روبورتاج.. سيدي علال التازي بالقنيطرة و”التنمية المؤجلة”

08 أغسطس 2022 13:33

هوية بريس-متابعة

تبعد الجماعة القروية سيدي علال التازي عن مدينة القنيطرة حولي 40 كلم وتدخل تحت نفوذها الإقليمي، ورغم ذلك تعاني من “عزلة كبيرة على جميع المستويات، ومن تهميش واقصاء قاتلين، من طرف المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير هذه الجماعة مما جعل التنمية بها شبه معدومة” وفق تصريحات مصادر محلية.

مجموعة من مظاهر التهميش والحرمان تتخبط فيها ساكنة الجماعة حولتها إلى منطقة منكوبة ومعزولة، رغم أنها تتوفر على مجموعة من المؤهلات والخيرات لتجعلها من الجماعات النموذجية على صعيد الإقليم، لكن ارتجالية التسيير جعلت عجلة التنمية تتعطل في سيدي علال التازي، وهذا يظهر جليا في زيارة جريدتنا إلى هذه الجماعة المنكوبة، ولمست مجموعة من المشاكل اليومية التي تعاني منها الساكنة وتعكر صفوتهم. إذ لم يظفروا بعد بحياة كريمة وبحقهم في تنمية منطقتهم واخراجهم من الفقر والحرمان، فأغلب ساكنتها تعمل في الزراعة وعلى تربية الماشية.

مركز جماعة سيدي علال التازي تجمع لمختلف الخروقات

في مركز الجماعة ترى الظلم بعينه، وتلاعب كبير بالشأن المحلي، وعدم وضع سياسة تنموية واضحة لهذه الجماعة، وسيلفت نظرك مشهد محزن، أطفال صغار يحملون البطيخ الأصفر، يتسابقون على أصحاب السيارات لبيع لهم البطيخ. حاويات ممتلئة وأزبال متراكمة بجانبها في الشارع الرئيسي قبالة مكتب البريد.

ظاهرة احتلال الملك العام

ونحن نمر بسيارتنا تلامس مدى الفوضى العارمة التي توجد على طول الشارع الرئيسي الذي يعتبر القلب النابض للجماعة، فأغلب الراجلين لا يسلكون الأرصفة خلال عبورهم، وذلك راجع لاحتلال الملك العام من طرف أصحاب المقاهي، والمحلات التجارية والباعة، والأكبر من ذلك تجد سيارات مركونة فوق الرصيف.

فظاهرة احتلال الملك العام منتشرة بشكل كبير، وهذا يتبين تساهل المسؤولين مع المخالفين. ففي صورة واحدة تجد العديد من المخالفات ومجموعة من الانتكاسات، من هنا يتبادر الى ذهنك انطباع عن السياسة الارتجالية التي تدبر من طرف القائمين على تسيير جماعة علال التازي.

أخذوا أصواتنا وعطلوا سنوات من التنمية

وأنت تتجول في أزقة سيدي علال التازي سيكتور 44 إلتقينا بسي (أحمد، ر) رجل في الأربعينيات من العمر، يجلس بجانب باب منزله يشاهد أطفال صغار يلعبون في أزقة متربة غير مبلطة بألعاب “عاشوراء” فبادرناه بالتحية ورد علينا أنتم “صحافة” أريد الحديث معكم عن المشاكل العديدة التي تعاني منها الساكنة فهناك تعتيم إعلامي على هذه المنطقة المنكوبة، أنظر هذه يقولون عنها “جردة” هي عبارة عن سياج وثلاثة كراسي اسمنتية، في نظركم منطقة علال التازي”على قدها” توجد بها سوى هذه الأمتار القليلة ” شوف الربيع منعدم حيث ماكاينش ليسقيها شوف الزبل تيتجمع فيها ماكاينش لي قابلها وايعتاني بيها”، هل هذا هو المتنفس الوحيد للساكنة؟ أين هي المناطق الخضراء؟

أين أماكن الترفيه للأطفالنا “فين ايلعبو هاد الوليدات ها انت شوف فين تيلعبو كاين غير التراب والرمل” ، أين الملاعب لشباب المنطقة، فالملعب الوحيد يوجد في الطرف الآخر من هذه الجماعة؟ اوليداتنا ضايعين ماعندهم فين ايخرجو فين ايلعبو؟ ويضيف نفس المتحدث لجريدتنا بسؤال عريض أين هم عمال النظافة؟ لا توجد حاويات كافية فأغلبها غير موزعة بشكل جيد وجميعها مهترئة ولا تليق بالمنطقة بالإضافة أنها تمتلئ بسرعة في النصف الأول من اليوم فتجد جميعها ممتلئة عن اخرها، لذلك تجد الازبال متراكمة بجانب هذه الحاويات، زد على ذلك أن الشاحنة تمر مرة كل أربعة وعشرين ساعة، وليس لها وقت محدد بالإضافة الى انتشار البعوض والناموس وباقي الحاشرات خاصة في فصل الصيف ، الساكنة تعتمد على الدخان لي محاربة شنيولا.

ويضيف سي أحمد بصوت كله غضب وحسرة “بغيتو تعرفو واش النظافة كاينة سيرو شوفو حدا مقر الجماعة ايبان ليكم العربون تشوفو الوجه الحقيقي ديال التسيير”، ويختم سي احمد بجملة كلها حزن وأسى لقد أخذوا أصواتنا وعطلوا سنوات من التنمية بهذه المنطقة، التي تكابد ساكنتها فيها وجع الفقر والمعاناة، وما زالت تنتظر مبادرات تنموية حقيقية.

مقر الجماعة واجهة التدبير الشأن المحلي

مصطفى من أبناء المنطقة الذي يرافقنا طيلة جولتنا، أخذنا إلى مقر الجماعة التي يتم فيها اتخاذ قرارات مصيرية للساكنة والتصويت على المشاريع والبرامج التي رفعوها في حملتهم الانتخابية الاخيرة، فأول ما تصل الى واجهة المؤسسة، مكتوب “الجماعة القروية سيدي علال التازي” بصباغة رديئة لم تصمد طويلا أمام متغيرات المناخ، يصعب عليك تمييز حروفها وقراءتها بشكل جيد، من هنا يتضح بشكل الملحوظ من الذي يستفيد من الصفقات التي يتم تمرريها؟

وانت بمحيط مقر الجماعة تستقبلك رائحة كريهة تزكم الأنوف، أزبال متراكمة بشكل كبير، فبالرغم أن مكتب الرئيس، يطل مباشرة على هذه المزبلة التي أضحت مطرحا للنفايات “لم تحرك فيه غيرته التي كان يصدح بها في حملته الاخيرة وأن قلبه على المنطقة”، يقول أحد الساكنة الذي كان من مناصريه. ويضيف نفس المتحدث “إنها كارثة بيئية خطيرة تهدد ساكنة علال التازي، تصدم كل ضمير حي غيور على المنطقة، بالرغم أننا كنا من المصوتين لحزبه فهذا لا يمنعنا بأن نطالب بلجنة لتحقيق في هذه الكارثة البيئية وفي البنيات التحتية من ترصيص الأزقة (البافي) وتقوية الشوارع وتعبيدها”.

سيدي علال التازي والحفرة الكبيرة

فحالة الشوارع بحي الصناعي وسكتور 44 وباقي الاحياء سيئة للغاية مما تثير استياء وسخط عارمين من طارف الساكنة واصحاب السيارات جراء الأضرار التي تلحق بعرباتهم. يتوقف أحد سائقي السيارات ويقول “شفتو على حالة الطريق ( يقصد التي نقف عليها بجانب الجماعة التي تمتد الى الحي الصناعي ) كيف محفرة تنمشيو فوق التراب، خاصكم تجيو وقت شتا وتشوفو الطريق كيف تتكون بالغيص… تتقطع، ماتيلقى الواحد منين ايدوز، من غير تراكتور (يضحك ساخرا)”.

فالبنيات التحتية من أبرز الاختصاصات الموكولة للجماعة إلا أن رداءة الأزقة والشوارع تشكل من أعوص مشاكل الساكنة منذ سنوات، في الصيف تعاني من الأتربة والغبار وفي فصل الشتاء من الأوحال “الغيص”. وأن كل البرامج التي قدمتها المجالس السابقة تبقى ضعيفة الأثر ولا ترقى الى تطلعات الساكنة، وتخفف من معاناتهم.

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M