فتح المساجد جميعها لا بعضها

12 أكتوبر 2020 08:12
مسجد تباعد

هوية بريس – د.محمد عوام

استبشرنا خيرا بإقدام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على فتح المساجد في المرحلة الثانية حسب تقسيمها ومعاييرها وهذا عمل حسن ولكن الذي لا يستساغ شرعا وعقلا وواقعا الآن أمام فتح جميع المحلات والفضاءات أن تبقى بعض المساجد رهن الإغلاق والتحجير.

فالصواب أن تفتح المساجد جميعها إذ لا مسوغ على إبقاء بعضها رهن الإغلاق. ثم بأي منطق صحي وعقلي وشرعي أن تظل مساجد البوادي مغلقة مع العلم أن الوباء لم يدخل البادية إلا نادرا وحالات معزولة جدا جدا تمت السيطرة عليها لربما الواحد أو الاثنان وخاصة بعض المناطق.

مما يجعل المرء يتساءل ومن حقه ذلك عن خلفية هذا الإجراء الذي استثنى خاصة المساجد من فتحها وهي دور العبادة، مع العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أول عمل قام به بعد الهجرة بناء المسجد. وفي ذلك دلالة رمزية قوية على أن حياة هذه الأمة وبناؤها عقديا وفكريا وحضاريا واجتماعية وعلمية ينطلق ذلك كله من المسجد.

فليس المسجد منبت الصلة بالواقع وإنما له أثر كبير فيه؛ وفي تغييره وبنائه. والغريب أن تفتح جميع المرافق بما فيها المحرمة الخمارات، التي الأصل فيها أن تغلق ويعاقب أصحابها، وتغلق المساجد أو بعضها وفق سياسة غير مفهومة وغير ناضجة؛ لا ندري مقصد أصحابها من ذلك؛ مما يجعل الباب مشرعا أمام تأويلات كثيرة وسوء ظنون.

ولدفع هذه الظنون السيئة والتأويلات غير اللائقة يجب أن تفتح المساجد كلها بدون استثناء؛ ومن غير مراحل، فالمساجد لله وبيوت الله ينبغي أن تحترم وتقدس ومن ذلك جعلها تؤدي وظيفتها كما ينبغي. وليفكر المسؤولون في يوم الحساب عن سؤالهم لم أغلقتم المساجد وفتحتم المقاهي والخمارات وكافة الفضاءات، ولا يظلم ربك أحدا.

آخر اﻷخبار
4 تعليقات
  1. “ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها”
    لا مسوغ لإغلاق المساجد وفتح جميع المرافق إلا الطغيان والتعسف العلماني المتطرف والحقد على الإسلام وأهله. “والله متم نوره ولو كره الكافرون”
    ألا إن الظلم شؤم ـــــ وما زال المسيء هو الظلوم
    إلى ديان يوم الدين نمضي ــــــ وعند الله تجتمع الخصوم

    10

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M