علي عزت بيجوفيتش.. الرئيس المفكر والسياسي المؤلف

05 مارس 2018 22:24
علي عزت بيجوفيتش.. الرئيس المفكر والسياسي المؤلف

هوية بريس – متابعة

ولد الرئيس البوسني علي عزت بيجوفيتش عام 1344هـ/ 1925م في مدينة بوساناكروبا شمال غربي البوسنة في أسرة عريقة في إسلامها.

وقد تولى علي عزت بيجوفيتش رئاسة البوسنة في مرحلة عصيبة للغاية حيث كانت البوسنة تعاني من همجية الصرب الذئاب، فناضل وجاهد -رحمه الله- من أجل حرية وكرامة شعبه وأمته.

لم يكن الدكتور علي عزت بيجوفيتش رئيسا عاديا كسائر رؤساء الجمهوريات الذين تسلموا هذا المنصب في العالم الإسلامي، بل كان سياسيا بارعا، ومناضلاً صابرا، ومفكرا عميقا، وذا نظرة إسلامية بعيدة جعلته يتجاوز حدود البلقان، إلى سائر أنحاء العالم الإسلامي، ليحمل هموم المسلمين حيث كانوا، ويعمل مع العاملين لنهوض المسلمين، بعد تخليصهم من الأمراض والعلل التي أطمعت فيهم الغرب والشرق.

وقد تثقف بألوان الثقافة العصرية، والعلوم الشرعية، وقرأ الكتب الفكرية الإسلامية المعاصرة، وجمع بين أصناف تلك العلوم التي حصلها من مصادرها الأمينة الموثوقة، غربية وإسلامية، فكان لنا منه مفكر عميق، ودارس واع للتيارات الفكرية المعاصرة، لكنه لم يتفرغ للكتابة، لأن هموم الأمة الإسلامية عامة، وهموم مسلمي البلقان خاصة، والمحن والابتلاءات التي مرّوا بها، والمآسي والكوارث التي نزلت بهم.

كان كل هذا يشغل الحيّز الكبير من حياته، فقد كان يكافح على عدة محاور، ولو تفرغ للقراءة والكتابة لكان لنا منه مؤلف كبير، ولأفاد المكتبة الإسلامية إفادة كبيرة.

ومع ذلك، ألّف الرجل عدّة كتب، وكتب العديد من الأبحاث، وقدّم الكثير من المحاضرات، في ميادين فكرية وسياسية ودعوية، ومن هذه الكتب التي ألفها:

هروبي إلى الحرية .. كتبه في السجن، عندما اعتقله الشيوعيون عام 1949م بسبب نشاطه السياسي، وحكموا عليه بالسجن مدة خمس سنوات.

إضافة إلى البيان الإسلامي .. وهو مجموعة مقالات كان نشرها في مجلة (تاكفين) التي كانت تصدرها جمعية العلماء في البوسنة، وكان يقرؤها خمسون ألف مسلم، وقد جمعها ابنه الأستاذ بكر، وأصدرها في كتاب بعنوان (البيان الإسلامي) وهو شرح لأساسيات النظام الإسلامي.

والإسلام بين الشرق والغرب… وهذا الكتاب الكبير هو أشبه بموسوعة علمية، هزّ به أركان العالم الغربي، فقد خاطب به قادة الفكر هناك، وكان فيه عالما وفيلسوفا وأديباً وفناناً مسلماً تمثّل كلّ ما أنجزته الحضارة الغربية، ثم ارتقى بتلك العلوم عندما ربطها بالإسلام.

كما نال الرئيس المفكر علي عزت بيجوفيتش العديد من الجوائز، ومنها: جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1993م، جائزة (مفكر العام) من مؤسسة علي وعثمان حافظ عام 1996م، جائزة جلال الدين الرومي الدولية لخدمة الإسلام في تركيا.

وقد لقي علي عزت بيجوفيتش ربَّه بعد مسيرة من العطاء يوم الأحد 19 أكتوبر 2003م/ 23 شعبان 1424هـ، عن 78 عاما، وقد أعلن راديو البوسنة وفاته، ولم يتمكن مسلمو البوسنة من إعلان الحداد الرسمي عليه، فقد اعترض على ذلك ممثل الصرب في الرئاسة الجماعية، لأن الصرب يعدون الرئيس علي عزت بيجوفيتش عدوّهم اللدود الذي وقف في وجه أطماعهم.

(المصدر: موقع “قصة الإسلام”).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M