فلتبكي البواكي…!!

13 نوفمبر 2018 23:09
استوسع الوهي واستنهر الفتق!!

هوية بريس – ذ. بوبكر تمكليت

يقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسلم: ”سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ”. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ: ”الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَةِ”.

هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي أخبر فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن تغير أحوال الناس وانتقاص دينهم، وقلة علمهم مما يؤدي إلى اضطراب مفاهيمهم واختلال موازينهم في تقييم بعضهم بعضا. كل ذلك -ومع ما فيه من مؤشرات الضياع والتيه وذوبان معالم الخيرية- سيصير سمة بارزة في حياة هذه الأمة، بعد أن خلدت في مسيرة البشرية مشاهد سهم لها التاريخ ووجم لروعتها الزمن.

إن هذه ثنائية السنوات الخداعات في علاقتها بالرويبضات قد أفرزت لنا:

زمانا احتلت فيه أكثر بلاد المسلمين، ومازال في الأمة كثير من قادة الدول وصناع القرار وأصحاب الرأي مخدوعا بسياسة التطبيع والإستسلام، ويستنكر الجهاد والإنتفاضة ويتهمها بالغوغائية والفوضوية…!

زمانا انتهكت فيه المقدسات والمُسلَّمات والثوابت واليقينيات، ومازال في الأمة كثير من ساستنا وزعمائنا مخدوعا بحرية التعبير والرأي، ويستنكر الالتزام والانقياد لشرع الله ويتهمه بالتزمت والتعصب والنظرة الضيقة….!

زمانا تطاول فيه الأقزام والأنذال على سيد الرجال وخيرة الأجيال صلى الله عليه وسلم، وفي الأمة لا يزال كثير من شبابنا وفتياتنا مخدوعا بنماذج فارغة، وقدوات ساقطة، ويستنكر القيم والمثل والمبادئ ويتهمها بالعقد النفسية، وعدم القدرة على مواكبة تطورات العصر…!

زمانا تكمم فيه أفواه الدعاة الصادقين والعلماء الربانيين، ويوضع عليهم الخناق ويشد عليهم الوثاق، وفي الأمة من لايزال مخدوعا بدعاة البدع والخرافة والشرك ويستنكر الإنكار بصحيح الأخبار والآثار ويتهمها بالتشدد والتنطع..!

زمانا تكالب فيه الأعداء على الأمة من كل صوب وحدب في حرب عقدية سافرة ،وتصفية عرقية غادرة ،في الوقت الذي لا يزال فيه كثير من مفكرينا ومثقفينا مخدوعا بسياسة الإنفتاح على الحضارات والإنسياق وراء الثقافات ،ويستنكر الإعتزاز بالدين والولاء للعقيدة والمنهج ويتهمها بالجمود والرجعية…!

زمانا ترمل فيه نساؤنا وييتم فيه أبناؤنا وتهدم فيه مساجدنا وتقام فيه المجازر والمقابر الجماعية، في الوقت الذي لا يزال فيه كثير من حكامنا وولاتنا مخدوعا بالتعايش والحرية والسلام، ويستنكر المظاهرات والمرافعات والتنديدات و الإستنكارات ويتهمها بالفتنة وإثارة البلابل والقلاقل…!

زمانا نرى فيه فتيات في ريعان الزهور وأمهات في عمر الورود تنتهك أعراضهن في أبشع الحروب والمعارك ،ويخدش حياؤهن ويسود بياض وجوههن على الشاشات وفي المجلات وفي الأفلام و المسلسلات باسم الفن ،وفي الأمة من لايزال مخدوعا بمؤتمرات حقوق المرأة ،وعلمنة المرأة ،وحرية المرأة ويستنكر العفة والحجاب والشرف والجلباب ويتهمهما بلباس التخلف والرجعية والتطرف والإرهابية…!

زمانا يقيم فيه العالم تكتلات وتحالفات، ومجامع ومؤتمرات على أساس المصالح المتبادلة والتعاون المشترك، وفي الأمة من لا يزال مخدوعا بالإنتماءات الحزبية ،والتقسيمات الفكرية،والنعرات القبلية ويستنكر الإنتماء العقدي والأخوة الإيمانية ويتهمها بالعصبية والمذهبية…!
و…و…

حقا إنه زمان المظاهر الخداعة.. والسياسات الخداعة.. والشعارات الخداعة.. والولاءات الخداعة.. التي حمل لواءها ورفع أعلامها وتولى كبرها رويبضات هذا الزمان لا كثر الله أمثالهم…

فخداع في خداع إلى يوم يكشف فيه القناع…

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M