عندما كانت الآداب العامة في المغرب من مهمة الباشا والمحتسب

12 فبراير 2020 17:49
عندما كانت الآداب العامة في المغرب من مهمة الباشا

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

في 10/4/1922 بعث مراسل جريدة السعادة من الدار البيضاء، ما يلي:

في سبيل الآداب العمومية

المحافظة على الآداب العمومية من أهم واجبات كل فرد من البشر وخصوصا رجال الحكومة الذين بيدهم الحل والعقد، ولهم السلطة التامة التي يخولها لهم القانون بالضرب على أيدي كل من يهتك ستر الآداب العمومية التي أوصت بالمحافظة على كرامتها وصونها من التخديش في القوانين السماوية والمدنية نظرا لما لها من العلاقات المهمة في حياة الإنسان.

وحيث أن رجال الأحكام هم المسؤولون عن هذه الآداب أكثر من غيرهم أمام الخالق وأمام الناس صار من الواجب عليهم الاهتمام بها قبل كل شيء.

ولهذا عندما تولى عندنا منصب الباشا سيادة الفقيه السيد محمد ابن عبد الواحد أخذ حالا في ملاحظة الآداب العمومية وصون كرامتها بإصدار الأوامر بمنع عدة أشياء كانت جارية في هذه المدينة منها، أن بعض الباغيات الوطنيات يخطرن في الشوارع العمومية وهن متزينات بهيئة التهتك وبحالة السكر ويستعملن الدخان في أيام رمضان، ولما كانت حالتهن هذه مخلة في قواعد الدين والآداب أصدر تنبيها لرجال الشرطة بإلقاء القبض على هاتيك الفاسدات كلما وجدن على الحالة المذكورة، وكذلك كل من وجد من باقي المسلمين مخلا بصيامه ليوضع في السجن وتجري عليه العقوبات اللازمة.

كما أمر بوضع المئازر في الحمامات، حيث أصدر بذلك الإعلان التالي:

يعلن كافة الأهالي أنه قد صدر الإذن من المحكمة المخزنية لأهل الحمامات بجعل المئازر صونا للعورة التي يلعن الله كاشفها والناظر إليها وألزم أصحابها بالقيام بها والاهتمام بشأنها، وأن من خالف ما صدر وتساهل فيه يؤاخذ مؤاخذة شديدة.

فيلزم على صاحب الحمام أن يعلم كل من يريد الدخول للحمام ألا يدخل له إلا بمئزر وإلا أوخذ هو أيضا إذا وجد مكشوف العورة عند التفقد الذي يجري في أوقات سرية غير معلومة لا من صاحب الحمام ولا من المستحم.

وكذلك يتعين على كل فرد أن يحض على عياله وبنيه وعلى حريمه أن يتخذن المآزر بالحمامات وسط غيرهن من النسوة إذ العورة واحدة للرجال والنساء وسترها واجب شرعا وطبعا.

حرر في 8/5/1922

وبنفس العدد من الجريدة، تم الإخبار بأن محتسب مراكش بدوره أمر أصحاب الحمامات ومرتاديها باستعمال المآزر والتشديد على ذلك لتنافي عادة الدخول للحمامات بدونها مع الآداب العامة التي يحث علها الشرع.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M