كيف تدير الإمارات دول الخليج من أبو ظبي؟

09 نوفمبر 2017 19:51
تحليل.. التحالف الإماراتي - السعودي الجديد.. هل يحل محل مجلس التعاون الخليجي؟

هوية بريس – وكالات

نشرت صحيفة “دير شتاندارد” النمساوية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى دور الإمارات العربية المتحدة في خضم الصراعات والتوترات الحالية في منطقة الشرق الأوسط، حيث عمد ولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، إلى التأثير على نظيره السعودي، محمد بن سلمان، فضلا عن أنه الحاكم الفعلي في بلاده.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن ولي العهد، محمد بن زايد آل نهيان، يعتبر الحاكم الفعلي في الإمارات خاصة وأن أخاه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خليفة بن زايد آل نهيان، يشكو من تدهور صحته.

وأكدت الصحيفة أن ولي العهد الإماراتي يعتبر بمثابة عراب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي استوحى توجهاته الإصلاحية انطلاقا من نظيره الإماراتي. والجدير بالذكر أن الإمارات العربية المتحدة قامت بجملة من التحويرات السياسية منذ أحداث 11 من سبتمبر الإرهابية التي دفعت ضريبتها دول الخليج العربي.

وأوضحت الصحيفة أن كلا من محمد بن زايد ومحمد بن سلمان قد أظهرا امتعاضهما إزاء الاتفاق النووي الإيراني. وفي الأثناء، حاول ولي العهد الإماراتي إقناع إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية. ومنذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، انتهز محمد بن زايد ومحمد بن سلمان الفرصة لتعزيز علاقاتهما مع الإدارة الأمريكية. وفي شهر يوليوز الفارط، قرر ابن سلمان التخلص من وزير الداخلية السعودي السابق، محمد بن نايف، الذي كانت واشنطن تعول عليه بشكل كبير.

وأضافت الصحيفة أن ولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد، أدرك أن الدبلوماسية التقليدية غير كافية، حيث ينبغي تعزيزها من خلال تبني الدبلوماسية العامة. وفي سبيل تحقيق ذلك، أقبل محمد بن زايد على العمل الخيري وتعزيز مشاركته في الجامعات وخلايا التفكير، علما وأن الإمارات العربية المتحدة تعتبر أكبر ممول لخلايا التفكير الأمريكية.

وأفادت الصحيفة أن سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، يوسف العتيبة، يعتبر رجل الإمارات في واشنطن. ويعرف العتيبة بشبكة علاقاته الواسعة، كما دفع أموالا طائلة من أجل تمويل العديد من التظاهرات. فضلا عن ذلك، اشتهر العتيبة بعلاقته الوطيدة بالسفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية، رون ديرمر.

وذكرت الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة تكن العداء الشديد لقطر، وقد تبنت تجاهها سياسة أكثر صرامة من المملكة العربية السعودية، حيث تعادي الإمارات العربية المتحدة جماعة الإخوان المسلمين وجميع التنظيمات المتفرعة عنها. في المقابل، حاولت قطر بعد ثورات الربيع العربي دعم كل فروع الجماعة الإسلامية في كل من مصر وليبيا وسوريا، في حين رفعت الإمارات العربية المتحدة دعوى ضد هذه الجماعة بتهمة الخيانة.

وأوردت الصحيفة أن السياسة الاستباقية الإماراتية أدت إلى تفاقم حدة التدخلات العسكرية في الحرب ضد تنظيم الدولة والحرب اليمنية. وتعتمد الإمارات العربية المتحدة في مختلف تدخلاتها العسكرية بشكل أساسي على المرتزقة الأجانب.

ومن اللافت للنظر أن متحف اللوفر في أبو ظبي يعد أكثر من مجرد متحف، حيث يعكس السياسة الخارجية والأمنية للإمارات العربية المتحدة. ومن الداخل، يكشف هذا المتحف مدى قدرة أبو ظبي على استثمار أموالها ومخزونها الطاغي، فضلا عن ذلك، يعكس هذا المشروع تحول المجتمع الإماراتي من مجتمع قبلي إلى مجتمع متطور وعصري.

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة بصدد الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط. كما تسعى إلى بناء دولة تتمسك بهويتها العربية الإسلامية المعتدلة مع الحرص على التلاقح مع مختلف الثقافات الأخرى. علاوة على ذلك، تعمل الإمارات العربية المتحدة جاهدة على تعزيز نفوذها في منطقة القرن الإفريقي، ويندرج ذلك في إطار سياستها الأمنية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M