فرنسا تحارب السلفية.. مصلحة الفرنسيين في مصلحة المسلمين!!

23 يوليو 2016 15:31
فرنسا تحارب السلفية.. مصلحة الفرنسيين في مصلحة المسلمين!!

هوية بريس – طارق الحمودي

أبدأ بقوله تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، َونُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ).

بعد أن دعت الفرنسية اليمينية المتطرفة “Nathalie Kosciusko-Morizet” إلى اعتبار الفكر السلفي “خروجا عن القانون”، موافقة في ذلك الوزير الأول الفرنسي “Manuel Valls” الذي زاد على ذلك دعوة “المسلمين في فرنسا” إلى محاربة الدعوة السلفية في المساجد والأحياء.. بل وفي البيوت، وأن على “الإسلام الفرنسي” -وفق ما يروجه بعض المغاربة من وجود “إسلام مغربي” ولعل الأول أصل للثاني- أن يقوم بدوره لمنع الدعوة السلفية من التوسع أيديولوجيا في فرنسا على حد تعبيره، إذ اعترف الوزير أنها فعلا تكتسح فرنسا!

الغريب في هذا أن يصرح من سموه رئيس المسجد الكبير في ليون “كمال القبطان” -على حد قول بعض الصحف الفرنسية إن صح ذلك عنه- بأن على الفرنسيين أن يحاربوا السلفيين، -يذكرني هذا بفتح الله كولن- وأن على الدولة أن توفر لهم الأدوات المناسبة كما في صحيفة “la croix”، ويتوافق هذا مع دعوات لجهات يمينية بطرد المسلمين من فرنسا، ويصل الأمر ببعضهم إلى التهديد بالقتل، وإعطاء مهلة أسبوع لهم لمغادرة الأراضي الفرنسية.

لماذا نتابع هذه الأخبار.. ولا نشتغل بتعليم العقيدة والشريعة؟

الجواب.. أن الاشتغال بهذا اشتغال بما تقتضيه العقيدة والشريعة، وكما كان ثلث القرآن قصصا عن الأنبياء والصالحين وصراعهم مع أهل الكفر والشرك، وكما كانت السنة النبوية في كثير جدا من الأحاديث تنبه على ما سيؤول إله الأمر، في هذا الصراع، كان واجبا على المسلمين أن يستحضروا كل هذا وهم يدعون إلى الله تعالى، والتفرقة بين كل هذه الأمور مما حرصت عليه العلمانية قديما وحديثا.

على كل حال… ما يستفاد من هذا، هو أن الحكومة الفرنسية صارت تعلم أن الإسلام ينتشر في بلادها، وأن الوسيلة الوحيدة التي يستعملها دعاتها.. هي الدعوة باللسان والقلم.. فقامت تحاول منع ذلك بكل الطرق، كل الطرق.. ولو كان ذلك بمحاكم تفتيش جديدة، يطردون ويضيقون فيها على جزء من الشعب الفرنسي ذي الأصول الأوروبية، من ذوي العيون الزرقاء والشعور الشقراء، فعلى الشعب الفرنسي أن يعي ما تفعله حكومته به، وأن لا يفرط في جزء منه ومن تاريخه وثقافته، وأن لا ينجروا لهذه الدعوات المتطرفة الخبيثة، فإن كان الإسلام ينتشر بينهم فهو خير لهم، والله لا نريد بغير المسلمين إلا خيرا، خصوصا الفرنسيين، فدماء الشعب الفرنسي المسالم في الأصل حرام علينا، سواء كان في بلاده أو في بلادنا، لكن هؤلاء الساسة يستعملون شعوبهم بدعوى خدمتها لتحقيق مآرب صليبية أو شخصية، وانظروا كيف يورطونكم ويحرجونكم بتصرفات حمقاء مثل التدخل في بلدان المسلمين كليبيا وغيرها ضد حكومات تمثل شعوبها…

مصالح الشعب الفرنسي في طعامه وشرابه وأمنه في مسالمة شعوب المسلمين، واحترام دينهم وتاريخهم، والتعارف مع غيرهم بعقل وحكمة لا بطريقة الساسة الفرنسيين الاستعماريين.

فليحذر المسلمون الفرنسيون من هذه الدعوات، فإنهم يسعون إلى ضرب المسلمين بعضهم ببعض، وغرضهم الجميع، احذروا من أن تقولوا يوما ما “أكلنا يوم أكل الثور الأبيض”.. فهؤلاء لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.. وتذكروا ما فعلوه بالمسلمين في المغرب والجزائر.. وأفريقيا السوداء.. من سفك للدماء وانتهاك للأعراض ونهب لمقدرات الدول الأفريقية المالية.

على المسلمين في فرنسا، -والمغاربة على وجه الخصوص- أن يحرصوا على خدمة الشعب الفرنسي في دينه أولا، فيدعوا أفراده إلى توحيد الله تعالى، وعلى أن يوفروا لهم كل خدمة يرضاها الله تعالى منهم، فيسعفوا مريضهم، ويطعموا جائعهم ويعينوا محتاجهم، مع البر والإقساط في معاملتهم.

وأختم بقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى، جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M