توصلنا في هوية بريس برد من عائلة معتقل الحق العام أحمد الشنتوفي، المحكوم بالمؤبد منذ أواسط تسعينات القرن الماضي، قضى منها الآن عشرين سنة، وتذكر العائلة أن ابنها بالإضافة لمعاناته مع عدة أمراض مزمنة، فإنه يعاني مع إدارة سجن مول البركي2 وموظفيه، ما دفعها للتوجه للرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب، التي راسلت المندوبية، وتلقت على إثر المراسلة بيانا يكذب ما جاء في شكوى العائلة جملة وتفصيلا، ويلقي باللائمة والمسؤولية على السجين المذكور، متهمة إياه بالشغب وعدم الانضباط والتمرد، العائلة من جهتها ردت على تكذيب المندوبية، بالإصرار على شكواها التي رفعتها، واتهاماتها لإدارة السجن بتعذيب ابنها، مطالبة بفتح المجال لزيارة الجهات الحقوقية وفتح تحقيق في الموضوع، كما اتهمت المندوبية بالسعي فقط للدفاع عن موظفيها مهما اقترفوه من فظاعات، والضرب بعرض الحائط شكوى السجناء المواطنين، كما أدلت بشهادة تقديرية كانت سلمتها المندوبية للسجين المذكور، ردا على تهم المندوبية لابنها بالشغب وعدم الانضباط، وفيما يلي الردود والمراسلات والوثائق التي توصلنا بها.
وسبق للرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب أن راسلت المندوب العام لإدارة السجون في موضوع الظروف التي يعيشها المعتقل أحمد الشنتوفي بسجن مول البركي بآسفي بتاريخ 30 مارس 2016 وقد جاء فيها ما يلي :
الموضوع : طلب التدخل من أجل حماية سجين من التعذيب والمعاملة القاسية.
السلام عليكم ورحمة الله، استمع ممثل الرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب ومديرها التنفيذي، للسيد الخمار الشنتوفي الحامل للبطاقة الوطنية رقم D491920، حيث أفاد أن ابنه أحمد الشنتوفي نزيل بالسجن المركزي مول البركي 2 بأسفي تحت رقم 430 ، يتعرض للتعذيب والمعاملة القاسية.
إذ زارته العائلة في فاتح فبراير 2016 بالسجن المذكور بعد مرور ثلاث سنوات، فوجدته يرتعش من البرد و تظهر على معصميه آثار الأصفاد، وخدوش وكدمات حمراء وزرقاء على مستوى صدره و ظهره وعنقه وفخديه ومقلتيه. وقد صرح السجين للعائلة أنه يكبل بالأصفاد من يديه ورجليه ليل نهار داخل زنزانة انفرادية ، ثم يلقى به بعد ذلك في الزنزانة التأديبية (الكاشو). ويضيف الوالد أن لجنة تابعة لمجلسكم زارت ابنه المذكور بتاريخ 14 يناير 2016 وعاينت حالته المزرية، إذ وجدته مرميا داخل (الكاشو) عاري الجسد، وبدون غطاء، تظهر عليه آثار التعذيب وآثار القيود على معصميه وجسمه يرتعش من البرد، ويعزي المستمع إليه سبب هذه المضايقات والمعاملات اللاإنسانية إلى مطالبة السجين بحقوقه ومطالبته بنصيبه من المنحة الملكية التي خصصت للسجناء بينما حرم منها بهذه المؤسسة ، وكذلك مطالبته بالطرد (COLIS) الذي سبق أن أرسلته له أخته، وبه بعض المواد الغدائية ، غير أن الحراس لم يسلموه إليه بعد أن وقع على استلامه وأخذوا ما به أمامه، و عندما احتج لدى مسؤولي السجن، قام المدير ورئيس المعقل بإعطاء تعليماتهما للحراس و بتحريض بعض السجناء للاعتداء عليه.
كما أفاد والد السجين أن ابنه قضى 20 سنة من السجن ولم يستفد من أي عفو ملكي بسبب معارضة ما أسماه جهة معينة التي تقوم بابتزاز ابنه السجين، وتقوم بتعذيبه انتقاما منه وتقوم بحفظ كل طلبات العفو. وأضاف المستمع إليه أن ابنه السجين ما يزال يعاني من نفس الممارسات القاسية حيث تم إخراجه من الزنزانة التأديبية مؤخرا فكان شبه عاري، يرتعش من البرد ونقلوه إلى حي السجناء، ويتم تصويره هناك أزيد من خمس مرات في اليوم، وأنه لم يتصل بالعائلة هاتفيا لأزيد من ثلاثة شهور وحين مكنوه من الاتصال يوم الجمعة 18/03/2016 لم تتجاوز مدته دقيقتين، مما تسبب في انهيار عصبي لوالدته، كما يحرم من الأكل إضافة للاعتداء الجسدي والنفسي الذي يتعرض له يوميا.
وعبر الوالد عن تخوفه من تطور الوضع إلى ما لا تحمد عقباه. نظرا لكل ما صرح به المستمع إليه، تلتمس منكم سيدي الرئيس المحترم، منظمة الرابطة العالمية للحقوق والحريات، التدخل العاجل من أجل فتح بحث في موضوع الإفادات والتصريحات التي أدلى بها المستمع إليه، مع اتخاذ المتعين، احتراما للقواعد والمواثيق الدولية ذات الصلة، وفي انتظار تدخلكم تقبلوا فائق التقدير والاحترام
د. محمد حقيقي: ممثل الرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب ومديرها التنفيذي.
وقد تلقى ممثل الرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب رسالة جوابية من المندوب العام لإدارة السجون بتاريخ 20 يونيو 2016في موضوع الشكاية المذكورة أعلاه. (انظر الرسالة المرفقة).
وفي رسالة من عائلة السجين أحمد الشنتوفي ردت على رسالة المندوب العام وقد جاء فيها ما يلي :
إلي السيد ممثل الرابطة العالمية للحقوق والحريات بالمغرب محمد حقيقي
الموضوع: الرد على المندوبية من طرف عائلة المعتقل احمد الشنتوفي
توصلنا برد المندوب العام لإدارة السجون والذي كذب فيه تصريحاتنا، وعليه فإننا نؤكد له من موقعنا كعائلة للمعتقل، أن كل ما قلناه صحيح، ونطالبه أن يسمح للجان الحقوقية بالدخول إلى السجن للاطلاع على الحقيقة كاملة.
