قف شامخًا عانق الأنجما… يكفيك فخرًا أن تكون معلّما

02 سبتمبر 2019 22:36
قف شامخًا عانق الأنجما... يكفيك فخرًا أن تكون معلّما

هوية بريس – لطيفة أسير

يهذه الروح الشامخة المعتزة بذاتها وبرسالتها يجب أن نبدأ أخي المعلم.. أختي المعلمة عامنا الدراسي، بعيداً عن لغة الإحباط واليأس والتيئيس، بعيدًا عن لغة الكسل والخمول (كون غير زادونا في العطلة) (ماكرهناش واحد السيمانة أخرى)، بعيدًا عن الأنانية والسعي غير المعقلن للبحث عن مقاصد شخصية للشغيلة التعليمية تتنافى ومصلحة التلميذ، ونحو ذلك من الأمور التي قد تجعل إبليس ومن والاه يصدِّقُ علينا ظنه.

قد تكون ملامح العام الدراسي تبدّت بعض أشكالها غير المطمئنة خلال العطلة الصيفية، لكن رغم ذلك يجب أن نتعالى عن كل المعيقات، ونكون أكبر من كل المؤامرات، ولا نكون أداة طيّعة بيد من يسعى لتخريب التعليم عموما والمدرسة العمومية بشكل خاص.

أنت المعلم.. أنت المعلمة.. منكما يجب أن يتلقى الآخر الشحنات الإيجابية لمواجهة كل المخاطر والمتاعب، لاذنب للتلميذ فيما يُحاك لك من دسائس تهدف للنيل منك ومنه معا، لهذا اجعل بداية الدخول المدرسي بداية شامخة تليق بشموخ رسالتك، وشموخ مكانتك، بداية تستحضر فيها جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقك، فأنت لست موظفا عاديا يتقاضى مبلغا ماليا كل شهر، أنت أمين على فلذات الأكباد الذين سيجلسون في صفّك هذه السنة، ينتظرون منك المعلومة السليمة، والنصيحة القويمة، والتوجيه السديد، والفعل الرشيد، كن مدرسًا كفئًا فالمدرّس الكفء قادرٌ على أداء رسالته مهما كانت ظروف العمل عسيرة، يقول الشيخ الطنطاوي في كتابه من حديث النفس عارضا تجربته العملية في ميدان التدريس:

(كنّا نفرّ من المدرسة لأننا لا نجد فيها إلا جبّارًا عاتيًا عَبوس الوجه قوي الصوت بذيء الكلمات، فجعلتكم تحبون المدرسة لأنكم تلقون فيها أبًا باسمًا شفيقًا يحبكم ويشفق عليكم، ويحرص على رضاكم كما يحرص على نفعكم.

وكنّا نكره الدرس لأننا نجده شيئا غريبا وطلاسم لا نفهمها ولا ندرك صلتها بالحياة، ونعاقَب على إهماله ونجازَى على الخطأ فيه، فجعلتكم تحبون الدرس لأنكم ترونه سهلا سائغا، تدركون صلته بحياتكم وفائدته لكم، وتحفظونه لأنه لازم ومفيد لا خوفًا من العقاب ولا هربًا من الجزاء).

فكن أخي المعلم / ة مفتاح خير مغلاق شر، افتح أمام التلميذ أبواب الأمل وإن ألفيتها قد سُدّت أمامك، خاطبه بلغة عربية سليمة تحرك مشاعره نحو لغته الأم التي يجاهدون لاغتيالها في عقر دارها ، اجعله يفتخر بها وبالانتماء إليها ، كن له ذاك الأب الذي افتقد رعايته بالبيت.. وكوني له تلك الأم التي اشتاق للمسات الحنان في وجهها وكلامها.. جاهد أن لا تمنح البطالين فرصة لجعلك موضوعًا موسميًّا تلوكها الألسن، ولا مادة للسخرية تملأ بها الصحف الصفراء صفحاتها العفنة.. جاهد وجاهد فميدانك ميدان جهاد، وسبيل خير ساقه الله إليك سواء أتيته طواعية أو مكرهًا.

أخي المعلم.. كن لتلميذك كلّ ذلك وثِق بأنّ الله سيكون معك.. وكل عام وأنت بألف خير

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M