كل التضامن مع السكة التي فرض عليها “الرومبوان”؟؟

13 أبريل 2019 00:01
كل التضامن مع السكة التي فرض عليها"الرومبوان"؟؟

هوية بريس – الحبيب عكي

1- كل التضامن مع السكة الحديدية التي فرض عليها المسكينة “الرومبوان”، فتوقف عن السير فيها القطار رغم كثرة الركاب والمسافرين والعابرين بين العدوتين والمنتظرين، بل كل التضامن مع “الرومبوان” البهي الذي فرضت عليه الشرطة لتنظيم حركة المرور والوقاية من الحوادث، فإذا أكبرها أن الأسبقية ليست لمن سبق إلى “الرومبوان” أو كان على اليمين، ولكن الأسبقية للطريق المزدحمة ولو كانت على اليسار،أو كان على الطرق الأخرى من المستعجلين من أبناء الشعب من كان؟؟.

2- كل التضامن مع الشارع العمومي الذي أنبتوا في وسطه عمودا كهربائيا،فإذا بالشارع المعبد وغير المعبد لا يمكن أن تمر فيه دابة أو دابتين،فبالأحرى أن تمر فيه سيارة واحدة أو تتقابل فيه سيارتين؟؟،بل كل التضامن مع العمود المصمت الفاره الذي جرد من كل شيء ولم يعد يحمل لا خيطا ولا مصباحا ولا نورا ولا ظلاما،واستبدله القيمون على الشأن في مناظر سوريالية بواجهات المنازل وزواياها في المدينة،ومنتصبات النخيلات على جنبات الطريق في القرية،لا يرميها الناس بالحجارة إلا وترميهم بالمصابيح؟؟.

3- كل التضامن مع البرسيم أو”الفصة” التي ركبت فوقها الطابعة أو”لامبريمانت”وعلى دراجة هوائية عارية أو”حزوطة” لرجل بدوي مقهور يظهر أنه لا زال الطيب يكافح في حياته للجمع بين الأصالة والمعاصرة،”الفصة” للأرانب والماعز والنعاج..،و”لامبريمانت” للنسخ من الحاسوب والأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي على الهواتف واللوحات،كم هو مقطوع الوصل والتواصل والأوصال والوصال،فلا أرانب ولا دجاج ولا ماعز ولا نعاج ،لا شيء غير السفاهة والاعوجاج في زمن الاحتياج و الاحتجاج؟؟.

4- كل التضامن مع الأساتذة الذين فرض عليهم “الزرواط”و”الهرماك”و”السمطة”و”البرودكان”،وبلا خجل يهشمون في الناس الجماجم ويكسرون العظام،وبلا وجل يسيلون منهم الدموع ويطفحون الدماء،وبلا خجل يجهضون الأجنة والأكباد في الشوارع؟؟،كل التضامن مع أأدوات القمع والتحكم وأجهزة الفساد والاستبداد،التي هوت وتهوي في جهالة وجنت وتجني في فظاعة على نفسها قبل الأقرباء من الوالدين والأبناء وقبل الشرفاء من الأساتذة والعلماء؟؟،كل التضامن مع دولة الحق والقانون كلما ظل فيها العلم نور والجهل عار؟؟.

5- كل التضامن مع الآباء والأمهات،الفقراء والأغنياء الذين فرض عليهم دخول الأسواق الأسبوعية وحتى الأسواق الممتازة والمحلات التجارية،في عز المواسم الاجتماعية والمناسبات الدينية والوطنية في الصيف والشتاء،فيجدون فيها كل الخيرات والحمد لله ويشتهون فيها كل شيء من الحاجيات والكماليات،لكن لا حول لهم ولا قوة إلا بالله،لا قدرة لهم على شراء شيء أي شيء إلا بالنوايا الحسنة والقبيحة أحيانا؟؟،فاتخذوا لهم شعارا:”اللي ما شرا يتنزه”و”كم حاجة قضيناها بتركها”و”النية أبلغ من العمل”؟؟.

6- كل التضامن مع المواطن الذي لا زالت تطحنه متاهات الإدارة وأطنان وثائقها،ومزاجية السلطة وشططها،ورداءة جل الخدمات في كل مرفق عمومي،فإذا مواعيد الاستشفاء بالدورات والسنوات،وإذا ضحايا الهذر المدرسي بمئات الآلاف،وإذا بفرصة الحصول على الشغل والسكن والاستقرار العائلي دونه ما دونه من قطر الندى،و”اللي دوا يرعف”،حتى “يسترجع” عقله ويصرخ بملإ فيه بأن “العام زين”ومن قال غيرها فهو كاذب؟؟.

7- كل التضامن مع النخل الذي يفرض عليه في كل زيارة ملكية سامية أن ينبت في جنبات الطرقات ويزينها وينمو فيها في رمشة عين ويثمر فيها ويشيخ ويموت في 24 ساعة؟؟،بل كل التضامن مع هذه الطرقات التي يفرض عليها بذات المناسبة أن تغطي حفرها وتنظف أزبالها وتعبد ممراتها بالممتاز من الإسفلت،الذي إذا تعلق الأمر بالقرى والبوادي ادعي بأنه باهض الثمن وغير موجود،كل التضامن مع من يحشدون على جنبات هذه الطرقات حشدا في عز الحر والقر،وكأنهم مجرد مواطني الاستعراضات والمهرجانات والفولكلورات والانتخابات..،ممن يستقدمهم ويؤثث بهم المشهد فلان وعلان؟؟،كل التضامن مع المشاريع التي لا تدشن إلا بالمناسبة أو يوما قبلها ولو أن بعضها يموت يوما بعدها؟؟.

8- كل التضامن مع من فرض عليهم أنهم لا يزالون يخوضون بعض النضال الشريف،ولا زالوا يؤمنون بأن هناك فعلا ديمقراطية وتنمية وعدالة اجتماعية وحقوق الإنسان،رغم أنهم يخسرون في معاركها و يتيهون في واجهاتها ولا يدرون من منطلقاتها ومآلاتها وكافة حساباتها،إلا ما تنتشر به الأزمات وتتفاقم به المعضلات رغم كل المجهودات،وكأن شعار أهل الزمان:”وداويني بالتي هي الداء”،فلم ينظروا إلى أنفسهم وصوليين ولا ضحايا،ولم يستسلموا ولم يضعفوا، ولم يفقدوا الإيمان ولم يكفروا بهذا الوطن الذي ظل وسيظل عندنا وعندهم يستحق كل التضحيات؟؟.

9- كل التضامن مع المواطن الذي فرضت عليه الهجرة القسرية،فاجتاحته هواجسها طولا وعرضا،وسكنته أحلامها وكوابيسها نوما ويقظة،وعلى امتداد الذات كل الذات وعلى امتداد الوطن كل الوطن،لم يجد غير الاستسلام عجزا ويأسا وانتظارا،فأصبحت كل هوية ومرجعية وانتماء عنده بدون معنى،وأجلها تركبه عن وعي غافل كل مراكب الفرجة والصمت والذهول،لعله يحقق يوما حلمه وكيانه في بلاد ما وراء البحار،أو على الأقل يجرب حظه مع سمك القرش في الأعالي وشعاره:”اللهم البحر والحوت ولا البشر والدود”؟؟.

10- كل التضامن مع المراكب التي فرض عليها ركاب وأجبر فيها ركاب،ويصعد وينزل منها في كل لحظة وفي كل محطة ركاب،لا أحد يهتم بغير سفره وحقائبه ومقعده وزاده،والسفينة وسط البحر يتقاذفها الموج وتعاكسها الرياح،غايتها كيف الإبحار بسلام وكيف الوصول إلى شط النجاة،لكن كيف وكل يوم يعطل بوصلتها الربابنة ويفقدها الزبانية فيغير القراصنة الوجهة والاختيار،وما أرى الكل في هذا العبث إلا وقد نسي حديث رسول الله عن السفينة:”إذا ترك الراكبون أعلاها،الراكبون أسفلها، يخرقونها،غرقوا وغرقوا جميعا،وإن هم منعوهم،نجوا ونجوا جميعا”،ولعل التضامن قد أصبح اليوم واجب الوقت والواجب المستمر،فلي ولهم ولكم مني وللجميع كل المحبة والتضامن..كل المحبة والتضامن؟؟.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M