على هامش رد الأستاذ أبي حفص على رسالة الشيخ حماد القباج

15 مارس 2016 16:03
على هامش رد الأستاذ أبي حفص على رسالة الشيخ القباج

الحسن شهبار

هوية بريس – الثلاثاء 15 مارس 2016

تابعت النقاش الذي جرى بين الشيخ القباج والأستاذ أبي حفص مؤخرا في بعض الجرائد الإلكترونية، وإثراء مني لهذا النقاش أسجل الملاحظات التالية على رد الأستاذ أبي حفص:

أولا: لأول مرة أعلم أن الجرائد المنتمية للأحزاب السياسية ببلادنا مستقلة فكريا وإيديولوجيا عن تلك الأحزاب!! وقل ربي زدني علما..

ثانيا: إن من يرفض المشاريع الوحدوية التي تحاول أن تجمع بين مختلف الفرقاء والتوجهات داخل هذا الوطن فهو خائن بلا شك.. ولكن هل المغاربة بهذه السذاجة المركبة؟؟ ألا يستطيعون التمييز بين الجمع والإصلاح الذي يقتضي العدل والإنصاف والانحياز، وبين الاصطفاف بجانب جهة معينة واضحة الفكر والمنهج؟؟ فالجمع يقتضي الانحياز والوقوف في الوسط بين هؤلاء الفرقاء المختلفين، وليس الانخراط مع جهة معينة من هذه الجهات ثم ادعاء عدم الموافقة على مسارها الفكري والإيديولوجي.. لأن العبرة بالأفعال وليس بالأقوال.. ويكفي هنا أن نقف مع أول إنتاج إعلامي يُنتجه الأستاذ أبو حفص مع هذه الجهة، وكان العدل والإنصاف يقتضي أن يستضيف عالما أو مفكرا من الجهة الأخرى لتحصل المدافعة والمزاحمة التي يُموه بها.. أو على الأقل لتبقى مهمته كصحافي ينقل الأفكار ويُحاور أصحابها فقط بهدف تنوير الرأي العام، والوصول إلى حل وسط يُرضي الأطراف المختلفة والفرقاء المتنافسين..

ثالثا: إن الاحتجاج على المخالف بفعل بعض رموز الحركة الإسلامية من أمثال شيخ الإسلام ابن العربي العلوي وتقي الدين الهلالي هو نوع آخر من التمويه والمراوغة؛ فالخلاف ليس في الانضمام لأي جهة إعلامية أو استغلال أي وسيلة مهما كانت لخدمة المصالح الوطنية والدينية، أو للتقليل من المفاسد وتكثير المصالح.. وهذا هو ما فعله العلوي والهلالي رحمهما الله تعالى.. وإنما الخلاف فيمن يُوظف من قبل هذه المنابر الإعلامية لتمرير خطاباتها وإيديولوجياتها -بقصد منه أو بدون قصد-، والعبرة كما ذكرنا بالأعمال وليس بالأقوال.. ولا زلنا ننتظر من الأستاذ أبي حفص أن يُبرهن على أقواله بالأفعال؛ فيفتح ركنه في تلك الجريدة لكل الفرقاء والتوجهات والإيديولوجيات ليؤكد بالواقع الملموس صدق ما قاله، وإلا فالكل يُتقن القول والادعاء..

رابعا: ذكر الأستاذ أبو حفص أن السبب المباشر لانضمامه لجريدة (آخر ساعة) هو عدم جدية الدولة في إدماج المعتقلين الإسلاميين؛ فكان لا بد من البحث عن عمل يوفر له دخلا مسقرا.. وهذا الكلام ليس على إطلاقه؛ لأن كثيرا ممن خرجوا من السجن استطاعوا الاندماج في سوق الشغل والعمل دون انتظار لما ستفعله الدولة، ولأن الأستاذ بعد خروجه من السجن زاد من سقف تطلعاته ولم يعد يرضى بأي عمل يُوفر له حاجياته وضرورياته، ولو أراد ذلك فلن يعدمه.. وليس عيبا أن يسعى المرء إلى تطوير نفسه ماديا ومعنويا، وأن ينخرط في كل الأعمال المشروعة التي تُوفر له دخلا ماديا محترما يُغنيه عن التذلل للناس.. ولكن لا أعتقد أن مثل هذا يجعل الشخص يرهن نفسه عند أي جهة مهما كانت وكيفما كانت، فالغاية لا تبرر الوسيلة.. ولئن كان الأستاذ استشهد بفعل شيخ الإسلام ابن العربي العلوي في انضمامه لبعض المنابر الإعلامية؛ فليته قلده أيضا فيما قام به في آخر أيامه من اكتفائه بتربية بضعة أبقار ليُلبي بذلك حاجاته المادية ويستغني عن كل ما من شأنه أن يجعله بوقا في أيدي من لا يتورعون من إعلان الحرب على كل المقدسات الدينية والوطنية.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. الاعتذار بالعمل لفائدة من جاء لمحاربة أسلمة المجتمع المغربي أقبح من إعتذار تلك التي تاكل بثديها

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M