عبوديات البلاء..

26 أبريل 2020 15:24

هوية بريس – ناصر عبد الغفور

يقول الله جل في علاه:”وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”-الذاريات:56-، فالغاية من خلق الخلق تحقيق العبودية لرب الأرض والسماء.

والعبادة كما عرفها العلماء:” اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة”.

لكن العبادة لا تقتصر على أحوال الرخاء، فهناك عبودية الشدائد والمصائب، فلكل وقت عبوديته، والسعيد من حقق عبودية وقته، فهو عبد في الرخاء والعطاء كما هو عبد في الشدة والبلاء.

وبمناسبة البلاء([1]) الذي نزل بكثير من سكان الأرض في هذه الأيام، أذكر نفسي وإخواني ببعض العبوديات التي يجب أن نحققها في مثل هذه الأوقات، وهي عبوديات لا تقتصر على هذا البلاء بل تتعداه لكل أنواع الابتلاءات والمصائب التي قد تحل بالعبد في هذه الدار: دار الكد والشقاء والهم والبلاء-عفانا الله وجميع المسلمين من ذلك-.

1- اليقين بحكمة الله تعالى والإيمان باسمه الحكيم-سبحانه-:

من أعظم ما يتعبد به المسلم عند نزول البلاء الإيمان باسم الله الحكيم وذلك من وجوه([2]):

أ- تنزيه الله تعالى عن العبث:

فالله جل وعلا لا يفعل فعلا ولا يخلق خلقا ولا يشرع شرعا إلا لحكم قد نعلمها وقد لا نعلمها، قال تعالى: “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ” [ص 27]، وقال تعالى: “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ” [المؤمنون 115]..

فعلينا أن نوقن أن الله تعالى حكيم في شرعه حكيم في خلقه([3])، لا يخلق ولا يشرع لمجرد المشيئة بل لحكم([4]).

ب-كل ما يبتلى به العبد فهو لحكم:

من وجوه التعبد لله تعالى باسمه الحكيم في مثل هذه الأوقات التي عم فيها البلاء أن يوقن العبد أن كل ما يصيبه من خير أو شر، من شدة ورخاء، كل ذلك من تقديرات الله تعالى التابعة لحكمته، وأن لله عز وجل  الحكمة البالغة في ذلك-كما قال تعالى:”حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ” فما يصيب به العبد من شدة وبلاء ليس- دائما- علامة على سخط الله عليه، كما أن ما يصيب العبد من خير ونعمة  ليس -دائما- علامة على رضى الله عليه([5]).

قال تعالى: ” فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلاَّ…”، أي كلا ليس الأمر كذلك،” فليس كل من نعمته في الدنيا فهو كريم علي، ولا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لدي. وإنما الغنى والفقر والسعة والضيق ابتلاء من الله وامتحان يمتحن به العباد، ليرى من يقوم بالشكر والصبر فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل، ومن ليس كذلك فينقله إلى العذاب الوبيل”([6]).

ج- تحقيق سنة الابتلاء:

فالله تعالى يصيب العبد سواء بالخير أو الشر ابتلاء وامتحانا وهذا إنما لحكمته سبحانه البالغة، قال عز من قائل: ” وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً([7])وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ” (الأنبياء:35)، “فنجازيكم بحسب ما يوجد منكم من الصبر والشكر”([8]).

وعموما فإن الابتلاء من سنن الله الكونية، إذ لا بد من الابتلاء والتمحيص، فلا يظهر معادن الناس على حقيقتها إلا ما يقدره الله تعالى عليهم من الابتلاء، فلولا الابتلاء والاختبار ما تميز الصابر من الجازع وما تبين الصادق من الكاذب ولا تبين المؤمن من المنافق، ولا تبين المجاهد من القاعد.

قال جل وعلا: “الم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ”، وقال تعالى:

“وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ” (محمد:31)، وقال تعالى: “وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ” (محمد:4).

فعلينا أن نوقن أن من وراء كل ابتلاء وبلاء حكمة بل حكم، فلنحسن الظن بربنا فإنه حكيم في كل ما يصيبنا-سبحانه-([9]).

2- الإيمان بقدر الله تعالى:                   

خلافا للكافر المعاند والملحد المشاقق، فإن المؤمن يوقن أن كل ما يصيب الناس من وباء أو بلاء فإنه من تقدير العزيز الحكيم، الذي لا يكون في الكون إلا ما شاء فلا يتحرك ساكن ولا يسكن متحرك إلا بإذنه.

فكل شيء مخلوق له سبحانه، كما قال جل في علاه وتعالى في سماه:” اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ” فعم كل الأشياء بخلقه، وقال تعالى:” أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”-الأعراف:54-، فقدم ما حقه التأخير لإفادة الحصر، أي أن الخلق والأمر بيده سبحانه لا بيد غيره.

فعلينا أن نوقن أن هذا الوباء الذي نزل بكثير من الأقوام والبلدان من تقديره سبحانه فهو الذي خلقه وأنزله وعليهم قدره كما قال تعالى:” { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:” وهذا شامل للمخلوقات والعوالم العلوية والسفلية، أن الله تعالى وحده خلقها لا خالق لها سواه، ولا مشارك له في خلقها وخلقها بقضاء سبق به علمه، وجرى به قلمه، بوقتها ومقدارها، وجميع ما اشتملت عليه من الأوصاف، وذلك على الله يسير، فلهذا قال: { وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } فإذا أراد شيئا قال له كن فيكون كما أراد، كلمح البصر، من غير ممانعة ولا صعوبة.”([10]).

وقال تعالى:” مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ”-الحديد:22-.

وقال تعالى:”مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.”-التغابن:11-، قال علقمة رحمه الله تعالى في تأويلها:” هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيسلم ذلك ويرضى”([11]).

فالمؤمن ذو عقيدة راسخة أن كل مصيبة وبلاء وكل نائبة أو وباء فبتقدير من عرشه على السماء جل عن الأنداد والشركاء، علم سبحانه ذلك وكتبه عنده قبل خلق البرية بآلاف السنين([12]).

3- عبودية الصبر:

ليس المجال لذكر فضيلة الصبر وعظم شأنه ورفعة قدره في مراتب الإيمان ومدارج السالكين إلى الرحمن، لكنها فقط ذكرى لنفسي وإخواني بوجوب التعبد بهذه العبودية في أوقات البلاء.

فإن الناس عند الشدة والبلاء يتمحصون تمحيصا فتظهر معادنهم وتجلو حقائقهم، ويتميزون: فمنهم الساخط عياذا بالله ومنهم الصابر ومنهم الراضي ومنهم الشاكر وتلك الدرجة العليا والمرتبة الأسنى.

وعجبا لمن يتسخط في مثل هذه الأوقات فإنه لا يعدو أن يكون شاكيا ربه لخلقه، وتلك عين الوقاحة.

فاصبر أخي وتصبر في أوقات الشدة والبلاء واعلم أنك تحقق بصبرك عبودية من أجل العبوديات، وكيف لا والصبر شطر الإيمان، وكيف لا والصابر يثاب على صبره بدون حساب، وكيف لا والصابر يفوز بمعية رب الأرباب.

ولعظم الصبر فقد أكثر الله تعالى من ذكره حتى بلغ تسعين موضعا من القرن الكريم كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى.

وأكتفي بذكر آية واحدة وهي قوله تعالى:” وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ”-البقرة:45-، فهذا أمر منه سبحانه” أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه-ومن ذلك- الصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها، فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور، ومن يتصبر يصبره الله.([13]).

فما أعظمها من وصية ربانية للعباد بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا وما يكون فيها من الشداد، ومن نوائبها هذا البلاء الذي أصاب كثير من أهلها،

-نسأل الله أن يعجل برفعه وزواله-.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” عجبا لأمر المؤمن إن أمره له كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.”-مسلم-.

فالمسلم لا يضعف ولا يخور وهو يعلم أن ربه الرحيم الغفور هو الذي قدر عليه ما شاء سبحانه من البلايا، وأنه لم يقدرها ليعذبه ويشقيه ، ولكن ليرحمه ويرده إليه .. فيفوض أمره إليه سبحانه ويرضى بما يختار له مولاه جل في علاه، ويعلم أن تدبيره سبحانه له خير من تدبيره لنفسه، وإن مما يقوي الصبر على الشدائد يقين العبد أن ما أصابه إما أن يكون تكفيراً لذنوبه وتمحيصا لسيئاته، أو سبباً لنعمة لا تنال إلا بذلك المكروه .

ولنتأمل بعض ما سطره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كلامه عن واقعة أحد وما كان فيها من الدروس والعبر، يقول رحمه الله تعالى:”إن النفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغنى طغيانا وركونا إلى العاجلة، وذلك مرض يعوقها عن جدها في سيرها إلى الله والدار الآخرة، فإذا أراد بها ربها ومالكها وراحمها كرامته، قيض لها من الابتلاء والامتحان ما يكون دواء لذلك المرض العائق عن السير الحثيث إليه.”([14]).

4- استشعار عظمة الله جل في علاه:

من الدروس والعبر التي يجب أن يستخلصها كل عاقل من كل بلاء عظيم على وجه العموم وبما حل بأهل الأرض في هذه الأيام على وجه الخصوص استشعار عظمة الله تبارك وتعالى ومدى ضعف بني آدم، وهذا من أعظم العبوديات في مثل هذه الأوقات: فتصور أخي مجرد فيروس لا يمكن رؤيته إلا إذا تم تكبير حجمه بآلاف المرات تحت المجهر يطوف بين أقطار الأرض ويجول بل ويقتحم الدول التي تزعم أنها بلغت في الحضارة غايتها وفي التطور مناها فيجعلها عاجزة عن مقاومته وهي التي تملك الصواريخ والدبابات والأقمار الاصطناعية وكل ما يتيح لها اتخاذ ما تشاؤه من القرارات مما جعلها تطغى وتجور دون خوف أو وجل من العزيز الغفور، ها هي تجد نفسها في غاية العجز أمام فيروس قد خلق فيها الرعب والهلع وجعلها تعاني الخوف والفزع.

وهذا إن دل فإنما يدل على مدى حقارة الإنسان وضعفه، فإنه مهما تعاظم وتجبر ومهما تعالى وتكبر فإنه لا يعدو أن يكون ذرة في ملكوت الله لا يخرج عن قبضته ولا يمكن أن يحيد عن سطوته.

” وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ”-الزمر:67-.،” إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)”-فاطر-…

فيروس يخلق الهلع والفزع في الدول التي توسم بالعظمى أكثر من الصغرى…إنه جندي من جنود الله” وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ “.-المدثر:31-.

ولو شاء الله تعالى لأهلك من عليها بهذا الفيروس.

ألم يهلك الله جل في علاه الطاغية النمرود -الذي حاج إبراهيم عليه السلام في ربه فقال أنا أحيي وأميت- بمجرد بعوضة؟

ألم يهلك قوم عاد الذين طغوا أيما طغيان وقالوا:”من أشد منا قوة” بريح دمرتهم تدميرا فأصبحوا كنخل منقعر؟

ألم يهلك فرعون اللعين بما افتخر به من المياه، ” وهذه الأنهار تتجري من تحتي” فكان حتفه فيها؟

وفي آخر الزمن حينما يأذن الله تعالى بخروج (يأجوج ومأجوج) قوم لا يمكن تصور مدى قوتهم وبطشهم وسطوتهم حتى إن الله تعالى سيقول لعيسى عليه السلام:”إني أخرجت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور”([15]) وحتى إنهم حينما يرون أنهم قضوا على أهل الأرض يطمعون في القضاء على من في السماء –عياذا بالله- فيكون هلاكهم بمجرد دود يقال له النغف،”يرسله الله عليهم في رقابهم “فيصبحون فرسى([16]) كموت نفس واحدة”([17]).

فليتذكر من رام أن يزحزح عن عتبة الخسران مدى عظمة الديان ومدى ضعف الإنسان([18]) وليعلم أن الله تعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء

“وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ”-العنكبوت:22-.

5- التعلق بالآخرة وعدم الركون إلى الدنيا:

من عبوديات البلاء معرفة حقيقة هذه الدار وأنها ليست دار سعادة وهناء بل  دار كد وشقاء، وليست دار أمن وأمان –دائمين- بل قلقها و خوفها أكثر من طمأنينتها وأمنها.

يقول ربنا جل في علاه لآدم عليه السلام:” فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى” فدل على أن هذه الدنيا دار شقاء لا دار هناء…

أمراض وأحزان، ابتلاءات وأسقام، مصائب عظام…تحل بين الفينة والأخرى ببني الإنسان لألا يركن العاقل لهذه الدار ويتعلق قلبه بدار الرضوان.

فيروس متناهي في الصغر يخلق الرعب والفزع عند معظم سكان الأرض، فبعد أن كان الكثير منهم مطمئنين آمنين، أصبحوا قلقين خائفين…

فأي تعلق بدار متغيرة الأحوال، لا يستقر لها قرار: صحة يعقبها مرض، فرح يعقبه قرح، سرور يعقبه حزن، أمن يعقبه خوف…؟

أين هذا مما قال الله تعالى فيه:”إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ”-الدخان:51-52-؟ يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:”المقام الأمين موضع الإقامة والأمين الآمن من كل سوء وآفة ومكروه وهو الذي قد جمع صفات الأمن كلها”([19]).

ويقول الله تعالى:”إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46)”-الحجر-: آمنين من كل منغص: فلا حزن ولا قلق ولا خوف ولا فزع ولا ولا مصيبة ولا بلاء…

ومن كلام أهل الجنة عند دخولهم لها:” الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ”-فاطر:34-،”فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن كما يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم.([20]).لذلك فهم فيحمدون الله جل وعلا عن أمنهم التام فلا حزن يلحقهم ولا خوف يخيم عليهم ولا بلاء يحل بساحتهم، بل الأمن التام والسلام الكامل.-جعلنا الله منهم برحمته وكرمه-.

6- وجوب التضرع والتوبة والإنابة والرجوع:

قال تعالى:” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”-الروم:41-، يقول إمام المفسرين أبو جعفر الطبري رحمه الله تعالى:”(لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) يقول جل ثناؤه: ليصيبهم بعقوبة بعض أعمالهم التي عملوا، ومعصيتهم التي عصوا(لَعَلَّهُمْ يَرجِعُونَ) يقول: كي ينيبوا إلى الحقّ، ويرجعوا إلى التوبة، ويتركوا معاصي الله”([21]).

وقال تعالى:”{ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}-الأعراف:94-، “يقول تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ } يدعوهم إلى عبادة اللّه، وينهاهم عن ما هم فيه من الشر، فلم ينقادوا له: إلا ابتلاهم الله { بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ } أي: بالفقر والمرض وأنواع البلايا { لَعَلَّهُمْ } إذا أصابتهم، أخضعت نفوسهم فتضرعوا إلى الله واستكانوا للحق([22]).

وقال جل وعلا:” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ.”-الأنعام:42-، يقول الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تأوليها:”لقد أرسلنا”، يا محمد،”إلى أمم”، يعني: إلى جماعات وقرون “من قبلك فأخذناهم بالبأساء”، يقول: فأمرناهم ونهيناهم، فكذبوا رسلنا، وخالفوا أمرنا ونهينا، فامتحناهم بالابتلاء “بالبأساء”، وهي شدة الفقر والضيق في المعيشة “والضراء”، وهي الأسقام والعلل العارضة في الأجسام. وقوله:”لعلهم يتضرعون” يقول: فعلنا ذلك بهم ليتضرعوا إليّ، ويخلصوا لي العبادة، ويُفْردوا رغبتهم إليَّ دون غيري، بالتذلل منهم لي بالطاعة، والاستكانة منهم إليّ بالإنابة.”([23]).

تلك بعض الشواهد على سنة من سنن الله تعالى في عباده وهي أنه سبحانه لا يباغتهم ولا يعاجلهم بالعذاب إذا تمادوا في العصيان والطغيان والشرك والكفران، بل يصيبهم بما شاء من أنواع البلايا لينوبوا إليه سبحانه ويتوبوا، ويتضرعوا إليه ويرجعوا، فيأخذهم بالضراء([24]) كما هو الحال الآن فإن الوباء الذي حل بالناس نوع من الضراء الذي قدره الله عليهم ليستيقظوا من غفلتهم ويفيقوا من غيهم، فيتوب الكافر من كفره والمؤمن من عصيانه…(لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) : يقول قتادة رحمه الله تعالى:”لعلّ راجعا أن يرجع، لعل تائبا أن يتوب، لعلّ مستعتبا أن يستعتب”.

فكل بلاء فبذنب، فكم وكم من المعاصي تقترف وكم وكم من الذنوب ترتكب، وما ربك بظلام للعبيد.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم([25]).

7- الدعاء لرفع البلاء:

من أجل العبادات التي يجب أن يتعبد بها العبد في وقت البلاء اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، فكما أن البلاء لا يكون إلا بتقديره سبحانه فكذلك رفعه لا يكون إلا بتقديره جل ذكره.

قال الله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ”-غافر:60- فهذا كما أشار إليه العلامة السعدي:”من لطفه بعباده، ونعمته العظيمة، حيث دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم.([26]).

فللدعاء أثر عظيم يغفل عنه كثير من الناس، فهو يرد القضاء قبل وقوعه ويرفعه بعد وقوعه، إذا توفرت شروطه وصح الحال وقوي المحل أي صح الدعاء وقوي محله وهو صاحبه، يقول الإمام الهمام ابن القيم عليه رحمة المنان:”ولكن ههنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن الأدعية هي في نفسها نافعة شافية ولكن تستدعى قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء..وكذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب ولكن قد يتخلف عنه أثره إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا فإن السهم يخرج منه خروجا ضعيفا وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام والظلم ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها كما في صحيح الحاكم من حديث أبى هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم- (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه([27]))([28]).

فإذا كان الدعاء بشروطه وضوابطه وتوفرت فيه أسباب القبول فإن الاستجابة متيقنة وكيف لا وقد وعد الله تعالى بذلك ووعده سبحانه لا يخلف، قال تعالى:”وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”-البقرة:186-، وقد تضمنت هذه الآية الكريمة أهم أسباب استجابة الدعاء وهي الإيمان والاستجابة لله وذلك بفعل المأمور وترك المحظور.

ولعظم شأن الدعاء في مواجهة البلاء فقد رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم أيما ترغيب، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما “إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء”([29])، وعن عائشة رضي الله عنها قال صلى الله عليه وسلم”لا يغني حذر من قدر و الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل و إن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان([30]) إلى يوم القيامة”([31]).

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى عن أهمية الدعاء في دفع البلاء:”وله مع البلاء ثلاث مقامات أحدها أم يكون أقوى من البلاء فيدفعه، الثاني أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا، الثالث أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه.([32]).

فلنتضرع إلى الله تعالى ولنلح عليه سبحانه لرفع البلاء فإنه جل في علاه يحب العبد الملحاح ويستحيي أن يرد يدي عبده صفرا([33])، ولنقنت، فإن القنوت يشرع في النوازل، ولا يشك عاقل أن ما حل بنا من البلاء في هذه الأيام نازلة من أعظم النوازل.

8- حسن الظن بالله جل في علاه:

من عبوديات البلاء أن نحسن الظن بالله ونوقن أنه سبحانه منزه عن الظلم، كما قال تعالى:” إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ”-النساء:40-،وقال جل في علاه:”إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”-يونس:44-،وقال تعالى ذكره:”وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ”-فصلت:46-، وفي الحديث القدسي المشهور:” يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته محرما بينكم فلا تظالموا…”-مسلم-.

فلنحذر من مداخل الشيطان، وننزه ربنا عن كل ما لا يليق به، ولنعتقد اعتقادا جازما أنه العدل البر الرؤوف اللطيف الرحيم الذي هو أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا بل هو أرحم بنا من أنفسنا.

ولنعلم أنه الغني سبحانه عن تعذيبنا كما قال تعالى:” مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا”-النساء:147-،”فأي شيء يفعل بعذابكم؟ فإنه لا يتشفى بعذابكم، ولا ينتفع بعقابكم”([34]).

و ما أحسن ما سطره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا الشأن إذ يقول: “فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع، وليتب إلى الله تعالى وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء، وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء ومنبع كل شر المركبة من الجهل والظلم، فهي أولى بظن السوء من أحكم الحاكمين وأعدل العادلين وأرحم الراحمين، الغني الحميد الذي له الغنى التام والحمد التام والحكمة التامة، المنزه عن كل سوء في ذاته وصفاته وأفعاله وأسمائه، فذاته لها الكمال المطلق من كل وجه، وصفاته كذلك وأفعاله كذلك، كلها حكمة ومصلحة ورحمة وعدل وأسماؤه كلها حسنى:

فلا تظنن بربك ظن ســـــــــــــوء      فإن الله أولى بالجميـــــــــــــــــــــــــــــــل

ولا تظنن بنفسك قط خيـــــــــــرا      وكيف بظالم جان جهـــــــــول”([35]).

فالمؤمن الحق لا يتصور أن يسيء الظن بربه، بل يعلم أن كل بلاء فلحكم عظيمة، وبدلا من إساءة الظن بربه فإنه يعود باللوم على نفسه ويسيء الظن بها لا بربه.

ويعلم أن كل بلاء في حقه منحة وإن كان ظاهره محنة: فهو تمحيص له من الذنوب وتطهير من المعاصي والأدران وفرصة للإقبال على الله بالتوبة والإستغفار، والاستيقاظ من الغفلة ومحو ما علا القلب من الران…، وصدق ربنا إذ يقول:” لا تَحْسَبُوهُ شَراً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ.”.

يقول علامة الحجاز السعدي رحمه الله تعالى في كلامه عن اسم اللطيف:

(ومن معاني اللطيف : أنّه الذي يلطف بعبده ووليه ، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر ، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب ، ويرقّيه إلى أعلى المراتب ، بأسباب لا تكون من العبد على بال ، حتى إنّه يذيقه المكاره ، ليوصله إلى المحاب الجليلة ، والمطالب النبيلة).

فاستشعار لطف الله تعالى يورث حسن الظن بدلا من إساءته وينفي الشعور باليأس والقنوط ويعمر القلب بدلا منهما بالفأل والأمل والثقة بالعزيز الأجلّ.

ومن أحسن الظن بربه فقد أفلح وظفر ومن أساء الظن به سبحانه فقد خاب وخسر، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله و إن ظن شرا فله.”([36]).

وسوء الظن بالله قد يؤدي إلى اليأس من رحمته سبحانه وذلك عين الخسران، فإن قوما قد أرداهم سوء ظنهم بالله فقال لهم:” وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ”-فصلت:23-.

تلك بعض العبوديات التي يجب أن نتعبد الله بها وقت الشدائد والفتن والبلايا والمحن.

فاللهم ارفع عنا كل بلاء واصرف عن شر القضاء وردنا إليك ردا جميلا برحمتك يا أرحم الرحماء.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

([1] ) وهو الفيروس المسمى بكورونا، وكلمة “كورونا” تعني التاج باللغة اللاتينية، والسبب في تسميته بهذا الاسم تميزه بسلسلة من النتوءات على سطحه تجعله شبيها بالتاج، كما قال الخبراء. وقد صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه وباء عالمي لكونه اجتاح معظم أقطار العالم.-نسأل الله السلامة والعافية-.

([2] ) وهي وجوه في الحقيقة متداخلة بينها بحيث يمكن إدماجها في باب واحد لكن آثرت التفصيل لمزيد التوضيح والبيان، والله المستعان.

([3] ) ولا بأس أن أذكر نماذج تبين عظم حكمة الله تعالى في بعض خلقه: يقول العلماء أن من حكم الله تعالى في كون الإنسان له عينان لا عين واحدة أن بالعينين نرى البعد الثلاثي، ومن حكمه سبحانه في خلق الإنسان بإذنين أن بالأذن الواحدة لا يمكن معرفة جهة الصوت، ومن الحكم في وجود الشعر داخل الأنف دون الفم أن هذا الشعر يمنع دخول المواد العالقة بالهواء أما لو كان في الفم لنغص على الإنسان أكله وشربه، كما أن من حكمه سبحانه من خلق الماء على صفته أنه لو كان له رائحة ولون لأفسد على الناس طعامهم لأن كل طعام فيه ماء سيكون برائحة ولون الماء..

([4] ) وقد ضل في هذا الباب طوائف من أهل الكلام؛ كالأشاعرة الذين نفوا عن الله تعالى الحكمة، وقالوا: إنه تعالى يفعل لمجرد المشيئة. يقول الدكتور سفر الحوالي حفظه الله في معرض كلامه عن أصول الأشاعرة في باب العقيدة: “ينفي الأشاعرة قطعا أن يكون لشيء من أفعال الله تعالى علة مشتملة على حكمة تقضي إيجاد الفعل وعدمه.. وهو رد فعل لقول المعتزلة بالوجوب على الله حتى أنكر الأشاعرة كل لام تعليل في القرآن، وقالوا: إن كونه يفعل شيئا لعلة ينافي كونه مختارا مريدا، وهذا الأصل تسميه بعض كتبهم “نفي الغرض عن الله” ويعتبرونه من لوازم التنزيه، وجعلوا أفعاله تعالى كلها راجعة إلى محض المشيئة ولا تعلق لصفة أخرى كالحكمة مثلا بها…وسبب هذا التأصيل الباطل عدم فهم ألا تعارض بين المشيئة والحكمة أو المشيئة والرحمة. ولهذا لم يثبت الأشاعرة الحكمة من الصفات السبع واكتفوا بإثبات الإرادة، مع أن الحكمة تقتضي الإرادة والعلم وزيادة”. -منهج الأشاعرة في العقيدة للدكتور سفر الحوالي، ص:27-.

([5] ) وسيأتي ذكر بعض هذه الحكم في ثنايا الموضوع-إن شاء الله تعالى-.

([6] ) تيسير الكريم الرحمن ص:854.

([7] ) قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: “نبتليكم بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر والحلال والحرام والطاعة والمعصية والهدى والضلال” ذكره الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (324هـ) في تفسيره.

([8] ) تفسير البيضاوي.

([9] ) وسيأتي مزيد توضيح لهذا الأمر عند ذكر عبودية حسن الظن بالله تعالى.

([10] ) تيسير الرحمن:827-828.

([11] ) جامع البيان:23/421.

([12] ) والخلق آخر مرتبة من مراتب القدر، فإن للقدر مراتب أربعة:

العلم والكتابة: ومن أدلتهما قوله تعالى:” أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ”-الحج:70-.وفي الحديث الصحيح: “إن الله كتب مقادير الأشياء في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة”. والمشيئة: ومن أدلتها قوله تعالى: ” إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ”-الحج:18-.الخلق: قال تعالى:” اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ” “وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ”.

 

([13] ) تيسير الرحمن:51.-بتصرف يسير-.

([14] ) زاد المعاد:3/221.

([15] ) جزء من حديث رواه مسلم.

([16] )”( الفريس ) القتيل ( يستوي فيه المذكر والمؤنث ) يقال بقرة فريس وثور فريس ( ج ) فرسى”-المعجم الوسيط:2/681-

([17] ) جزء من حديث رواه مسلم.

([18] ) كما قال تعالى:” وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا”-النساء:28-.

([19] ) حادي الأرواح:69.

([20] ) مدارج السالكين:506.

([21] ) جامع البيان في تأويل آي القرآن:20/109.

([22] ) تيسير الرحمن:1/297.

([23] ) جامع البيان في تأويل آي القرآن:11/354-355.

([24] ) وفي الضراء ثلاثة أقوال:  أحدها البلاء والجوع رواه أبو صالح عن ابن عباس .

 والثاني النقص في الأموال والأنفس ذكره الزجاج .

 والثالث الاسقام والأمراض قاله أبو سليمان.-زاد المسير لابن الجوزي:3/38-.

([25] ) رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع تحت رقم: 7978.

([26] ) تيسير الرحمن:740.

([27] ) رواه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وغيره.

([28] ) الجواب الكافي:3-4.

([29] ) رواه الحاكم وغيره وصححه الألباني: انظر صحيح الجامع ح رقم:3409.

([30] ) أي يتصارعان-غريب الحديث لابن الجوزي رحمه الله تعالى-.

([31] ) رواه الحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع تحت رقم: 7739.

([32] ) الجواب الكافي:4.

([33] ) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين.”- صحيح الجامع:1757-.

 

([34] ) تيسير الرحمن:211.

([35] ) زاد المعاد (107-108)، المجلد الثاني، دار ابن الجوزي.

 

([36] ) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني، وهو في صحيح الجامع تحت رقم:4315.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M