عندما يُمسَح بوجهِ الوزير عفنُ الدراما

10 مايو 2022 08:38

هوية بريس – إبراهيم الطالب

لا يشك عاقل أن “شوف تيفي” من غير إنتاجها لفيلم العار “الإخوان” هي آلة لصناعة التفاهة والرداءة وقلة الحياء، أما وقد انضاف إلى منتجاتها فيلم العار المذكور فهذا يعني أن هذه الجريدة الإلكترونية قد أصبحت المنتِج الفني للوضاعة والنذالة والقبح.

الأمر في قمة المأساوية، ويزيده قبحا ومأساوية حضور وزير الشباب والثقافة والتواصل للعرض ما قبل الأولي للفيلم العار.

فكيف يحضر وزير الثقافة لحدث مثل هذا؟؟

وما هي الرسالة التي يريد الوزير إرسالها للمغاربة؟؟

وهل وزير الثقافة يمثل ثقافتنا فعلا؟؟

وهل الحكومة الخنوشية راضية عن هذا السلوك المشين لوزيرها؟؟

كثيرة هي الأسئلة التي تطرح اليوم على النخبة المفكرة، النخبة التي آثر جزء كبير منها الاستقالة من وظيفة المدافعة ومحاربة المفسدين، وتفضيل التواطئ السكوتي مع هذا الفساد المهدد لكينونة الأسرة والفرد المسلم في هذا البلد المسكين، والذي آلت به عجلة التاريخ ليرى أبناؤه مجموعة من التافهين يقررون في شؤون الثقافة المغربية.

أنا شخصيا لا أدافع عن رمزية الأدوار التي لعبها التافهون الثلاثة، بلحاهم وقلنسواتهم ولباسهم، فذلك فعلا ليس من الثقافة المغربية ولا من الدين المغربي، فالمغربي صاحب لحية وجلباب وبرنس، لكن ما غاظني أن يحاول التافهون اللعب على أحداث ومفاهيم لا علاقة لها بواقع المغرب واستعمال الصورة والألفاظ والمفاهيم والدلالات الملحقة بالتدين، لجعلها علامة سيئة على كل من اختار طريق الاستقامة على السنة، دون تمييز، فالتوظيف المغرض لمظاهر التدين بصفة عامة يجعل الملايين من الملتزمين بالشرع من أبناء المغاربة يندرجون في نفس الخانة التي يحدد إطارها سيناريو الفيلم وسيميائية الصور المختارة فيه والرموز المنتقاة، وهنا تكمن الجريمة التي رفضها المغاربة منذ صدور التشويقة الخاصة بالفيلم.

هذا ناهيك عن الاستغلال البشع لأحداث معزولة منفردة وسياقها الزمني (16 ماي) لإعادة تدوير تلك الحرب التي استغلت فيها كل الأدوات لتصفية الحساب مع الإسلاميين بكل أطيافهم ومع المفاهيم الإسلامية والتمكين للمفاهيم العلمانية والحداثوية الاستئصالية المناقضة للدين والعقيدة المغربية.

فأن يحضر وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي في عرض تدشيني لهذا الهراء وهذا العار، فهذا يعني أن المغرب لُفّ في أكفان الخزي والذل، بعد أن ذبح من الوريد إلى الوريد بيد وزير ثقافته، تماما كما كانت تفعل داعش بأسراها.

فشحتان “مول شوف تيفي” رائد صحافة التشهير وإعلام التفاهة أتى بالوزير إلى قاعة العرض ليقول للمغاربة إن الحكومة راضية عن هذا اللون من الانتاج الدرامي، ويقول لمن رفضوا الاستهزاء بشعائر الدين وبكلمة التوحيد واعتبروا هذا الفيلم جريمة إنكم أناس من فصيلة المتطرفين الذين ضرتهم حقيقتهم لما تناولتُها بالنقد من خلال الدراما الساخرة.

إن ما قام به الوزير هو تزكية لفعل جرمي قبيح يرفضه كل من له احترام للدين وشعائره، وخيانة لمسؤوليته الوزارية التي قلده إياها ملك البلاد ليدافع عن ثقافة المغاربة وهويتهم وينتشلهما من مستنقع التفاهة والدناسة والرداءة.

إننا نقطع بأن هذه الحرب على الثقافة المغربية وعلى الإعلام المغربي، مؤذنة بمزيد من التردي في أودية الانحطاط والتخلف والفقر والأمية والجهل والبؤس.

فهلا تدخل من يهمهم الأمر لمنع هذه المهازل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. هذا الشعب الذي يزيد بمشاهداته و اشتراكاته في مثل قنوات الصرف الصحي هذه يتحمل بدوره جزءا كبيرا من المسؤولية خاصة من بعض الفئات المحسوبة على النخب الواعية .

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M