«فريق الربانيون» ينظم مؤتمر «المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة» بالكويت

12 نوفمبر 2016 16:55

هوية بريس – وكالات

افتتح فريق الربانيون التطوعي بالتعاون مع رافد للبحوث والدراسات المؤتمر الدولي الذي حمل عنوان «المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثرة في الوقاية من الغلو والتطرف» اليوم في فندق كروان بلازا بحضور كوكبة من العلماء والمشايخ من مختلف دول العالم تحت رعاية محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود.

ومن جانبه قال مفتي عام جمهورية موريتانيا ورئيس مؤتمر المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثرة في الوقاية من الغلو والتطرف سماحة العلامة الشيخ أحمد المرابط أن الخلاف الذي نراه اليوم بين أبناء هذه الأمة هو ما أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا علينا أن نوحد الصفوف ونتكاتف بالعودة إلى ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنته السمحة.

وأضاف أن هذا الاجتماع يأتي إصلاح ما أميت وأفسد من المفهوم الصحيح للسنة والجماعة فكل الشكر للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر الهادف وكما هو الشكر موصول إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في هذا البلد الذي نسأل الله يديم الأمن والأمان على أهله الذين كانوا لا يزالون داعمين ومحافظ على أهل السنة والجماعة ومن جانبه قال أستاذ الجامعة الإسلامية والمدرس في الحرم النبوي الشريف العلامة الدكتور صالح السحيمي أن الكويت ممثلة بأهلها الذين عرف عنهم الدفاع عن أهل السنة والجماعة فلهم كل الشكر على هذه الجهود المباركة.

وأضاف أن الواجب علينا أن نسلك الطريق الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده خاصة أننا نعيش زمناً تكالب فيه أعداء الإسلام على هذا الدين.

وتابع علينا أن نتكاتف ونتعاضد فيما بيننا حتى نبين للناس الطريق القويم حتى يتبعوه ويبتعدوا عن الطريق الخاطئ ويتركوه.

أما أمين عام مؤتمر المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثرة في الوقاية من الغلو والتطرف الشيخ فيصل الجاسم أن هذا المؤتمر يأتي في وقت كثرت فيه الدعوات التي حادت عن الطريق الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس على أتباعه.

وأضاف أن أهل السنة والجماعة يمثلون الإسلام الصحيح المستمدة أحكامه من القرآن والسنة وهو ما سيصلح حال المسلمين دولاً وحكومات.

وتابع أن بعض الفرق المخالفة لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم قديماً وحديثاً حاولوا صد الناس عن هذا المنهج القويم مما زاد من انتشار مناهج الغلو والتطرف.

وأكد أن المتأمل في واقع المسلمين أن أكثر ما تعاني منه الأمة الإسلامية هو الغلو والتطرف الأمر الذي يلزم أهل السنة والجماعة السير على الخطى الصحيح الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

«فريق الربانيون» وتنظيم مؤتمر «المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة» بالكويت

أهل السنة والجماعة وأصولهم

وناقش المؤتمر الدولي «المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثرة في الوقاية من الغلو والتطرف» في الجلسة الأولى محور «مفهوم أهل السنة والجماعة وأصولهم» ففي البداية أشار أمين عام المؤتمر الشيخ فيصل قزار الجاسم في ورقته إلى أهمية التمسك بالجماعة، وأثره على الفرد والمجتمعات والدول.

وأكد على أن مصطلح الجماعة التي جاءت النصوص بوجوب لزومه والتحذير من مفارقته هو في حقيقته موافقة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في الاعتقادات والأعمال والأقوال والأخلاق، وأن من جملة أصول هذا المعنى للجماعة وأظهره: لزوم جماعة المسلمين، وطاعة من انعقدت له البيعة الشرعية من أمراء المسلمين وحكامهم، ولذلك جاءت بعض النصوص الشرعية بإطلاق لفظ الجماعة على من التزم هذا الأصل.

ومن جانبه قال الدكتور عبد العزيز السعيد إن من الخطأ تقسيم منهج أهل السنة والجماعة أو ما يُصطلح عليه باسم السلفية، إلى تيارات متعددة، وبيّن بأن السلفية منهج واحد لا مناهج، وجماعة واحدة لا جماعات، وأوضح بأن ما يُطلق عليه في وسائل الإعلام: السلفية الجهادية، والسلفية العلمية، ونحو هذه التقسيمات هي تقسيمات باطلة، وأن ما يُسمى بالسلفية الجهادية أو القتالية ونحوها هي في حقيقتها مناهج خاطئة أرادت أن تُلصق انحرافها بمن بمنهج أهل الحق.

أما الدكتور محمد المغراوي أشار في ورقته إلى بيان المصادر الأصلية التي توضح منهج أهل السنة والجماعة.

وأوضح المؤتمر أن منهج أهل السنة والجماعة الصحيح يستمد أصوله وأحكامه من الوحيين الكتاب والسنة، وأنه لا يبتدع فهماً جديداً للدين بل يتبع طريقة العلماء والأئمة الماضين، كالأئمة الأربعة وغيرهم، وأما المناهج التي تخالف هذا المنهج مثل بعض الفرق والجماعات التي انحرفت عن منهج الإسلام الصحيح واستحدثت أصولاً تخالف نصوص الكتاب والسنة، ومن هذه الفرق فرقة الأشاعرة المنسوبة لأبي الحسن الأشعري المتوفى في القرن الرابع، والماتريدية المنسوبة لأبي منصور الماتريدي المتوفى أيضاً في القرن الرابع الهجري، ومنهم الصوفية الذين ظهر أوائلهم في القرن الثاني، ثم تبلور الفكر الصوفي بعد ذلك وتطور فظهرت الطرق الصوفية التي تنوعت مخالفاتها الشرعية منها: تعظيم الموتى ودعاؤهم وندائهم، وابتداع الأذكار البدعية والرقص والغناء.

ومن أخطر الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة فرقة الخوارج، وهي فرقة قديمة لكنها ظهرت اليوم بأسماء جديدة مثل: تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة، وتنظيم داعش وغيرهم من التنظيمات التي تتبع فرقة الخوارج وتنتهج منهجاً دموياً ويحكمون بتكفير المسلمين واستباحة دمائهم باسم الجهاد، وهذه الفرقة بالخصوص جاءت الأحاديث النبوية الكثيرة في التحذير منها، وبيّنت خطر فكرها على الإسلام والمسلمين.

وأكد المؤتمر على أن هذه الفرق والجماعات المحدثة دخيلة على منهج الإسلام الصحيح منهج أهل السنة والجماعة، وبيّن بأن الواجب على جميع المسلمين الحذر من هذه المناهج الجديدة، وأن يعملوا بمنهج الصحابة والسلف الماضين.

وأشار الباحثون في المؤتمر إلى أن منهج أهل السنة والجماعة منهج عدل وإنصاف، وأنه منهج يحافظ على الضرورات الخمس: الدين والدم والعرض والمال والعقل، وأنه منهج رباني، وبيّنوا بأن الحكم على المسلمين لا يكون بالتخرص والظنون الكاذبة كما يفعله الجهال وأصحاب المناهج المخالفة، وأكدوا على أن هذا المنهج هو أعظم المناهج بعداً عن تكفير المسلمين أو تبديعهم بدون دليل ولا برهان، وأوضحوا بأن تكفير المسلم من أخطر الأمور في الشرع، وكذلك الحكم على شخص بالبدعة ليس أمراً هيناً، وأن هذا المنهج الوسطي يخالف منهج الفرق والأحزاب الأخرى التي ترمي من خالفها بالكفر والتبديع بلا دليل ولا برهان، بل تجعل المعيار في معرفة الحق: موافقتهم في أصولهم المبتدعة وليس موافقة النصوص وموافقة ما كان عليه الصحابة والأئمة.

وأوضح الباحثون مواقف الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة كالأشاعرة والماتريدية والصوفية والخوارج من أهل المنهج الصحيح أهل السنة والجماعة، وبينوا بأنهم يحكمون على من خالفهم إما بالكفر، أو بالبدعة، ليس لأنهم خالفوا الدليل، ولكن لأنهم خالفوا منهجهم وأقوال مؤسسيهم، فهي فرق تقدس الأشخاص وتعظمهم وتقدم أقوالهم على الأدلة، وتورث التعصب والتحزب.

وأوضح المؤتمر بأن هذه الفرق المخالفة للمنهج الصحيح ولّدت منهج الغلو والتطرف بترسيخ أصول تخالف الشرع ونسبتها إلى الإسلام وزراً وبهتاناً، كما أن هذه الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة هي المحضن المناسب لفكر الغلو والتطرف، والبيئة التي ينمو فيها هذا الفكر الدخيل على الإسلام، وهو الفكر الذي تعاني منه الأمة الإسلامية اليوم في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي.

وبيّن الدكتوران حمد الهاجري وعارف الركابي في بحثيهما أثر اتباع منهج أهل السنة والجماعة بمفهومه الصحيح في وقاية الأفراد والمجتمعات من أفكار الغلو والتطرف، وأوضحا بأنه المنهج الوسط الكفيل بحماية المجتمعات وصيانتها، وأن انتشار الخلل في المجتمعات سببه جهل الناس وبعدهم عن منهج أهل السنة والجماعة، كما أكدا على أن من أهم مقومات استقرار المجتمعات نشر هذا المنهج الوسطي وبثه بين الناس وفي المساجد ودور التربية والتعليم، وأكدا على أنه منهج يدعو إلى اتباع الدليل من الكتاب والسنة ولا يقوم على تقديس وتعظيم الأشخاص، فإن الأشخاص الخطأ والزلل وارد عليهم.

وأكد الباحثون على أن المنهج الصحيح لأهل السنة والجماعة يدعو إلى طاعة الحكام وولاة أمور المسلمين، ويأمر بلزوم جماعتهم، ويحذر من الفرقة والخلاف والشقاق، ويجرم المظاهرات والثورات التي تضافرت النصوص بالنهي عنها والتحذير منها، كما يجرم أيضاً التفجير والتدمير في بلاد المسلمين وغيرها، ويحكم على من يقوم بهذه الأفعال بالضلال والانحراف.

وقد تطرق المؤتمر إلى ذكر نماذج متنوعة من جهود علماء أهل السنة والجماعة ومؤسساتهم العلمية في مختلف بلاد العالم، كعلماء المملكة العربية السعودية وجهود هيئة كبار العلماء، وجهود علماء أهل الحديث في الهند وباكستان ومصر والسودان وغيرها من البقاع، ليؤكد بأن أهل السنة والجماعة على الحقيقة لا الانتحال يعتبرون صمام أمان للمجتمعات من التفكك والشقاق، كما أنهم دعاة حق وخير لا دعاة فتنة، وجهودهم في محاربة الأفكار الهدامة، والمناهج الدخيلة على الإسلام، ونبذ الغلو والتطرف أشهر من أن تُذكر.

وقد اختتم المؤتمر فعالياته ببيان ختامي بيّن فيه منهج أهل السنة والجماعة بمفهومه الصحيح، وأوضح أثره في صيانة المجتمعات ووقايتها من فكر الغلو والتطرف، كما نبه على الانحرافات الواقعة وحذر من سلوكها.

(موقع “25 فبراير”).

آخر اﻷخبار
4 تعليقات
  1. إذن لا إختلاف بين مؤتمر الشيشان و الكويت فقط الغلو و التطرف الشيشان غلو صوفي أشعري و الكويت غلو وهابية في الأخير نقول رحمة بهذه الأمة

  2. سبحان الله العظيم، يبدو أن مؤتمر الكويت جاء ليخرج 99/100 من المسلمين من دين الله ويترك فقط شطرا صغيرا من الوهابية ومن وافقهم.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M