في استقبال شهر رمضان

31 مايو 2016 18:29
في استقبال شهر رمضان

د. البشير عصام المراكشي

هوية بريس – الثلاثاء 31 ماي 2016

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله

هذا شهر رمضان على الأبواب، يأتي وبشارات النصر ترفرف بأجنحتها البيضاء المتلألئة فوق أمة الإسلام، ومُزنة الأمل الفسيح تعم بصوبها الهطال قلوب المستضعفين الذين طالت في ليالي الآلام زفراتهم، واشرأبت إلى النصر الموعود أعناقهم.

وشهر رمضان هو الفرصة الذهبية التي لا يضيعها إلا محروم أطال الجهل أملَه، وأهلك التسويف عملَه. فهو عندما تذكر الأعمال الصالحة يديم النظر إلى المستقبل، ويتغافل عن وقته الحاضر، كأنه قد ضمن طول العمر، ودوام نعمتي الصحة والفراغ، في ما يستقبل من الأيام. ولو أحسن التدبر لعلم أن الذي يمنعه العمل اليوم، سيكون حاضرا معه غدا، إلا أن يتداركه الله تعالى بلطفه ومنه!

فهل من توبة صادقة تمحو آثار الغفلة، وتهدم أماني طول الأمل؟!

الوقت.. الوقت

ولا تكون هذه التوبة النصوح إلا بحرص على الوقت، يكون أشد من حرص الشحيح على ماله. وهل الوقت إلا رأس مالك أيها السالك إلى الله؟

فعجبا لك حين تشارك أهل الدنيا في ضنهم بالمال، وهو عرَض من الدنيا زائل، لا يرشدك في سلوكك إلى مولاك، ولا يعينك على إحسان عبادته؛ ثم أنت تجود بوقتك وأنت لا تملك منه إلا القليل المنحصر، الذي يأتي الإنفاق عليه، فما يكون إلا كلا ولا حتى تجد عمرك قد انصرم، وجاءك النذير، وبدأت الندامة، وتتابعت الحسرات: يا ليتني فعلت.

وهل تعيد (ليت) ما مضى وفات؟

يا أيها السالك إلى الله: هل أنت في هذه الدنيا إلا أيام محصورة، وسويعات معدودة، لا يمضي منها شيء – قل أو كثر – إلا كان في مُضِيه ذهاب بعضك، وزوال جزء منك لا يعود لك في دنياك أبدا.

فاحرص على وقتك أن يضيع في غير ما يسرك أن تجده في صحائف أعمالك، يوم لا يكون درهم ولا دينار، وإنما هي الأعمال الصالحة أو الطالحة!

التخلية والتحلية

وجماع حسن استثمار شهر رمضان في أمرين اثنين: تخلية النفس من الرذائل والمهلكات، وتحليتها بالفضائل والمنجيات. ولا يتم الانتفاع بروحانية هذا الشهر الكريم إلا بالجمع بين هذين.

وأول درجات التخلية: التقليل من فضول الأكل. وإنما جعلته أول الدرجات في شهر رمضان، لأن الصيام في هذا الشهر الكريم ما شرع إلا لسد منافذ الشيطان في باب شهوات الأكل والشرب والعشرة الجنسية. فالأكل الكثير في ليل رمضان مناقض أشد المناقضة لهذا المقصد، بل هو يرجع على هذه الحكمة الشريفة بالإبطال. فهجر الأكل في النهار، واستدراك ما فات منه في بعض الليل لا يعدو أن يكون تحويلا لأوقات الطعام، وترتيبا مغايرا لبرامج ”المضغ”.

ومع وضوح هذا الأمر فإنني أنبه عليه أشد ما يكون التنبيه، لكثرة الغلط القائم فيه عند كثير من المسلمين، من خاصتهم فضلا عن عامتهم. فقد صارت سويعات الليل فرصة للتنافس في ملاذ الطعام، وصار للأكل في ليل رمضان طقوس هجرت لأجلها سنة سيد الأنام، عليه الصلاة والسلام.

فطوبى لمن تمثل السنة النبوية الطاهرة في الصيام والإفطار، وأعاد قراءة سير الصالحين في هذا الشهر الفاضل.

وثاني درجات التخلية: حذف فضول الكلام، وهو مطلب شرعي في عامة الأيام، ولكنه يتأكد في شهر الصيام، لما جاء في الحديث: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في إن يدع طعامه وشرابه). وتركُ فضول الكلام سياج ترك القول المحرم. وأما من استهان بالكلام الكثير، فلن يأمن أن يقع في المحرم منه.

والكلمة متى خرجت من فم قائلها، لم يكن له عليها سلطان، ولم يمكنه أن يسترجعها ويمحو أثرها.

وعلاج ذلك بالتقليل من الكلام، والتفكرِ في كل لفظة قبل النطق بها.

مهلكة تجهز على القلب

وأشد المهلكات في هذا الشهر، وأكثرها هدما لبواعث العبادة في القلب: جهاز الرائي (التلفاز). وقد تفطن أهل الإلحاد وأعداء الملة إلى عظيم خطره، فتفننوا في تطرية وجهه الكالح، وتزيين منظره القبيح ليروج على عموم الناس، وأتوا في سبيل ذلك بكل باقعة منكرة.

ومن هذه البواقع: المسلسلات الدينية -كما يسميها أصحابها- التي يدسون فيها سم الضلال والإفساد في عسل الانتساب إلى الدين بزعمهم.

فحدث عن الجهالات التاريخية ولا حرج!

وحدث عن التلبيس والإضلال وتحريف شرائع الدين ولا حرج!

وحدث عن المنكرات الظاهرة من تبرج ومعازف وغير ذلك ولا حرج!

وآخر سفاهاتهم جراءتهم على تمثيل الأنبياء المكرمين، والصحابة المطهرين. وهم سائرون في طريق مظلم سيفضي بهم – ولا بد – إلى جرأة أكبر، وشناعة أخطر.

وقد رأينا تساهل الناس في سنوات سابقة في مشاهدة مسلسل (يوسف عليه السلام)، وتهاونهم في مشاهدة كثير من المسلسلات التي صور فيها بعض الصحابة الكرام، والأئمة العظام.

فاحذر أن تنزلق في هذه الهاوية، ولا تركن إلى ترخص فلان، أو تساهل علان، فإن الأمر من الوضوح بمكان، لولا رغبة بعض المفتين في إرضاء الناس، والتزلف إلى قلوب الجماهير، ولولا كثرة احتجاج الناس بالخلاف، كائنا ما كان.

ومن ترخص بمشاهدة شيئ من ذلك فإنه لا بد أن ينكر قلبه، وتهتز صورة الأئمة والصحابة في ذهنه، ويود أن يرجع إلى الصورة الأصلية فلا يستطيع.

ولو فرضنا -من باب التنزل، والمحالُ يفرض- أن مشاهدة هذه المسلسلات من الحلال الطيب، لكان حريا بك أن تبتعد عنها لأنها تشغلك عن الأفضل، وتصرفك عن القربات والطاعات التي سيأتي ذكر بعضها إن شاء الله.

ولو جيء بصحائف أعمالك يوم القيامة، أتحب أن تجد فيها: (ساعة من المسلسل الفلاني في كل يوم من أيام رمضان) أم (ساعة من الذكر وتلاوة القرآن)؟

فاختر لنفسك أيها اللبيب الفَطٍن، ولا تكن إمعة، يقتفي آثار الناس ولو خاضوا في الفيافي المهلكة!

هذا كله في صنف واحد من فتن الرائي وهو المسلسلات الدينية، نبهتُ عليه لالتباس أمره عند بعض الناس، أما ما سواه من سهرات موسيقية، ومباريات رياضية، وأشرطة سينمائية، ونحو ذلك، فالحكم فيها واضح وضوح الشمس في الصحو من الأيام!

وأخرى مثلها أو تكاد..!

ومن أشد المهلكات أيضا: قاتلةُ الأوقات، وملتهمة الأعمار: الشبكة العنكبوتية.

ولا أعرف في انشغالات الناس في هذا العصر شيئا يعدل الشبكة في قتل الأوقات، بالحق قليلا وبالباطل كثيرا. وأغلبُ الضرر الملازمِ للشبكة يخرج في صورة النفع، فيلتبس أمره على المتدينين فضلا عن غيرهم.

والحل المقترح للتقليل من ضررها خلال شهر رمضان وفي غيره من شهور العام: أن يكون للداخل عليها غاية واضحة محصورة يريد تحقيقها، فلا يدخل على غير هدى، ولغير هدف: كل رابط جديد يستهويه، وكل صفحة فاتنة تصطاده في حبائلها، وكل تعليق عابر يستخرج منه تعليقا مثله، حتى تمضي الساعات وهو ”مبحر” بين أمواج من المعلومات، يختلط فيها الغث والسمين، ويمتزج فيها البعر والدر الثمين.

وأغلب الناس لا يخرجون بعد هذا كله بفائدة تأصيلية معتبرة، لكثرة تنقلهم، وإرسال العنان للنفوس الضعيفة الراغبة في الخفيف من العلم، والمعرضة عن الثقيل منه.

وإلى جانب تحديد الهدف، فمن المستحسن حصر الوقت أيضا، بأن تجعل بين دخولك على الشبكة وخروجك منها مدة زمنية محصورة لا تتجاوزها. ومن رأيي أن نصف ساعة في اليوم الواحد شيء كثير، فيه الكفاية والغَناء، لمن أراد استخلاص الفائدة من بين براثن العبث.

وأساس المنجيات: القرآن..

أما في جانب التحلية، فعبادات شهر رمضان تدور على القرآن، حفظا وتلاوة وتدبرا. وأدلة ذلك من السنة جلية، مبذولة لمن أرادها.

وقد اشتهر عند متديني زماننا نقل عبارات السلف في تفرغهم للقرآن في شهر رمضان، وتركهم التحديث أو غيره من دروس العلم الشرعي.

وهذا معنى صحيح، مأثور عن سلف الأمة من كبار الأئمة. إلا أن في تطبيقه عند طلبة العلم في زمانا شيئا من الغبش يحتاج إلى تسليط نور العلم عليه ليمحى.

وذلك أن بعضهم يترك العلوم الشرعية كلها، بزعم التفرغ للقرآن، ثم هو يكتفي من مائدة الكتاب العزيز بصُبابة يسيرة، لا يعسر الإتيان بها في غير هذا الشهر، ويقضي سائر أوقاته في اللهو أو ما يشبه اللهو، من أنواع التسارع في المباحات. ولا يشك عاقل أن مثل هذا لو بقي على انشغاله بالعلم الشرعي لكان خيرا له من حال الدعوى والأوهام التي يعيش فيها!

وتلاوة القرآن أفضل ما يعمر به السالك أوقاته في نهار رمضان وليله. وليس لذلك حد يشمل كل المكلفين، في أقصاه ولا أدناه، على الصحيح من أقوال أهل العلم. إلا أن ختم القرآن في هذا الشهر مرة واحدة -لغير المعذور- ليس من دأب أهل الهمم العالية، إذ الأصل أن يكون ذلك من عادة المؤمن الصالح في غير رمضان أيضا.

وكذلك ختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام لا يحصل به الفهم الكامل، والتدبر المطلوب، لكلام علام الغيوب، سبحانه وتعالى. وليس ذلك – على الصحيح – حراما ولا مكروها، وقد فعله خلق من السلف الصالح رضوان الله عليهم، وليس في السنة تحريمه، ولكن فيها الإرشاد إلى الأفضل الذي يحصل به التفقه في كلام الله.

وأفضل ما يتبع في تلاوة القرآن تحزيبه على طريقة جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم، بأن يختم في سبعة أيام، ويتبع في التحزيب مراعاة ختم السور التي تعد وحدات موضوعية متكاملة، لا يحصل بالفصل بين أجزائها تمامُ تدبر معانيها.

وطريقة هذا التحزيب أن يكون:

– في اليوم الأول: من الفاتحة إلى النساء.

– وفي الثاني: من المائدة إلى براءة.

– وفي الثالث: من يونس إلى سورة النحل.

– وفي الرابع: من الإسراء إلى الفرقان.

– وفي الخامس: من الشعراء إلى يس.

– وفي السادس: من الصافات إلى الحجرات.

– وفي السابع: حزب المفصل، وهو من ق إلى آخر القرآن (وفي تحديد المفصل أقوال أخرى، والخطب في ذلك يسير).

وقد جمعت الحروف الأولى من السور التي تبدأ بها هذه الأحزاب، في قولهم (فمي بشوق)، فالفاء للفاتحة، والميم للمائدة، والياء ليونس، والباء لبني إسرائيل (وهي الإسراء)، والشين للشعراء، والواو لـ(والصافات)، والقاف لسورة ق.

فهذا مقترح عملي يخرج منه المؤمن بأربع ختمات مباركات في هذا الشهر الكريم، ومن زاد فطوبى له.

فهل من مشمر؟!

تدبر القرآن

وتلاوة القرآن عبادة مقصودة لذاتها، ولو لم يحصل معها التدبر المنشود. لكن عبادة التدبر مقصد شرعي آخر، ينبغي الاعتناء به في هذا الشهر. والغالب أن هذه العبادة لا تحصل لأكثر الناس مع الختمة السريعة في سبعة أيام أو أقل، فلذلك يقترح أن يخصص المسلم وردا يوميا يسيرا من آيات القرآن يتدبرها، ويتفهم معانيها، بحسب طاقته.

وطريقة التدبر أن يجمع بين أمرين اثنين:

الجهد الشخصي في محاولة فهم معاني الآيات.

وتصحيح ذلك الفهم بعرضه على كلام أهل التفسير.

والجمع بين هذين يثمر فهما حسنا آمنا، يعلق بقلب صاحبه، ويؤثر في سلوكه. ومن اكتفى بالأول لم يأمن أن يقع في ضلال أو تحريف، ومن اعتمد على الثاني كان أسيرا للمفسر يوجهه حيث يشاء، لا حيث حاجته هو. ومن المعلوم أن لكل مفسر جانبا خاصا يعتني به أكثر من غيره، وقد لا يكون للقارئ رغبة فيه.

ومن كتب التفسير المرشحة للإعانة في هذا الباب: تفسير السعدي والقرطبي في المعاني العامة، وتفسير الطبري وابن كثير في معرفة الآثار المرتبطة بالتفسير، وتفسير سيد قطب في الاستنباطات الإجمالية والترابط الموضوعي بين أجزاء السور.

والتفاسير كثيرة جدا، والمذكور هنا أيسرها تناولا لأغلب المكلفين، مع تمام الإفادة.

القيام ملازم للصيام

صيام نهار رمضان ملازم لقيام ليله، لا ينفك هذا عن ذاك. وسواء أسمي قياما أم تهجدا أم صلاة تراويح، فالمعنى واحد.

وصلاة القيام جماعة في ليل رمضان سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن صحابته الكرام. وليس لها – على الصحيح الذي لا ينبغي القول بخلافه – حد معروف في وقتها أو عدد ركعاتها، فكل قيام بعد صلاة العشاء وقبل أذان الفجر يحصل به المقصود الشرعي.

والقول ببدعية الزيادة على إحدى عشرة ركعة قول ضعيف، لا يتابع قائله عليه. وجماهير العلماء قديما وحديثا على جواز الزيادة عليها بغير حد، مع أن الأفضل دون شك – لمن أطاق ذلك – هو الإتيان بإحدى عشرة ركعة، مع الإطالة فيها كثيرا، لتحصل موافقة السنة في العدد والصفة معا.

ومن الملائم في هذا الباب التذكير بأن المقصود الأكبر من صلاة التراويح هو الخشوع التام، وترقيق القلب، وتطهير الروح من أدران التعلقات الأرضية، والتحليق بها في مقامات السمو الإيماني.

فكل ما يناقض هذه المعاني أو يخالفها – ولو يسيرا – ينبغي دفعه وإبطاله.

فمن ذلك:

كثرة التنقل بين القراء والمساجد، حرصا على الأصوات المطربة، مع أن المطلوب حسن التلاوة التي يحصل بها حسن التفهم، وليس المطلوب حصول الطرب ونشوة النفس به!

ومنه حرص الأئمة على الالتزام بالتحزيب المتداول، حتى إن الواحد منهم ليقف عند قوله تعالى (إن الله كان غفورا رحيما)، ويبدأ في الليلة التالية بقوله تعالى (والمحصنات من النساء)، مع أن الكلام متصل! ومثله من يقف على (وتحرير رقبة مومنة) ويبدأ في الركعة التالية (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين)!

ومنه أداء هذه العبادة بغير تأمل في المعاني، ولا تركيز على مناجة الباري سبحانه. فتصبح العبادة فارغة من لبها، كالجسد بغير روح!

عبادات أخرى

وهذا الشهر مناسب أشد المناسبة لكل أنواع القربات والطاعات.

فمن ذلك ذكر الله تعالى ذكرا كثيرا، وملازمته في القيام والقعود والاضطجاع، وعلى الأحوال المشروعة كلها. وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه.

وفي (الأذكار) للنووي و(الوابل الصيب) لابن القيم ما تقر به عين الذاكرين.

ومن العبادات ملازمة السنن الرواتب، وهي اثنتا عشرة ركعة في اليوم والليلة من صلاهن بنى الله له بهن بيتا في الجنة، كما ثبت في الصحيح. وهن: أربع قبل الظهر وركعتان بعده, وركعتان بعد المغرب, وركعتان بعد العشاء, وركعتان قبل صلاة الفجر.

ومن العبادات بذل الصدقات، والتسمح في الإنفاق في سبيل الله، بطيب خاطر، ومن أصل المال الذي يحبه المنفِق، لا من حواشيه التي لا يتأثر بإخراجها؛ كما قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).

ومن العبادات ملازمة الدعوة إلى الله تعالى، وتبليغ شرائع الدين إلى عموم الناس، بالحكمة والموعظة الحسنة. وسلوك كل الطرق المشروعة لتعبيد الناس لربهم، وتفقيههم في دينهم، وإعانتهم على الثبات في وجه أعاصير الإلحاد والفجور. ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالضوابط الشرعية المعتبرة.

الدعاء.. الدعاء

والمحروم حقا في شهر رمضان من ضيع عبادة الدعاء، في النهار حين يكون متلبسا بعبادة الصوم لله تعالى، وفي الليل حين يكون متلبسا بعبادة القيام بين يدي مولاه العلي الغفار سبحانه. ويتأكد الدعاء في أوقات الإجابة، ومن أعلاها الليالي التي تتحرى فيها ليلة القدر، التي تعدل ألف شهر.

وليكن الدعاء في عظائم الأمور دون سفسافها، وبالمأثور قبل غيره، فإن المأثور جمع خير الدنيا والآخرة بلفظ مختصر دقيق، قل من يتنبه للطائفه.

ولا بأس بالدعاء ببعض المباحات الدنيوية، وليكن ذلك مع إخلاص النية في أن يستعان بتلك المباحات على أمور الآخرة.

وينبغي أن يوجه أعظم قسط من الدعاء للمسلمين المستضعفين في سوريا وبورما وغيرهما من بلاد الإسلام، وللمجاهدين الذين يرفعون راية التوحيد خفاقة في كثير من بلاد العالم.

فاللهم انصرهم وثبت أقدامهم، واجمع كلمتهم على التوحيد والسنة البيضاء.

آمين.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. جزاكم الله خيرا ووفقنا والمسلمين للاستفادة من أوقاتنا التي لا تشتريها الأموال والانقطاع عن الملهيات
    تقبل الله منا ومنكم

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M