عصيد والشعوذة الإيديولوجية

14 سبتمبر 2020 12:30

هوية بريس – د.محمد عوام

سبق أن كتبت فيما سبق أن المدعو أحمد عصيد يمارس الشعوذة الإيديولوجية، بعيدا كل البعد عن أي تفكير علمي، أو نشاط حقوقي، أو اجتماعي، فهو خلو عن كل ما يمكن أن يقال في حقه من المدافعين عن مصلحة المجتمع والدولة.

فالرجل بالأمس القريب كنا نسمع عنه الطوام، حين نصب نفسه من المدافعين عن الحرية الجنسية، بحيث يبيح الزنا واللواط والفساد، وهذا ما تعنيه الحرية الجنسية، وهي المتحللة من كل القيود والضوابط الدينية والأخلاقية والاجتماعية، فقط بكلمة مختصرة، خاضعة للنزوات والشهوات واتباع الأهواء.

ثم يطلع علينا في قضية الطفل المظلوم الشهيد عدنان، تماشيا مع مذهبيته الفاسدة والبائرة، بالدفاع عن المجرم القاتل والمغتصب للطفولة، بعدم الدعوة إلى إعدامه، واعتبر من يدعو إلى إعدامه لا يقل وحشية عن مرتكب الجريمة ذاتها. فلم يعد تعني الجرائم والفساد، ولو كان القتل نفسه، وإزهاق أرواح الأبرياء، ولو كانوا أطفالا في سن البراءة، عنده شيئا. المهم عند عصيد معاكسة المجتمع والدولة في دينها وعقيدتها وقيمها الاجتماعية.

ولهذا فأنا أتعجب وأستغرب ممن يلقبه بـ”الناشط الحقوقي”، مع العلم أنه بعيد كل البعد عن الدفاع عن حقوق الإنسان، فهل من يدعو إلى الحرية الجنسية، وإلغاء عقوبة الإعدام في حق عتاة المجرمين، ويسخر من ثوابت الدين وقطعياته، بل الدين نفسه، ويرتمي في أحضان المنظمات الأجنبية، التابعة لدول الاستعمار الغربي، يعد ناشطا حقوقيا أم أنها السخرية وتمييع الألقاب وتلميع صورة رجل يدعو إلى إفساد المجتمع؟ فأي حقوق يدافع عنها هذا المخلوق البشري؟

ولهذا علينا أن نفكر جيدا عندما نريد تلقيب شخص ما، وبأي ميزان نزن الألقاب، وعلى أي شيء نعتمد؟ أنعتمد قيم المجتمع المغربي الإسلامي الراسخة جذورها في أعماق الوعي الجمعي المغربي، والتي تشهد لها تربة الجغرافية المغربية عبر أحقاب مديدة، ودول عديدة، أم نعتمد منظومة غربية دخيلة معششة في فئة محدودة تابعة للمنظومة الاستعمارية الغربية، وتستقي من فلسفته ونظرته للحياة والإنسان والكون، وهي نظرة مادية معاكسة للفطرة الإنسانية، والتي تغدق عليها من موائدها وأموالها وتدعمها سياسيا وفكريا؟

فإذا حددنا المعيار، ووضعنا الميزان، وحكمنا عقولنا انطلاقا من قيمنا وديننا وأخلاقنا كمجتمع مغربي أصيل، مهما أصابه من ضعف، وأتت عليه من رياح هوجاء تعصف به من حين لآخر، بأيادي خفية وأخرى معلنة، فإنه لا ريب أن الحقوقي من يدافع عن حقوق الإنسان المرتبطة بفطرته التي فطره الله عليها، والتي تنسجم مع القيم الإنسانية الأصيلة، من العدل والكرامة والحرية، وغيرها من القيم التي يجمع عليها العقلاء، في كل الملل والنحل.

فهذا هو الحقوقي الذي ينبغي أن نضفي عليه اللقب، لأن أعماله ونشاطاته ونضاله ينصب في هذا الاتجاه، أما من يعاكس القيم الإنسانية، وينشر الفساد، ويدمر الأخلاق باسم الحرية، ويتنكر للقيم والمبادئ باسم التحرر، فهذا لا شك أنه قد انخرط في سبيل المجرمين. فهناك إما القيم والمبادئ، وإما الفساد والإجرام، “والله لا يصلح عمل المفسدين”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M