على خطى مصر.. خطر تعويم الدرهم على الاقتصاد والمعيشة في المغرب

21 فبراير 2017 14:04
تعويم الدرهم: خطوة مهمة قطعها المغرب ضمن مسار تحوله الاقتصادي

هوية بريس – وداد أزداد

هناك موضوع هام وخطير غفل عنه الفايسبوكيون وعامة الناس بالرغم من أنه سيرخي بظلاله على حياتنا قريبا وقد يقلبها رأسا على عقب ألا وهو تعويم الدرهم..

لا أحد يندد بتحرير العملة المزمع الشروع فيه ابتداء من شهر يوليوز القادم حسب اَخر الأخبار إذعانا لإملاءات صندوق النقد الدولي في الوقت الذي رأينا فيه بالملموس نتائجه الكارثية على الشعب المصري.. تخيل معي عزيزي المواطن أنك تشتري اليوم كيلو سنيدة بـ13 درهم، لتنهض غدا لتبتاعه بـ20 وفي اليوم الموالي بـ40 والذي بعده بـ60 درهما أو أن ثمن البيضة قد يبلغ 10 دراهم بين ليلة وضحاها، وقس على ذلك بالنسبة لجميع المواد الاستهلاكية بما فيها الأغذية والملابس والتجهيزات.. هذا ما حدث في مصر بعد التعويم ، فكل الأثمنة تضاعفت مرات عديدة (قد يرتفع الثمن مرتين في اليوم الواحد)، بينما انخفضت قيمة الجنيه مقابل الدولار بشكل جنوني حيث بلغت نسبة التضخم أحيانا 30% في الشهر الواحد وهو ما يعني أنه لو استمر الأمر على هذا المنوال فيجب لكي تشتري كيلو من البطاطس أن تدفع كيلو من الجنيه، وهو السيناريو الذي يعدونه للمغرب مستعملين عبارات منمقة مطمئنة، بالرغم من كون التجربة أحسن برهان، وكفى بما حدث في مصر حجة ودليلا..

بعد مدة وجيزة من قرار كهذا، لو كانت لديك 50 مليونا في البنك لن تقتني بها مثلا سوى شقة بقيمة 25 مليون سنتيم حاليا أو أقل، ولو كنت تتقاضى راتبا يعادل 5000 درهم فلن يكفيك حتى لشراء الخضر..

كمتابعة لعدد من الصفحات والبروفايلات المصرية، عاينت بشكل مباشر مستوى الانحدار خلال سنة كاملة حتى أن عددا من الفايسبوكيين المصريين أطباء وصيادلة ومهندسين لم يعودوا يكتبون منشورات سوى نادرا لأنهم مضطرون للقيام ب3 مهن للحصول على قوت يومهم ولا أعني هنا تحصيل نقود قصد “تحويشها” وإنما فقط البحث عن “العيش” والمواد الغذائية حرفيا.. كما أن هؤلاء لم يستطيعوا شراء ملابس شتوية هذه السنة بسبب غلاءها الفاحش واضطروا للاكتفاء بالقديمة، ولم يعودوا يقدرون على ابتياع la dinde والدجاج واللحم ومعجون الأسنان والبومبيرز والبيض وغيرها من المنتجات.. أما الزواج فأصبح حلما بعيد المنال.

“الاستثناء المغربي” راجع بالأساس للاستقرار النسبي للمواد الغذائية، حيث أن المواطن يتغاضى عن حال نظامه التعليمي والحالة المأساوية للمستشفيات متى استطاع التهام طاجين جيد في اَخر اليوم كوننا شعبا “مرايقي” بامتياز، ولكن القلاقل لابد ستتسع رقعتها بعد العمل بهذا القرار كون الأسعار ستلتهب مخلفة احتقانا وغليانا اجتماعيا غير مسبوق.. ولكم في المصريين واليونانيين عبرة يا أولي الألباب، أفمن معتبر؟!

يجب أن يصبح هذا المشكل موضوع الساعة قبل أن يتم تطبيق القرار حيث لن يسعنا حينها سوى مواجهة الحريق والاكتواء بنيرانه في ظل بنية مجتمعية جد هشة وعلى وشك الانهيار.. ولن يمكننا ساعتها ولو السفر خارج البلاد لتغيير الجو في حال أصبح سعر الدولار يعادل الـ20 درهما مثلا لا قدر الله..

المرجو نشر هاشتاج #جميعا_ضد_تعويم_الدرهم على نطاق واسع.

#الغباء_هو_تكرار_نفس_الأخطاء_وتوقع_نتائج_مختلفة

آخر اﻷخبار
3 تعليقات
  1. ماكاينفع معا هادوا لا هاش طاغ و لا سلمية و لا والوا! لا بد من الشعب ينوض معاهوم صباط دابا قبل ما يديرو فعلهم الإجرامي وتوقع الفاس فالراس! راه السلطات مكتخافش إلا إلى ناض الشعب بقوة و ببدون خوف باش تتراجع على هاد الكارثة لي غادي يتحملها غير الدرويش و الطبقة المتوسطة! لأنا هما هربوا فلوس الشعب لي سرقوه و عراوه لخاريج و إلى شافوا الخطار عليهم غادي يخليو الزمر و يتبعوا فلوسهوم لبرا! و خليوا الشعب فالكارثة التي لا رجعة فيها! خاص الشعب دابا ينوض!

  2. كثير من هذا الشعب يستحق أن يشتري الخبزة ب500درهم .حتى يفيق من النعاس. لا عيش إلا عيش الآخرة. فالله سبحانه وتعالى هو الرزاق. قد يكون هذا الأمر سبب لتصحيح الطريق. والله غالب على أمره. و لكل أجل كتاب.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M