، فاليهود الغاصبون أعداء للمسلمين وللبشرية، كما بين الله ذلك في كتابه، وشهد التاريخ بهذه العداوة في كل فتراته، فما دخل اليهود منطقة إلا سعَوا في إفسادها وإشعال الحرب بين أهلها.
{وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة:64].
خامساً:
تدعو الرابطة أهلَ العلم والرأي والفكر والسياسة والتأثير إلى تحمُّلَ مسؤولياتهم في بيان خطورة هذا التطبيع لعموم الناس بكل وسيلة ممكنة، وكشف آثاره التدميرية على المنطقة في كل النواحي: العقدية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والسياسية، والأمنية، وإخلاص النصح لأصحاب القرار السياسي في الموضوع، أداءً لرسالة العلم وحق الفكر.
ونسأل الله تعالى أن يقي المغرب الحبيب والمنطقة المغاربية وكل بلاد المسلمين شر التطبيع، وشر أعدائهم من الصهاينة وغيرهم، وأن يوفق ولاة الأمور لما فيه مصلحة المغرب والمنطقة، وأن يبين لهم الحق ويوفقهم لاتباعه، ويريهم الباطل ويرزقهم اجتنابه.
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M