كيف وصل مقتدى الصدر إلى السعودية؟!

01 أغسطس 2017 21:10
وزير إماراتي: بن سلمان يقود تحرك خليجي "لبناء جسور" مع العراق

هوية بريس – ذ. عبد الله الشتوي
بعيدا عن السجال السياسي بين السعودية وقطر… هناك شيء يجب على أهل السنة أن يفهموه… وهو لماذا يستقبل أعلى مسؤول سعودي مرجعا من مراجع الشيعة رغم النفرة الشديدة بين الطرفين؟!
ما الذي جعل أئمة الشيعة يملكون قرارهم ويستقلون بأمرهم عن ذوي النفوذ والسلطان؟ حتى صار أهل السياسة يستنجدون بهم كل مرة؟
بعيدا عن التصويرات الكاريكاتورية التي تصور أئمة الشيعة سذجا أغبياء… فقد استطاع هؤلاء مدّ نفوذهم داخل مجتمعاتهم بسبب ”الاستقلال المالي” الذي توفره ”أموال الخمس” واستطاعوا انشاء هيكلية منتظمة لعلمائهم تنزع دائما الى الاستقلال عن السلطة السياسية بل والتحكم فيها..
مخطئ من ظن أن تلك الآلاف من قوات الحشد الشعبي تم تجييشها فقط بفتاوى حوزات النجف الداعية للتصدي لزحف “أحفاد يزيد” القادمين من الشام…
فقد ورث مقتدى الصدر من والده شبكة كبيرة من الحسينيات المرتبطة بالجمعيات الأهلية تدير أموالا ضخمة ويتكتل حولها عدد كبير من العراقيين يشكلون قوة يصعب تجاهلها سياسيا حتى وهي خارج البرلمان… مما جعل الصدر يدافع عن مكانته في العراق حتى لو اقتضى الامر رفع السلاح في وجه الامريكيين أو الحكومة التي خلفوها… بل حتى في ظل الانظمة العسكرية التي تعاقبت على حكم العراق بقيت الحوزات الشيعية تحافظ على استقلالها، حتى أن والد مقتدى الصدر حرم الانتماء لحزب البعث العراقي وأيد الثورة الايرانية مما يجعل نظام البعث يفاوضه للتراجع .. إلى أن انتهى الامر بإعدامه…
الثورة الايرانية نفسها لم تكن لتنجح في إسقاط نظام الشاه لولا الثقل الكبير الذي نزل به الخميني ومن معه من مراجع الشيعة …
أما في العالم السني فقد استمدت المؤسسات الشرعية دائما استقلاليتها من خلال نظام ”الوقف” الذي شكل موردا ماليا للمساجد والمدارس الشرعية والزوايا وغيرها… فعاش الطلبة والعلماء بأموال الوقف وفي ديار الوقف دون الحاجة لتكفف السلاطين والولاة، بل وصل الأمر الى أن تقترض الدولة أموال الوقف من هذه المؤسسات كما في عهد المماليك، ولعبت كذلك أدوارا هامة مثلا في عقد البيعة أو حتى في تأسيس الدول (السعديين مثلا) أو في حركات المقاومة للاحتلال كما في ”الهند وباكستان”…
وقد فطنت الأنظمة السياسية بعد حملات الاستعمار إلى ضرورة الحجر على هذه المؤسسات والحد من استقلاليتها مع تفكيك مؤسسة العلماء وجعلهم تابعين للسطلة السياسية، لنصل إلى أن تصبح أكبر مؤسسة شرعية في العالم الإسلامي تابعة للقصر الجمهوري في مصر!!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M