في زمن التيه و الحيرة…

21 أغسطس 2020 23:33

هوية بريس – يونس فنيش

يا بني، لا تغفل الأهم: أن يظل قلبك ينبض بأن لا إله إلا الله و بأن محمدا رسول الله. و لا تنس أن الله ليس فقط غفورا بل غفارا أيضا…

و الصلاة الصلاة… فإن فاتتك، تذكر أن لابد لنفسك أن تلومك عن ضياعها حتى لا يقسو قلبك فيعيدك الله إليها، قبل مغادرتك لهذه الدنيا الفانية.

يا بني، إعلم أن الله الرحمان أرحم بالأم بجنينها، فلا تيأس إن أذنبت و تهت في سراديب الحياة المغرية الساحرة الفتانة؛ فمادامت نفسك نادمة عالمة مقرة معترفة باكية صادقة، فلا خوف عليك، لأن الله حينئذ سيرعاك.

يا بني، لا تشرك بالله شيئا و لا تخف، إلا أن تظلم أحدا لأن ليس بين دعوة المظلوم و الله حجابا. فلو ظلمت الناس فاعلم أن سهم دعوة المظلوم لن يخطأك أبدا.

لا تأكل إلا ما نلته حلالا طيبا بحق، و لا تمس مال الناس بغير حق لأن في المساس بمال العامة ظلم عظيم، عظيم، عظيم، يتسبب في مآسي لا تعد و لا تحصى، و يظل على عاتق مقترفها إلى يوم القيامة، و ما أدراك ما يوم القيامة…

و أما إن أردت أن ترقى إلى درجات علا، فكن طيبا و أحب للناس ما تحبه لنفسك، فإن كنت تبحث عن السعادة، يا بني، فاعلم أن لا سعادة مع تعاسة الآخرين من حولك و لو ابتليت بمسؤولية سعادة أسرة، أو عائلة، أو حتى قبيلة.

يا بني، لا تهتم بحسد الحاسدين و لا بحقد الحاقدين و لا بتجسس المتجسسين، ولكن اهتم بنفسك و بأدائك الدنيوي فقط، فإن كنت من الصالحين فاعلم أن الله لن يتخلى عنك أبدا.

الحياة ليست مفروشة بالورود، و الناس ليسوا كلهم طيبين، بل إن أشواكا و أشواكا ستتخلل حياتك الدنيا لا محالة، و إلا لكنت ها هنا في جنة نعيم، فهيهات هيهات بين الدنيا الفانية و جنات الخلد الأبدية…

يا بني، لا تيأس أبدا من الحياة الدنيا لأن فيها خيرا كثيرا لآخرتك، فيكفيك أن تكون صالحا سواء كنت فقيرا أو ثريا، يكفيك أن تكون ناصرا للحق و الحقيقة، يكفيك أن تنصر المظلوم ما استطعت، يكفيك أن تكون غنيا بحب الله لتنال السعادتين، سعادة الدنيا و الآخرة، إن شاء الله، و الله أعلم، و الحمد لله وحده لا شريك له.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M