كلمة حق في الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي

20 يونيو 2019 15:56

هوية بريس – ياسين رخصي

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
وبعد، فإن من أشد ما يبتلى به المرء ويتأذى به أن يرمى بما هو بريء منه، ويشتد الأمر  إذا كان ما رمي به قدحا في عدالته واستقامته وتدينه، وأشد من ذلك أن يكون ما رمي به أمرا باطلا عاش دهره ينكره، وأفنى عمره يحاربه.
وان ما روجت له بعض الصحف، وتداولته بعض المنابر من غير تثبت ولا روية من نسبة الشيخ العلامة محمد بن عبد الرحمن المغراوي – حفظه الله- إلى التطرف والتكفير والإرهاب!! ليسوء كل منصف يتحرى الحق وينشد الصواب، فضلا عن كونه يسوء من عرف الشيخ وخبر دعوته وطريقته.
والشيخ كما عرفناه من أشد الناس إنكارا لطريقة الخوارج، سواء المتقدمين منهم، أو المعاصرين من التكفيريين الدواعش وغيرهم!.. وهذه كتبه ومحاضراته طافحة بالتحذير منهم، فكيف ينسب بعد ذلك إليهم؟!
وقد ذكر الشيخ في كتابه العجاب «موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية» جملا كثيرة جدا من مواقف أهل العلم في التحذير من طوائف أهل البدع عموما، وفرقة الخوارج خصوصا.
قال – حفظه الله- في مقدمة كتابه ص:15: “وما أوردناه في هذا السفر من أقوال  هذا الجم الغفير من الأعلام الذين يقارب عددهم المئتين والألف علم، برهان ساطع في وجوب النصح للمسلمين، وتحذيرهم من المتقولين على الله بغير علم، الذين هم أعظم جرما وأقبح جرأة في قيلهم وفعلهم، فالرد عليهم واجب، والتحذير منهم لازم” اهـ.
ومن أمثلة نقوله الكثيرة ما نقله-حفظه الله- في (143/8-142) عن شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- عند ذكر موقفه من الخوارج: “وأهل السنة والعلم والإيمان يعلمون الحق، ويرحمون الخلق، يتبعون الرسول فلا يبتدعون، ومن اجتهد فأخطأ خطأ يعذره فيه الرسول عذروه، وأهل البدع-مثل الخوارج – يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم، ويستحلون دمه، وهؤلاء كل منهم يرد بدعة الآخرين، ولكن هو أيضا مبتدع، فيرد بدعة ببدعة، وباطلا بباطل” اهـ.
وقال حفظه الله تعالى في كتابه «أهل الافك و البهتان الصادون عن السنة و القران»: “.. والتكفير دائما بادرة سوء وشؤم… وأول ما بدأت هذه الظاهرة في العصر الحديث بدأت بمصر على يد جماعة التكفير والهجرة يتزعمها مصطفى شكري…
وظاهرة التكفير في كل عصر شؤم على الأمة وكما يقال قنبلة موقوتة خبيثة لا خير فيها، ولهذا نرجو الله تبارك وتعالى أن يبرئ هذا البلد من هذه الظاهرة التي هي ظاهرة شر وفتن تؤدي بالشباب إلى ما لا تحمد عقباه، نرجو الله أن يكفينا شرهم وشر من يدعو إلى هذه الأصول الخبيثة”. اهـ
والنقول عن الشيخ – حفظه الله – في هذا كثيرة جدا لا يتسع لها هذا المقام وإنما الغرض الإشارة و التنبيه ..
ومن استقرأ كتب الشيخ – حفظه الله- وتتبع محاضراته، و نظر في مسيرته الدعوية، وكان نظره في ذلك بعين العدل والانصاف, ادرك بيقين ما عليه الرجل من الدعوة إلى الوسطية والاعتدال، ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم، والحث على ما به حصول أمن البلاد والعباد، وانه من اشد العلماء تحذيرا و تنفيرا من اسباب الفتن و موجبات المحن..
نسال الله لنا و له الثبات، كما نساله تعالى أن يجزيه عن دعوته الى الله وجهاده في نفع الأمة خير الجزاء..
فليتق الله امرؤ في نفسه أن يرمي بريئا فيبوء بالإثم المبين { وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.
و بالله التوفيق
وصلى الله على محمد و على اله.

كتبه ياسين بن عبد الله رخصي ليلة الثلاثاء 14شوال 1440هـ الموافق ل17/06/2019م.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M