قصة تراجيدية…شابة جامعية مصابة بالسرطان تكتب رسالة مبكية وتركب أمواج البحر بحثا عن العلاج أو الموت غرقا

01 يناير 2020 12:00

هوية بريس-أحمد السالمي

في تدوينة هزت جنبات المارد الأزرق من الشابة “فاطمة أبو درار” الجامعية المنحدرة من جنوب المملكة،  ابنة واد نون، وقد لاقت تدوينة “فاطمة” تعاطفا واسعا من رواد الفايس بوك، الشابة التي دفعها الألم من المرض الفتاك “السرطان” لغوض عباب البحر، وركوب قوارب الموت نحو المجهول.

الشابة “فاطمة” ركبت قارب موت نحو الأرخبيل الإسباني بعد عجزها عن العثور على عمل، واكتشافها لإصابتها بورم سرطاني، هربت من الوطن والمعاناة من الأهل والأحباب من الذكريات، من الماضي من الحاضر المر، هربت طمعا في” الولادة مرتين” هكذا اسمت “فاطمة” تدوينتها “الولادة مرتين”، وهذا هو النص التدوينة التي ملأتها ألما وأملا:

“لطالما قلت ستستمر الحياة…..رغم كل شيء محبط
ستستمر….رغم كل الظروف القاسية
سأبادلها المضي قدما بتحدي كبير رغم الانتكاسات و الشدائد، سأطارد ما تبقى من الأحلام المسروقة، رغم الحاضر الموحش و المستقبل المجهول، نعم سأبقى هنا واقفة أقاوم وأقاتل على ناصية الحلم.. دون استسلام
لست من أصحاب النظرة السوداوية، و لا الذات المتشائمة، لكن أرغمت على حياة فيها الهوامش للشرفاء، و الرفاهية لسارقي الطموحات و الأماني.
لطالما قلت للحياة انا في انتظار الغد الجميل، رغم انني مثقلة بهدايا الوجع والمرض في سبيل الأفضل.
لطالما كنت استوعب دروسها القاسية، رغم الأسوأ، رغم أنها رزقت أصحاب الوجوه حبها و حضنها الدافئ وجعلتني انا خارج المعادلة ” لكن رغم كل شيء فأنا أحب الحياة، متى استطعت إليها سبيلا”.
فانا سيدتي الحياة لم أجد السبيل سوى في #ركوب_قوارب_الموت والمغامرة بحياتي لأيام طوال كانت بمثابة زمن من الخوف والموت بدل المرة الف طمعا في النجاة ليس إلا وافتتاح لحياة جديدة ولولادة روح اقوى ..
فانا سيدتي الحياة أغتيلت أحلامي في مهد بلدي #مرضا وبطالة وعطالة وموتا واضطهادا .. لم يدفعني حب المغامرة وتغيير الروتين ولا مداعبة التجارب لخوض غمار المعركة ضد اعتى المحيطات واخطر العوالم الزرقاء في البسيطة..فلقد كان الدافع اكبر من ان ابقى لاتعذب في مكاني دون نتيجة رغم انني قاومت لتحقيق كل شيء واستمريت لإثبات ذاتي ولو تكالبت علي محن الزمن حالي حال باقي المنكوبين معي في القارب … لكن لا حياة لمن تنادي.
كنت أوهم نفسي أن الحياة في بلدي فسحة جميلة تستحق أن تعاش، على أساس أنه سيشرق الضوء في اخر النفق ولكن تذكرت بعد عناء طويل أنها مقبرة الأحياء ليس إلا.
كل من كان معي كانت عيونه تحكي عن طعم الحياة المر بطعم الحنضل، كانت أرواحهم تغني سيمفونية الحياة التي تقاوم الموت، في اعتقادنا أننا حتى وإن لم ننتصر ومتنا فسنكون قد خسرنا ونحن مبتسمين وأرواحنا مشبعة بالتحدي والمغامرة وبهذا الحال نكون قد إنتصرنا لمجرد أننا لم نلبي رغبة الموت الذي يسكن محيطنا وبلدنا، ألا وهي: أن نموتوا ونحن معذبين عل قيد الحياة، في بلد لطالما قتلنا ولم يعترف بنا كأبناء حالمين له, كنا نقول مع كل موجة مفزعة إن الموت لا بد بأنه قادم، وهو نهايتنا الحتمية لامحالة، لكن في اللحظة ذاتها كنا نأمل مع ارواحنا لربما نستطيع أن نغير ولو القليل من مشاهد هذه النهاية الحتمية!.

عشت وخضت اصعب واشرش معركة عشتها مع نفسي دام اتخاد هذا القرار فيها عام من الزمن لأجد عالم لم أتوقعه في تلك التجربة.. وحوش آدمية أنانية مادية تقول نفسي نفسي من بداية الرحلة الى نهايتها كلفتني الكثير من الحيطة والحذر والألم والخصام والصراع من أجل البقاء على قيد الحياة …
كافحت مع كل موجة من اجل صناعة الفارق المهم …. نعم الفارق المهم الذى رضخ امام جبروته يأس الكثيرين .. اليأس الذي همس فى اذن المستحيل وقال دعها وشأنها.. كانها وجدت لهزيمتنا دائما …
كافحت أن لا اغرق مع كل موجة عاتية بأن اصنع الفارق المهم الذى اخوض من اجله اشرش المعارك الضاريه التى لم تعرف لها الانسانية مثيل فوق البحر .
*قاومت لأصنع الفارق بين النجاح والفشل بين التحدي واليأس قاومت من أجل إيجاد ذلك الفارق ما بين رؤية الأمل والإحباط في صراع كبير من اجل ايجاد ابتسامة تقهر المرض.
كافحت بكل ما أوتي من إيمان ضد كل غمضة عين لإيجاد الفارق بين أن اقول بشجاعة (أنا لها) وبين أن اقول بنفس منكسرة (غيري لها) حتى وصلت..
* كافحت مع كل موجة برد قارسة من أجل ايجاد الفارق بين أن اكون ممن تشع عينيه ببريق خاص هو بريق الإصرار والتحدي وعدم الاستسلام وبين ان اكون عينيك حتى لا تقوى أن تنظر بها على نفسك .
* قاومت مع كل ظلمة حالكة مغامرة في المجهول في إيجاد الفارق بين أن اكون ممن أرادوا أنفسهم أن يكونوا
أو أن اكون ممن أرادت لهم الحياة أن يكونوا.
* كافحت مع كل دقة قلبي خوفا من الحوت الملتهم في إيجاد الفارق ما بين أن تكون أنت من يصنع ظروفه ويتلائم معها وبين
من تصنعه الظروف وتسير به كيفما تشاء
قاااااومت من أجل أن اموووت في عمق البحر أو أولد من جديد على أرض جذورها متشبعة بالإنسانية والرحمة.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. شيئ مؤلم جدا أن تشعر بالوحدة والغربة في وطنك، عندما تحتاج مضطرا للاشياء الضرورية صغيرة او كبيرة ولم تجدها، بل لم تجد في بعض الأحيان حتى من يؤازرك نفسيا، فكيف به ماديا،
    فكيف اذا كان الأمر يتعلق بالحياة، لطالما اشتكى الكثير من اللامبالاة المسؤولين في الكثير من القطاعات، ومنها الصحة، فالجشع ثقافة الأطباء والمصحات الخاصة ، يتنافسون ايهم يجني من المال اكثر . والا ستهتار يطبع المستشفيات العمومية، وبعدها ، وما يصاحب زيارتها من مشقة نتيجة البعد، والتنقل، والايواء والانتظار ، وما لايخطر على بال، وغالبا بدون قلوب رحيمة، تتصف بالاستعلاء والعبوس ، عكس الصفات التي ينبغي أن تتوفر لدى هذه الطبقة من الممرضين والأطباء الأمن رحم الله،
    قد يلتمس العذر للبعض بسبب نقص الموارد البش ية، وضعف الامكانيات، ان لم تكن منعدمة،
    فإذا كانت دولة بمؤسساتها، واعلامها واحزابها ، وانها وووو، عاجزة على توفير دواء لمرضى الغدة الدرقية، وهو زهيد الثمن، وتطلب من المواطنين، ان يتابط ملفه الصحي + الوصفة الطبية ويسافر من الدوار والقرية إلى مندوبة وزارة الصحة، كي يحصل عليه، وقد لايحصل عليه،
    حسب مزاجية المسؤولين بالمندوبية، قد يكون غير متواجد، بسبب التوقيت المستمر، أو قد يكون مشغولا بما هو أهم، فلا وقت لديه او انتهى وقت العمل.. الخ
    فهل كل مرضى المغرب البسطاء يركبون غمار البحر ، علهم يجدون في أوربا من يستجيب لبعض طلباتهم. §§§§§
    حس

  2. من اشر اسباب ضياع ابناء وبنات بلدنا الحبيب هو شح المترفين عن معونة المعوزين والانانية المقيتة فكم وجدنا من منكوبين انسى البدخ والترف ذويهم عن اغاثة رحمهم…
    فالفكر المادي هجم على اقوام حتى صار الأخ لا يعرف اخاه بل ولا امه واباه
    حب الدنيا واستنفاذ متعها الدنيئة يقتل في البشر روح الاخوة الايمانية فيعيش الاناني بين جدران ذاته ممقوتا في السماء والأرض على بخله وشحه وظلام بصيرته ..

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M