قصة وعبرة بين سابق مقرف ولاحق مترف..

30 أكتوبر 2021 17:44

هوية بريس – محمد بوقنطار

مطالع البدايات المحرقة مع حكومة السيد أخنوش تمشي في اتجاه تكريس وإسقاط وقائع تلك القصة على أحوالنا بين اليوم المحزن المعيب والأمس المقرف القريب، تلك القصة التي كان بطلاها الوالد اللص وولده، حيث تحكي التفاصيل أن قرية عاشت كابوس ما كان يقع من شر متى ما وقب غاسق الليل، إذ كان السكان يتفاجؤون كل صباح من بعض القبور التي تصبح مبعثرة، ليتبينوا بعد صدق تحر ومتابعة أن واحدا من سكان القرية كان يتسلل لواذا إلى الجبانة ليسرق أكفان المدفونين حديثا، وليعيد دفنهم حفاة عراة غير غرل، مرت الأيام على هذا النحو المتكرر في مأساة وألم، طفق واكتفى أهل القرية معه بلعن عين السارق في صلواتهم وجلواتهم وخلواتهم…
ثم حصل أن مات سارق الأكفان مخلفا وراءه ابنا وحيدا وركاما من التسخط واللعن الذي بقي بعده جاريا على الألسن بين الناس جميعا أو أشتاتا…
فقال ابنه يوما لأجعلن القوم يترحمون على أبي ويكفون عن إذايته باللعن والتقبيح، ففكر ودبر ثم قرر أن يحل محل أبيه الهالك في امتهان نقيصة سرقة من في القبور، ولكنه لن يكون كأبيه إذ آثر بعد تجريد الموتى من أكفانهم أن يتركهم فوق تراب قبورهم المنبوشة ليصبحوا على مرمى أعين مريدي القبور وزائريها عراة كما ولدتهم أمهاتهم، ولقد أفلح الولد اللص البار فى استكراه ألسن وأفمام أهل القرية في نصب أكف الضراعة ترحما وتلطفا بسيرة اللص القديم الذي كان يمنعه إيمانه وحياؤه من ترك الجثت غير مخسوفة السوأى مفضوحة العورة، في مقابل ما يفعله هذا الوحش الآدمي…
نعم ليأتين يوم نترحم فيه بل نشتاق إلى عفوية وبلاهة ذلك الضاحك المضحك طبيب النفوس، في قابل الأيام النحسات التي يتأهب أهل الرياسة إبانها في تفنن بديع وسادية أبدع إلى صناعة التوابيت وحفر الرموس في مقبرة قهر الرجال وطمر أحلام العيال، ولكننا قوم لا نعتبر، يكفينا لكي نساق المرة والمرات في نسيان لمقدمة قاسية وعرض أقسى، خاتمة مطروزة بديعة الوعد أسيفة على ما فات، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M