ظهير محاربة البذخ في الولائم والأعراس سنة 1942.. فلم لا يطال موازين؟

05 يونيو 2018 15:59
العاصمة الإسماعيلية ترفع صوتها ضد البدع المزرية بالدين

هوية بريس – ذ. إدريس كرم

المقاطعة المزعجة للبعض اليوم، ليست بدعة ابتدعها المداويخ حسب بعض التماسيح والعفاريت، للتقليل من سيولة النهب، وسماجة التضليل الممارس على المغاربة بأشكال مختلفة من العسف والقهر، لتأبيد دوختهم وحيرتهم من أمرهم، وإنما هي آلية ضبط لم يتوان المغاربة في استخدامها لمقاومة من سولت له نفسه الظن بقتل كرامتهم، وتمريغها في وحل الذل والمهانة، لذلك يفاجأ مراجعو التاريخ بمواقف مبتكرة من قبلهم لتعديل الميزان، وتقليم أظافر الطغيان.

من ذلك مثلا ما جرى في مقاومة ظاهرة غلاء المهور والتباهي في الإسراف والتبذير على حفلات العرس والمآتم، كما هو جار اليوم وشائع، مما يستوجب الوقوف ضده بحزم لمخاطره العديدة على الفرد والجماعة، كما حدث في 1942، حيث تم المطالبة -من قبل مداويخ ذلك العصر يوم كانوا يوصفون بالمهيجين- بإصدار تشريع يقنن كيفية فراش بيت الزوجية، والعوائد الممنوعة منعا كليا في الشورة والأعراس والحفلات والمآتم، وفيما يلي نص الظهير الذي أصدره المغفور له محمد الخامس بتنسيق مع الحركة الوطنية بتاريخ 10 غشت 1942:

كيفية فراش بيت الزوجين

– يقتصر فيه على خَمِيات ثلاث: إحداها من ثوب الموبرة، والآخرين من ثوب يصلح للتطهير.

– أن يقتصر على الطلقان عوضا عن اللحوف.

– غطاء زربية البيت يكون من ثوب متوسط قابل للتطهير لا يفسده.

– زربية لوسط البيت.

– طرز الخدادي والمخدات لا يتعدى خمسة وعشرين سنتيما من الجهة، وغلافاتها بدون طرز.

– تلاميط الجلسات تطرز بطرز خفيف يعرف بالرباطي.

– الخدادي والمخايد إما بالطرز أو من ثوب الموبرة ولا يجمع بينهما.

– السطارم من البهجة أو الموبرة.

– التلامط من الشيت أو ما شاكله.

– إزارين للغطاء، إحداهما لا طرز به والأخر به طرز من خمسة وعشرين سنتيما.

– منديل التكميس، يكون بطرز الرباطي طرزا خفيفا لا ترييش به.

– فوطات الحجر، لا تتعدى 12 بدون طرز ولا تكرير ولا ترييش.

– مجدول الخامية، من الصابرة أو القطن بدون اصقلي.

– صندوق العتيدة يكون مجلدا بالجلد أو الموبرة بالمسمار بدون مجانة ولا غيرها.

– الصوف لا تتعدى ستة قناطير بدون تصبين.

– لا يتعدى علو أي فراش خمسة عشر سنتيما.

– الصبوحي لا يتجاوز تفصيلتين وشربيلا ومضمة وشيئا من الطيب.

– يوجه فرش العروسة لدار الزوج بدون تكميس، ومع من تيسر من الحمالين دون المعينين الآن الذين يقبضون على حمله أجرة باهضة.

– أن يفرش بيت الزفاف بشوار الزوجة فقط، دون شيء زائد عليه بكراء أو عارية عدى الحيطي والرواقات.

– بروز العروسة يكون ثلاثة أيام للبكر فقط، وباقي سبعة أيامها التي يقضى لها بها تكون مع زوجها.

– الحلي واللباس لا يتجاوز مدجة واحدة من الجوهر، ودملوجين، وحلقات، وحاجة واحدة من الجبهة.

– لا يتجاوز لباسها أيام بروزها للستين في اليوم فقط.

– الماشطات يقتصر على اثنتين، والمرأة التي تلازم بيت العروس أيام عرسها المسماة بالكلاسة، وكلهن بأجرة معينة معلومة، ولا تقع عليهن غرامة لما فيها على من يعطيها لهن من الكلفة.

– منع المغنيات من الحضور في سائر الحفلات كلها عرسا كان أو غيره.

– النساء الحاضرات للعرس، أما القريبات فيجلسن بدار العروسة يومين، وبدار العروس ثلاثة أيام، وأما البعيدات فيجلسن يوما واحدا بدون مبيت على أن يكون لباسهن وحليهن جميعا أدنى من لباس العروسة.

بيان العوائد الممنوعة كليا في الشورة والأعراس والحفلات والمآتم

خامية البهجة، واللحوف، والحيطي، والرواقات، والسفايف، والحراقس، الطرز الخريب، وطرز الجليسات بالغرزة، والسطارم، والبريوات المطرزة بالصقلي، ولبس الخريب والفراش به، ومجدول الخامية بالصقلي، وإتيان العروسة بالدرر والفاكهة والطيب والمسطكى، وملابس العروس، وهدية أقاربهن والحلويات، وغيرها.. والمعدن، والبلور، والطاوس، والنحاس، وغير ذلك.

وتمنطق النساء أيام الحفلات بمنطقة الذهب، أما في ما عداها فلها أن تتمنطق بها مع زوجها، والشلية التي تنصب لجلوس العروس عليها لتقع الغرامة عليه، والمنبر التي تتبرج عليه العروسة، والقبة التي تأتي فيها العروسة لدار زوجها، والتبريح بالهدايا للزوجين، وجلوس النساء الحاضرات لحفلات الأعراس وغيرها من الجلوس على الشليات والخدادي، ودخول النساء المتفرجات لدار العرس وغيره، وكلفة الفاتحة، وكمال العطية، ودفع المهر، ويوم تنقيل الفرش والمشبك الذي يوجهه ولي المرأة لها عند ولادتها الأولى من ملبوس ومأكول، وغير ذلك، وما يوجه ولي الزوجة من الحلويات لها في عيد الفطر من عام زواجها الأول، وترك استدعاء الناس لشرب الأتاي بالنهار، ولا بأس بالطعام عند منتصف الليل.

وما يجعل للبنات الغير المتزوجات من اللباس والحلي في شهر رمضان المعبر عنه بالصيام للخروج في ذلك على الجادة، وما يجعل في رمضان المعبر عنه بالصيام للخروج في ذلك على الجادة، وما يجعل في الختان من الإشهار بالركوب على الخيل والبغال وحول المختون والعروسة جماعة من الطبالين والغياطين والنفارين، وأن يقتصروا في حفلات الختان على المعتاد الذي لا إسراف فيه.

ويمنع إطعام الطعام للنساء اللاتي يأتين للتعزية أيام الجنازة، ولا يوجه شيء من الموائد لدار الجنازة إلا كسكس في اليوم الأول من الوفاة، والحريرة صبيحة اليوم الثاني، ولا تحضر فيها ماشطة ولا من تدعي بالفقيهة، ولا يشترى لعائلة الميت من ماله شيء من لباس المآتم عدى منصورية وبلغة وشال لزوجة المتوفى، وأن يمنع النساء من الخروج للقبر المسمى بالتفريق، ولا يأخذ الغسال أو الغسالة شيئا من ثياب الميت، بل يقبضان أجرتهما نقدا، وأن تمنع النسوة من المبيت بدار الجنازة أياما، والمباهاة بغسل العدة، والسلام. (“معركة استقلال المغرب” لمحمد السلاوي أبو عزام).

قال مورده ادريس كرم:

ترى ألسنا اليوم في حاجة لمثل هذا الظهير ونحن نرى تبذير المقدرات العظيمة في المهرجانات والحفلات والمؤتمرات التي تقول للأجنبي بأن الشعب محكوم كما يجب وأن لا خوف على ناهبي المال العام، وسارقي المال الخاص، من المحاسبة والمتابعة، فالكل ملجوم بالخوف من فقر داهم، وعقاب صارم، ومَحق أحلام كل حالم بالعزة والكرامة والحرية في بلد لم يعرف أبناؤه غيرها إلى أن داهمهم الاستعمار، وعطل مؤسساتهم التقليدية بإبدالها ببنايات تخيف وَالِجَهَا ورائيها، وعلاقات تحمل في ثناياها ما يفنيها.

ولعل مهرجان موازين خير دليل لمن أراد البرهان على سفه التذبير وتسخير الطاقات العامة والخاصة في ما لا فائدة منه، بل في الإضرار بالبلد وسكانه مما يستوجب منعه، فلا هو أنعش كما يقول سياحة، ولا دافع عن قضية، ولا روج لثقافة أو صناعة وطنية، ولا جلب عملة صعبة أو استثمارا، بل كل ما في الأمر هو تدميره للقيم الوطنية والحرمات الدينية، ولا شيء غيرها.

وعلى الباغي تدور الدوائر.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. الله يرحمك يا محمد الخامس بجمال صورتك وسيرتك وسيرتك،مازال معزتك وحرقة فراقك في قلوبنا ماتطفاش،الله يجعلك في الفردوس الأعلى ولها من الوارثين على صفاتك وإسلامك.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M