كيف نتعامل مع الابتلاء؟!

11 أبريل 2022 01:50

هوية بريس – تسنيم راجح

حين نقرأ آيات البلاء في القرآن فإن غالبنا يفكر في بلاء مثل الفقر، المرض، الحرب، ربما الجهاد في سبيله الذي يقتل النفس أو يؤلمها، لكن مفهوم البلاء ذاته حقيقةً ذا عمق شديد الحضور في حياتنا اليومية..
البلاء الذي قد يختاره الله لنا قد يكون في أبعد الأمور عن توقعاتنا، وقد يكون حاضراً مستمراً يزعجنا ونحن نظنه العارض الذي سيزول لنعود للحالة الطبيعية في غياب أي ألم في الحياة، ولو تعاملنا معه كابتلاء يخبرنا الله بأن نتوقعه لهان جزء كبير منه في عينينا..
بلاؤك قد يكون في ابنٍ بلغ عامه الأول ومازال يستيقظ كل ساعة في الليل،
ربما في والدٍ أو والدة يظلمانك وتجتهد لتبرهم،
في انشغالٍ يجبرك على الامتناع عن صلاة التراويح،
في مرض يمنعك من السجود بين يدي الله،
في الإحسان لجارٍ سيء الخلق،
في إيجاد صحبةٍ صالحة تعينك على درب الله،
في تزكية نفسك لتنضبط وقت غضبها،
في محاولة تطبيق العلم الذي اكتسبت في دورة تربية،
في التعامل مع ابنٍ مشاغبٍ وفهم شخصيته وحاجته،
وربما في أمورٍ كثيرة تثقل على نفسك كلما مرت بك، وهي في حقيقتها اختيار الله ليبتليك، ليظهر إيمانك، لتلتجئ له سبحانه ولتذكره وتستشعر فقرك له وضعفك أمامه وأنك فعلاً كلك له..
نحن لا نختار كيف نعبد الله كما لا نختار كيف سيبتلينا سبحانه، ما هي الصعوبات التي ستوجد في طريقنا، ولماذا تختلف عما في طريق غيرنا، هذه الصعوبات والابتلاءات وما يرافقها من مسؤوليات هي امتحاننا الخاص، هي ما سنسأل عن تعاملنا معه..
هل رضينا وبحثنا عما يرضي الله عنا في إطار قدرتنا والممكن لنا؟ أم سخطنا واعترضنا وحاولنا القيام بالعبادة التي نريد والبر “النمطي” الذي نحب؟ هل اعتبرنا الابتلاء الذي هو سنة الحياة الأصلي وحدث أن مررنا فيه استثناءً سنبدأ سيرنا نحو الله بعده؟ أم فهمنا أنه جزء طبيعي من الحياة وشيء علينا توقعه منها؟
لذلك أذكر نفسي وإياكم بالتعامل مع كل ألم وكل مصيبة وكل حزن وكل ضيق وكل هم على أنه ابتلاء، على أنه الذي سيظهر إيمانكم، استعينوا بالله وسلوه العافية وسلوه الرضا، ثم بعدها يأتي التعامل مع البلاء والاجتهاد لنيل رضاه سبحانه فيه..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M