عودة الطلبة من أوكرانيا أو عودة الأدمغة..

29 مايو 2022 18:52

هوية بريس – يونس فنيش 

لقد كان الفرح عارما لما تم التصريح بنية إدماج الطلبة المغاربة الذين عادوا إلى أرض الوطن الحبيب للنجاة من ويلات الحرب في أوكرانيا، ولكن لن تكتمل الفرحة سوى بالإدماج الفعلي و الحقيقي بدون قيود و لا شروط. فالقضية تتعلق بعملية إنقاذ مستقبل هؤلاء الطلبة المغاربة.

الرأي أن عملية الإدماج لابد أن تكون فورية دونما تعقيد أمور لأن الأمر يتعلق بطلبة مغاربة مجتهدين لم يختاروا التخلي عن دراستهم، و إنما اضطروا للعودة إلى وطنهم الحنون الذي لا يتخلى عن أبنائه أبدا و لا سيما طلبة العلم…

و أما الدفع بكون لغة التعليم في المغرب ليست لغة التعليم في أوكرانيا، و بالتالي وجب شرط إجراء مباراة إلى آخره… و ما إلى ذلك، فكلها ذرائع لا أساس لها، أو أمور ثانوية يمكن تداركها بسهولة من طرف الطلبة المغاربة الفارين من جحيم الحرب في أوكرانيا فور إدماجهم في الجامعات المغربية بلا قيد و لا شرط، لأن الأمر يتعلق بإنقاذ مستقبل هؤلاء الطلبة في كافة التخصصات.

و بالمناسبة، لقد كان في ما مضى يقال بأن الدراسة في بعض دول أوروبا الشرقية، مثلا، لا تضمن نفس جودة التكوين المتوفرة في دول أخرى، و ذلك بحكم مدة التكوين القصيرة نسبيا في دول أوروبا الشرقية، ولكن الحقيقة بدت غير ذلك بتاتا في ما بعد.

ففي ما يتعلق بطب الأسنان، مثلا، أتذكر أن طبية أجنبية تنتمي إلى دولة من أوروبا الشرقية، كانت قد استقرت في العاصمة الرباط و اشتهرت بكفاءتها و تفانيها في معالجة المرضى، درست طب الأسنان في ظرف سنتين فقط، ولكن لما كانت تعالج أو تملء ضرسا لأحدهم في بضعة دقائق كان يرتاح و ينسى ألم و مشاكل ذلك الضرس لما يزيد عن 27 سنة…

و في ما بعد، عرفت أن معالجة ضرس واحد لمرات متعددة على مدى شهور و شهور من طرف بعض أطباء الأسنان من بين الذبن استمر تكوينهم لما فوق خمس سنوات، بعد إجراء مباراة لولوج كلية الطب، لا تريح المريض أبدا بحيث لا يكف الألم لأن الضرس المريض لا يشفى أبدا… إذا فمدة التكوين لا علاقة لها بجودة التكوين في كثير من الأحيان، كما أن النقط المحصل عليها في الباكلوريا لا علاقة لها بتاتا بالكفاءة المهنية بعد التخرج من كلية الطب، على سبيل المثال…طيب.

و أما في ما يتعلق برفض بعض طلبة الطب الأنانيين إدماج إخوتهم الطلبة المغاربة الذين عادو إلينا سالمين من ويلات الحرب في أوكرانيا و الحمد لله، فهذا شيء صراحة لا يتناسب لا مع أخلاق التضامن و لا التآزر و لا التواضع، في حين أنها كلها أخلاق تمكن كل نفس طيبة من القطع مع العجرفة و التكبر و الأنانية و الحسد. و لا داعي للإطالة في هذا الشأن…

سيداتي سادتي، إن أفضل شيء قد تقوم به الحكومة الحالية هو توزيع هؤلاء الطلبة العائدين مكرهين من أوكرانيا، فورا و بدون تأخير، على الجامعات المغربية كل حسب تخصصه و بدون أدنى قيد أو شرط. إن الخير، كل الخير، في وضع حد لمعاناة هؤلاء الشباب الذين قست عليهم الظروف و حالت دون استكمال دراستهم في أوكرانيا.

سيداتي سادتي، يا ما عانينا من هجرة الأدمغة… و أما الآن و قد عادت إلينا بعضها، فرجاء لا تتركوها عرضة للضياع في عقر وطننا الحبيب…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M