زرع وحصاد

12 مايو 2020 09:31

هوية بريس – عبد الحق لمهى

يغرس الانسان الشجر، ثم يعتني به الى حين نضجه وبداية إثماره؛ وعندما تظهر ثماره الأولى يقوم الراعي بتلقيح تلك الأشجار والعناية بها في جميع المراحل، بحسب نوع الشجر وما يطلبه، فإذا شاء استوت ثماره على سوقها، فانتفع منها هو وغيره، وضمن استمرار عطائها بما بذله لها من العناية سقاية وتشذيبا وغيرها.

كذلك الأمر مع شباب هذه الأمة؛ فإن الأمة ترعاهم أحسن رعاية؛ تربية وتعليما،وتوفيرا لحاجاتهم الضرورية من ملبس ومأكل ومشرب، إلى غير ذلك مما هو من جنس ما ذكرناه.فإذا بدت بوادر نضجهم،لم يحرص الراعي على رعايتهم،كما يفعل الفلاح مع الشجرة،إلى أن يكتمل نضجهم فيثمروا ثمارا يانعة يستفيد منها الراعي الذي قام عليه منذ صغره، كما يقطر خيرا على باقي الناس إنعاما وتفضلا .

إن الفلاح يقوم بما عليه تجاه الشجرة؛ فتفي له بحقها عليه، وكذلك الأمة تقوم بما عليها اتجاه شبابها، وحينها يشب أمامها واعيا ناضجا، مفكرا مبتكرا ينبض بالعطاء…

ومثله رئيس مؤسسة يحسن التعامل مع مرؤوسيه،أجراة واحتراما وتقديرا، فإنه لا محالة قاطف ثمار ذلك النهوض بمؤسسته ومرؤوسيه من خلال مضاعفتهم للجهد للارتقاء بمكانة المؤسسة.

ومثله المربي المدرس حين يرفق ويبذل الجهد في تربية النشء،فلابد واجد أثر عمله فيهم نموا، وعلى مستقبله المهني تقدما وتطورا.

ومثله مثل رب معمل أو شركة تجارية يشجع عماله ويحفزهم على العمل والإبداع، يجد ذلك في إنتاجها ونمائها.

ومثله الراعي يحوط رعيته بمزيد عدل ورعاية، فإنه ضامن دعمهم ومساندتهم ودفاعهم عن بلدهم في لحظة الشدة والرخاء، عرفانا وتقديرا لما قام به اتجاههم.

ومثله المرء يحسن العلاقات الاجتماعية بكل صورها؛ من حسن جوار ومساعدة وتبسم في وجه الآخرين، فإذا فعل ذلك كله يقينا عاد عليه ذلك بالدعاء بالفلاح والنجاح والحفظ في الحياة من قبل هولاء المتعامل معهم كيفما ذكر.

ومثله رئيس مؤسسة منتخبة يقوم بما يلزم تجاه المواطنين من خلال الذب عن مصالحهم وقضاء مصالحهم، لاشكأنه يحظى بثقتهم والتحامهم معهم.وفي ذلك نفع لهم جميعا.

ومثله دولة تحسن العلاقات مع دول أخرى، تعقد معهم دبلوماسية ميتنة أخذا وعطاء، لابد ظافرة بدعم وقت الرخاء، وأهم منه وقت الشدة، تجد هذه الدولة ما عملت محضرا.

ومثله إمام مسجد يخلص في نصح الناس وتعليمهم، لا محالة لاق من الإحسان من الآخرين.

ومثله التاجر يصدق في تجارته مع الناس يزرع بينهم الصدق، لابد أن الناس يكون له ملازمين غير مفارقين؛ لما ظهر عليه من صدق المعاملة.

ومثله حارس ليلي لا يغمض له جفن، يبيت يرقبها لا يتعرض لها أحد بمكروه، لا مراء ذلك راجع عليه إحسانا وتفضلا من مالكي تلك السيارات.

ومثله من كلف بتدبير مركز بحثي يعنى بالدراسات والأبحاث العلمية، فأتقن سياسته في وضع الخطط والتنشيط له، لا ريب ذلك مثمر فوائد على قائد المشروع وعلى المستفيدين منه من الباحثين والقراء.

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M