عفوا.. من يطعن في الصلاة والصيام والإرث لا يحترم الدين ويصدر عن مرجعية لائكية

06 يونيو 2019 21:12
بعد مقال جريدة الصباح عن التراويح.. حملة على فيسبوك تحت وسم #ديننا_خط_أحمر

هوية بريس – نبيل غزال

في إطار النقاش حول بعض الحوادث والجزئيات المتعلقة بانتهاك الشعائر الدينية والأحكام الشرعية، قد يصدّق البعض دعاوى الطاعنين بأنهم يحترمون المرجعية الإسلامية، وليست لديهم أي عداوة مع الدين أو نيّة لانتهاكه وازدرائه، وأن جلّ إنتاجاتهم تنصب على تصحيح فهم خاطئ للدين أو تطبيق منحرف له.

وللأسف فهذا التدليس ينطلي على عدد من المتابعين لمجريات الأحداث، ويصدقون بحسن نية دعاوى التيار العلماني، علما أن كل فاعل وإن حاول إخفاء هدفه ومراده فإن مجال اشتغاله، وتواطؤ المسائل الكثيرة التي يخوض فيها، تكشف أنه يصدر عن أصل واحد ومؤثر وحيد، وبذلك تتجلى للباحث بجلاء المرجعية المضمرة، والمشاريع المسطرة، والأهداف المحددة.

وبالرجوع إلى أصل ما قرره منظرو التيار العلماني في العالم الإسلامي، والذي تصدر عنه جل المنابر الإعلامية والفكرية والحقوقية.. نجد أن موقفهم من محكمات الدين والوحي والغيب والعقائد الإسلامية والنبوات والقرآن الكريم والسنة النبوية والعبادات والمعاملات والأخلاق محددٌّ بشكل واضح وجلي.

فموقفهم من الأصل يتميز بإحداث القطيعة الجذرية مع كل ما يشترط الموقف الديني ويتحكم به، وللوصول إلى هذه الغاية دون استثارة لمشاعر المسلمين، يتمترسون بالقراءة الجديدة للنصوص الدينية، وتاريخانية القرآن والأحكام، ويدّعون أنه إن كان الوحي مقدسا ففهمه بشري ليس حكرا على فقهاء الشريعة بل مستباحا لهم أيضا، وكأن من أنزل الوحي وحفظه لم يحفظ فهمه، وكأن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لم يحذرنا فيما أخبر به بأن «منكم مَن يقاتل على تأويل هذا القرآن، كما قاتلت على تنزيله».

بل منهم من يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير ويدعي أن القرآن الكريم لا علاقة له بالسماء، وأنه منتج ديني مليئ بالأساطير، ويتعامل معه كنص لغوي أو منتج ثقافي، الطعن والتشكيك فيه من مميزات المثقف الجاد الذي يقدم خدمة الكبيرة للمجتمع والتراث الإسلامي أيضا!

ولا تسل بعد ذلك عن طعنهم في صحيح البخاري وباقي كتب السنة، ولا تهجمهم الفج على الصحابة الكرام كأبي هريرة، والأئمة كمالك والشافعي وغيرهما، وتنقصهم من عبادات كالصلاة والصيام والحج، وشعائر كالحجاب، وأحكام كالإرث.. فإن كان وحي الله عندهم محطّ ريْب وتشكيك فما سواه من باب أولى.

فالمركزية عندهم للمرجعية العلمانية، التي تؤله الإنسان وتؤنسن الإله، فعنها يصدرون وبها يقيسون ما يثار مجتمعيا ودوليا من وقائع وأحداث، نعم تختلف درجات المتدخلين في تصديقهم للوحي وتعاملهم معه، فليس كل العلمانيين على نسق واحد في هذا الأمر، لكن على العموم هم متفقون في الأصول الكبرى، من جهة تقديس العقل، ورفع كل القيود التي يعتبروها تعوق الحياة، وتقديم الحرية على الحدود التي وضعها الشارع الحكيم، فلا تكاد تجد -مثلا- علمانيا يعارض الزنا عن تراضٍ، أو شرب الخمر لمن لم يضر بالآخرين، والتعامل بالربا، والتعبير عن الرأي وإن كان يمس بالذات الإلهية أو الأحكام القطعية.

فالمسألة متعلقة بعقائد وقناعات مترسخة لدى المنظرين والمتأثير بالفكر العلماني المادي، فلا يستغربنّ أحد بعد هذا إن كتبت “الصباح” أن “صلاة التراويح.. هي فوضى”، ومن تأسف “سعيد لكحل” لاعتبار القانون الجنائي الإفطار في رمضان جنحة، وانزعاج عصيد من أبواق المسجد؛ ومطالبته بمنع الصلاة في المؤسسات العمومية؛ وعدِّه شعائر عيد الأضحى تتنافى والسلوك المدني.

فالشيء من معدنه لا يستغرب..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M