كيف سترد تركيا على دعم سعودي للأكراد إثر الأزمة مع قطر؟

17 يونيو 2017 17:58
الرئيس أردوغان: لا يمكن أن أصدّق بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قد أمر بقتل خاشقجي

هوية بريس – وكالات

زادت المؤشرات التي تثير شكوكا ومخاوف من اتجاه سعودي لدعم قيام دولة كردية مستقلة، وتصاعد الحديث عنها في ظل الأزمة الخليجية الحالية، والموقف التركي الذي رفض “حصار دولة مسلمة لأخرى”، وفق ما صرح به الرئيس التركي، الذي يبذل جهودا لإنجاح وساطة لحل الأزمة.

وما زاد من مخاوف وجود توجه سعودي لهذا الأمر، استضافة وسائل إعلام سعودية شخصيات كردية مناوئة لتركيا، وتلميح إعلاميين وناشطين سعوديين إلى وجود توجه لدعم الأكراد نكاية بتركيا، بعد أن وجهوا سيلا من الانتقادات الحادة للسياسة التركية.

وتناقل إعلاميون ونشطاء سعوديون دعوات لدعم قيام دولة كردية تمتد مساحتها على أراضي تركية وإيرانية وسورية وعراقية معلنين دعمهم للقضية الكردية وداعين لتأييدها.

وأطلق مغردون سعوديون وسم “SaudiWithKurdistan” (سعوديون مع كردستان) ردا على وسم “TurkeyWithQatar” (تركيا مع قطر) الذي أطلقه ناشطون أتراك رفضا لمقاطعة الدوحة.

ويثير هذا الأمر تساؤلات حول رد الفعل التركي على هذا الأمر إن ثبت أنه قائم بالفعل، خصوصا مع التوتر الكبير بعد حرب الاصطفاف بين جانبي أزمة قطر، بين فريق مؤيد لمقاطعة الدوحة وآخر رافض لها.

من جهته، أوضح الصحفي التركي، رامي عبد العال، في حديثه لـ”عربي21″ حساسية الملف الكردي بالنسبة للأتراك، وقال إن الحديث عن قيام دولة كردية أمر يؤرق المسؤولين في تركيا، وإذا ما ثبت أن هناك توجها سعوديا لدعم الأكراد لقيام دولتهم، فإن هذا الأمر سيؤثر بالتأكيد، وبشكل مباشر، على العلاقات بين البلدين، ويسبب توترا سياسيا.

ووصف العلاقة بين تركيا والسعودية بأنها بين “شد وجذب”، لا سيما بعد الأزمة القطرية، والحصار العربي بقيادة السعودية والإمارات لدولة لقطر، ووقوف أنقرة إلى جانب الداعين إلى حل الأزمة، وإرسالها مواد غذائية للدوحة التي باتت تعاني من العزلة الاقتصادية وقطع العلاقات الدبلوماسية من دول عدة.

وكانت تركيا زادت من أعداد قواتها العسكرية في قطر، بعد إقرار البرلمان التركي اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين، التي تسمح بنشر قوات تركية في قاعدة عسكرية تركية في الدوحة.

وهو الأمر الذي لقي استياء خليجيا من الدول التي تفرض عزلة على قطر، وشنت أبرز الصحف السعودية، هجوما لاذعا على تركيا، ووجهت لها تهما خطيرة، وذلك غداة قرار اتخذه البرلمان التركي قرار نشر قوات من الجيش في قطر.

وحول الحديث عن تطور الأمور إلى رد فعل عنيف من تركيا على دعم سعودي للأكراد في حال ثبت ذلك، استبعد عبد العال أن تتلاعب تركيا بالملفات الداخلية السعودية.

وأشار إلى أن السعودية بالنسبة لتركيا دولة مهمة جدا، وما تسعى إليه تركيا الآن هو رأب الصدع الخليجي الذي تشكل جراء الأزمة مع قطر، والزيارات التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تصدرتها السعودية في المقام الأول رغم التقارب القطري التركي.

وشدد على أن الأتراك يتعاملون من جهتهم مع السعودية على أنها بلد مهم جدا في الشرق الأوسط، ودولة شقيقة.

وأكد أن تركيا لن تتوجه إلى هذا الأمر في الوقت الحالي، لا سيما أنها تعمل على حل الأزمة، قبل عيد الفطر المبارك، وفق ما أعلنه الرئيس التركي.

وحول مستقبل العلاقة بين تركيا والسعودية، قال إن ما يحدث من صدام بين البلدين بسبب الملف القطري لا أظن أن يؤدي إلى قطيعة بين البلدين، مضيفا أن تركيا تعمل مع شركائها على حل الأزمة الخليجية، لا سيما أن لها علاقات قوية مع السعودية سياسيا واقتصاديا، وفق قوله.

ولم يخرج حتى أي مسؤول تركي حتى الآن ليؤكد هذه المؤشرات على دعم السعودية للأكراد، ولم يظهر كذلك أي تعقيب رسمي على الأمر.

ولفت عبد العال إلى أنه ينظر إلى الأمر على أنه لن يتعدى الدعاية الإعلامية، ولن بصل إلى تعكير العلاقات بين البلدين.

ويوافق كلام العال ما أكده الناشط الكردي مصطفى عكو، في حديثه لـ”عربي21″ في وقت سابق، إن استغلال الورقة الكردية قد يتوقف على تحقيق ضغط إعلامي ما على تركيا، والتلويح بسياسة عقابية جراء موقفها من دعم قطر في عزلتها المفروضة عربيا، دون تطبيق ذلك.

وشدد على أن هذا التوجه السعودي إن وجد، لن يتجاوز كونه ضغطا إعلاميا للتنكيل بخصوم دول الخليج، وفق قوله.

وفي وقت سابق، كشف خبير في الشأن التركي لـ”عربي21″، عن أن قطر سلمت وثائق استخباراتية للسلطات التركية، تؤكد دعم دول خليجية لحزب اتحاد العمال الكردستاني “PKK”، المصنف على لوائح الإرهاب التركية، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي “PYD”، الذي يعدّ بمثابة الفرع السوري للأول.

ونسب ناصر تركماني لمصادر تركية خاصة أنه “من الواضح أن دولا خليجية تتجه لزيادة دعمها لأكراد سوريا، على خلفية موقف تركيا الداعم للجانب القطري في الأزمة الخليجية الأخيرة”، وفق قوله.

واعتبر تركماني أن بعض الأطراف الخليجية تحاول توصيل رسائل لتركيا، مفادها “أننا سندعم الأكراد ردا على وقوفكم إلى جانب قطر”.

وتأتي هذه المؤشرات في وقت حساس، إذ تتصاعد فيه المطالب الكردية بدولة مستقلة، وإعلان رئاسة كردستان العراق الأسبوع الماضي إجراء استفتاء حول الاستقلال في 25 سبتمبر المقبل، رغم معارضة بغداد.

وأعلنت كل من الحكومة العراقية وتركيا وإيران معارضتها لإجراء الاستفتاء حول استقلال كردستان العراق.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. سياسة عوجاء لا مكان للمنطق وبعد النظر فيها، ما فعل الخليجيون ما فعلوا إلا بعد أن تلقوا تطمينات من حليفتهم القوية الولايات المتحدة الامريكية ،

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M