قوات السود.. إيضاحات ضرورية

24 ديسمبر 2020 10:59
قوات السود.. إيضاحات ضرورية

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

تقديم:

نظام الصحافة والمطبوعات بالمغرب قبل احتجاجات 1937ممن المعروف أن الوحدات السنغالية التي استقدمت من قبل فرنسا للمساهمة في احتلال المغرب، كان أفرادها مرفوقين بنسائهم وأبنائهم، مما كان يجعلهم في وضع حرج أثناء القتال، بخلاف الفرنسيين الذين يكونون في الصفوف الخلفية بلا نساء ولا أطفال، مما يبين النزعة العنصرية، والانتهازية البغيضة التي كانت عند الفرنسيين في أبشع صورها، وهو ما تم اعتماده مع المغاربة الخاضعين طيلة خمسة وعشرين سنة من عمر ما سمي حروب التهدئة بالمغرب، فقد كان الكولون يجمع السكان الخاضعين بقضهم وقضيضهم، إنسان وحيوان ويسوقهم أمامه في تقدمه نحو المقاومين لزحفه، ليكونوا دروعا تحميه من نيران المقاومة، بل ينتخب منهم من يقوم بالتصدي والاختراق، بحكم معرفة المسالك وطرق التصدي للخصم، وبذلك تكون الخسارة في المغاربة على واجهتين، في الدفاع والهجوم.

لقد كانت معاملة الفرنسيين للمجندين السنكاليين في المغرب معاملة خسيسة يندى لها الجبين، وما الواقعة التي نقدمها سوي نموذجا من تلك النماذج المخزية التي كانت قاعة عند الكولون الفرنسي في الحروب مع مجندي المستعمرات عامة وإفريقيا خاصة.

النص:

مسألة الجنود السود

تجدد الحديث عن مسألة الجنود السود مؤخرا في الأخبار، وبين المراسلين، أحد البرلمانيين الذين زاروا المغرب وهو السيد لاكروا، أثار بعض الكلام، جعلنا نناقش بعض نقطه هنا، اعتمادا على الوثائق والأرقام.

الانتقاد الأساسي ينصب على مستوى الفوج الثامن السنغالي في كلون تادلا.

لقد سارع في القول، أنه إذا كان الفوج قد أظهر أثناء عملية الكولون في تادلا، تدني التدريب العسكري بالنسبة لباقي الأفواج السنغالية، أنه أثناء المعركة، كان حوالي 60% من رجاله لا يحسنون التهديف، كما بلغ عدد الإصابات فيه 80%، لكن النكبة التي أصيب بها في سيدي ابراهيم، تمثلت في الانقضاض عليه في عمق الليل بالجبال، فحاول رجاله الدفاع عن أنفسهم ضد المهاجمين، واستمروا في ذلك حتى استنفذوا ذخيرتهم، وبقوا وجها لوجه مع الأعداء، كانوا رجالا ونساء وأطفالا يحاربون بالسكاكين

في لقصيبة يوم 10 يونيو، أحد السرايا تحملت وحدها الصدمة، والخسارة، حتى نهاية المعركة، ونحن نعرف القسوة البالغة للشلوح الساخطين، بعد تدمير قلعتهم، فخاضوا معركة ضاربة ضد الكولون، الذي قام بذلك الفعل.

كانوا بالآلاف يكافحون فصائل قواتنا التي انسلت بتؤدة للخلف، عبر مسار ملتو يضيق في فم تاكسوت، كان الميدان مخيفا، خاصة بعد مسير مضن، وأثناء الالتفاف في المنعرجات، والصعود والنزول لقطع المرتفع المؤدي لواد لقصيبة، المؤدي بدوره لسهل أم الربيع، في الجنوب، حيث توجد هضاب تشرف على الشِّعاب الذي استولت عليها أفواج من المغاربة، لتأمين انحدارهم للشعاب واجتيازه قبلنا، وهو ما تمَّ بالفعل كذلك.

فقد أعطيت الأوامر لوحداتنا بالتأخر، حتى لا تصطدم بهم في الشعاب، تجنبا للالتحاق، مما جعل قواتنا تعاني من لحظات صعبة، خاصة في المؤخرة، التي تعرضت لهجمات الأعداء المرابطين على الهضاب، أو النازلين من الجبل.

كان الميدان مخيفا، خاصة بعد الصعود لحافة النجد، الذي لا يمكن مغادرته دون التعرض لنيران القبائل من الخلف.

لقد سبق للسرية الثانية أن نزلت المنحدر من غير عائق، لكن عندما أرادت الصعود، وجدت نفسها في مأزق حقيقي، كبدها خسائر هامة قبل أن تتدخل سرية من ازْواوَا لإنقاذها، إلا أنها بدورها منعت من الوصول، بل حوصرت بدورها، وصارت تعمل على إنقاد نفسها، مما جعل السنغاليين يتلقون وحدهم الصدمة فقد كان كل سنغالي يتبعه شلحان أو ثلاثة، فلا يتركانه إلا قتيلا، أو جريحا، ويستولون على سلاحه، بل كان السود يمدون بنادقهم للبرابر وهم يصيحون (رفاق رفاق).

في هذا المعركة الضارية فقدت السرية الثانية السنكالية 27 قتيلا بينهم قائد برتبة ليوطنا و28 جريحا.

(الفريد كيندار؛ إفريقيا الفرنسية؛ عدد:11/1913؛ ص395).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M