كيف للأستاذ عبادي الذي كان رمزا في الحركة الإسلامية أن يتنكر لمبادئه ويؤدي مع المنبطحين “صلاة هولوكوستية” أصبحت أضحوكة العالم؟

25 يناير 2020 11:37

هوية بريس – د.محمد عوام

قد نتفهم بعض المواقف التي تصدر عن بعض العلماء سواء بالصمت المطبق وإن كان في الحقيقة على حد قول الشافعي رحمه الله لا ينسب لساكت قول، أو التي صدرت في غير محلها فوجدت من تصدى لها، والأمثلة على ذلك لا تعوز القارئ على استحضارها.

لكن الذي لا يستساغ ومن غير المقبول أن يورط الأمين العام للرابطة المحمدية نفسه في زيارة مبنى “الهولوكوست” بالعاصمة البولاندية “وارسو” تحت رعاية صهيونية، في موضوع أصبح مثار سخرية من قبل المؤرخين المحققين، وهو قضية محرقة اليهود والتي سميت بالهلوكوست، ثم يؤدي مع المنبطحين معه “صلاة هولوكوستية” أصبحت من السخرية بمكان وأضحوكة العالم.

لماذا العبادي بالذات؟ لأنه كان منتميا للحركة الإسلامية وقضى فيها ردها من الزمن حتى أصبح من رموزها ومن قيادييها في المكتب التنفيذي في حركة الإصلاح والتجديد ثم بعد الوحدة. المهم من هذا كله كيف يتنكر الأستاذ عبادي لمبادئه التي تشربها منذ أن وضع قدميه في الحركة الإسلامية وهي الوفاء للقضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع بكل أشكاله وأنواعه هل حلاوة المنصب والقرب من دوائر القرار والسلطان أنسته من أن يكون له موقف مشرف تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم.

لا خير في مناصب مهما علت تخرس الإنسان عن قول الحق أو تجعله يتخاذل عن نصرة إخوانه المظلومين من الفلسطينيين وغيرهم.

إن ما وقع فيه عبادي كبيرة شرعية وسياسية تتنافى مع الموقف الرسمي للمغرب تجاه القضية الفلسطينية.

كيف يفعل ذلك مع العلم أن ملك البلاد رفض استقبال نتنياهو على أرض المغرب أليس في ذهاب العبادي إلى هناك خرقا وضربا لهذا الموقف المبدئي؟ أم أن هناك أيادي خفية تكيل بمكيالين.

في غياب تصريح رسمي مغاير فإن عبادي يتحمل هو نفسه تبعات ولعنات هذه الزيارة المشؤومة التي لا يرضى عنها مسلم أبدا. بل تندرج في إطار تلميع صورة إسرائيل الدموية وتسهيل التطبيع لها مع زمرة من العلماء.

إن القضية الفلسطينية قضية أمة وليست قضية الفلسطينيين وحدهم لذلك يحرم التفريط في شبر واحد من أرضها أبدا، ولا في أي بلد من بلاد المسلمين، وإن النصر إن شاء الله لآت ولكن لن يكون على يد المنبطحين والمطبعين والمتخاذلين ولن يكون البتة على يد الحكام الظالمين والفسقة الفاجرين.

آخر اﻷخبار
4 تعليقات
  1. لا أنفي أن الحركات الصهيونية دأبت منذ نهاية الحرب على النفخ في عدد ضحايا النازية من اليهود ولا يغيب عنا استغلال هذه القضية لقمع كل من يجرؤ على معاداة الصهيونية.. لكن لا يجب أن نغفل واجبنا أن نقف في وجه الظالمين ولو كان المظلوم عدوا لنا هذا ما يعلمنا ديننا.. للأمانة التاريخية فقد تعرض اليهود للاضطهاد كغيرهم من الشعوب لظلم هتلر..
    اعدلوا هو أقرب للتقوى

  2. ملاحظة أخرى : هل كان مقصودا وضع إسم “عبادي” بدون اشارة أخرى، لخلطه مع “عبادي” الأمين العام لجماعة العدل والإحسان؟؟؟؟!!!!

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M