“رابطة علماء المغرب العربي” تصدر بيانا حول وفاة الصحفية شيرين أبو عاقلة

17 مايو 2022 09:41

هوية بريس – متابعات

أصدرت “رابطة علماء المغرب العربي” بيانا حول حادث وفاة الصحفية شيرين أبو عاقلة، وما أعقبه من نقاش وخلاف.

وتوضيحا للرأي العام؛ جاء في بيان الرابطة العلمائية الذي توصلت به “هوية بريس”:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد..

فإنه قد كثر الكلام حول حادثة قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وهي تغطي أحداث اقتحام اليهود المعتدين لمخيم جنين.
ولما كان الواجب على أولي العلم أن يبينوا للناس كل ما يُشكل عليهم من أحكام شريعتهم، كان لا بد من إيضاح جملة من الأمور حول هذه الحادثة وما لحقها مِن لبس وخلط، وما داخلها من غلو أو جفاء.

أولاً: إن مقتل امرأة تؤدي دورًا إعلاميًا مهمًا في قضية كبرى كقضية فلسطين والمسجد الأقصى أمر يدعو للحزن والأسى من جهة، ويؤكد إجرام الصهاينة المعتدين وتجاوز ظلمهم الحدود كلها من جهة أخرى.

ثانيًا: يجب على كل مناصر لقضية المسجد الأقصى أن يضع هذه الحادثة في موضعها من جهوده في مناصرة قضية فلسطين والمسجد الأقصى، بمزيد تسليط الضوء على مدى إجرام المحتلين لأرض فلسطين، وقُبحِ موقف المساندين لهم، أو المطبعين معهم.

ثالثًا: إنكار الظلم ورفعه عن المظلوم واجب على المسلمين أياً كان دين الظالم والمظلوم. فبالعدل قامت السماوات والأرض
وقد روى مالك في الموطأ وأحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث عبد الله بن رواحة إلى خيبر فيخرص بينه وبين يهود خيبر قال : فجمعوا له حليا من حلي نسائهم، فقالوا : هذا لك، وخفف عنا، وتجاوز في القسم، فقال عبد الله بن رواحة : يا معشر يهود، والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي، وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم، فأما ما عرضتم من الرشوة ؛ فإنها سُحْتٌ، وإنا لا نأكلها، فقالوا : بهذا قامت السماوات والأرض”

رابعاً: تجوز التعزية في غير المسلمين.

قال ابن رشد: وليس منعُ الدعاء للميت الكافر والترحم عليه والاستغفار له بالذي يمنع من تعزية ابنه المسلم بمصابه به؛ إذ لا مصيبة على الرجل أعظم من أن يموت أبوه الذي كان يحنّ عليه وينفعه في دنياه كافراً فلا يجتمع به في أخراه؛ فيهوّن عليه المصيبة ويسليه منها ويعزيه فيها بمن مات للأنبياء الأبرار – عليهم السلام – من القرابة والآباء الكفار، ويحضه على الرضا بقضاء الله، ويدعو له بجزيل الثواب إلى الله؛ إذ لا يمتنع أن يؤجر المسلم بموت أبيه الكافر إذا شكر الله وسلم لأمره ورضي بقضائه وقدره..”.

“وفي النوادر لابن أبي زيد في تعزية المسلم بالكافر: “ذلك خفيف إذا كان للمسلم به منفعة عظيمة في دنياه فيكون فقدُه مصيبةً في حق المسلم” [مواهب الجليل 2 /231].

وقال النووي: “فيقول في تعزية المسلم بالمسلم: (أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك) وفي تعزية المسلم بالكافر: (أعظم الله أجرك، وأخلف عليك، أو ألهمك الصبر)، أو جبر مصيبتك) ونحوه. وفي تعزية الكافر بالمسلم: (غفر الله لميتك، وأحسن عزاك)، ويجوز للمسلم أن يعزي الذمي بقريبه الذمي فيقول: (أخلف الله عليك، ولا نقص عددك)” روضة الطالبين 1 / 664

خامسًا: يحرم الاستغفار لغير المسلمين بنص القرآن وبالإجماع؛ فقد روى الشيخان وغيرهما من حديث المسيب بن حزن أن أبا طالب لما مات على ملة عبد المطلب قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنه”. فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوٓاْ أُوْلِى قُرْبَىٰ ..} الآية[التوبة: 113].

وقد نقل العلماء الإجماع على تحريم الاستغفار لغير المسلمين، قال النفرواي: “حرمة الاستغفار للكافر بعد موته مجمع عليها ولو للأبوين” [الفواكه الدواني 2 / 291].

وجاء في الموسوعة الفقهية: “اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور”.

وقد سبق كلام ابن رشد في منع الترحم على الكافر والاستغفار له.

سادسًا: الشهادة لها حقيقة شرعية، لا ينبغي أن تلتبس في أذهان المسلمين، ومن المعلوم أن الحقيقة الشرعية مقدمة على الحقيقة اللغوية لو فُرض أن هناك بينهما تعارضاً، والاستدلال بذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأصناف من شهداء الآخرة غير القتلي في ساحة المعركة، لا يمكن أن يُدخل فيهم غير المسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث نفسه: “إن شهداء أمتي إذن لقليل” فنسبهم صلى الله عليه وسلم إلى أمته.

وفي الختام نؤكد ألا يشغلنا نقاش هذه المسائل العلمية – رغم أهميتها – على وجوب الدفاع عن المسجد الأقصى ومناصرة المرابطين فيه وفي أكنافه، وبيان جرائم العدو المحتل ومنها جريمة قتل الأبرياء لا سيما النساء المدنيات من أهل فلسطين كهذه المرأة المناضلة وغيرها، وتأكيد جريمة التطبيع مع هذا العدو الذي جاوز المدى في ظلمه وعدوانه، ونسأله تعالى أن يكون للمرابطين في المسجد الأقصى وأكنافه عونًا ونصيرا.

وصلى الله تعالى وسلم وبارك على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M