لا نريد بوحدتنا الدينية والقومية بديلا

19 يونيو 2017 14:41
لا نريد بوحدتنا الدينية والقومية بديلا

هوية بريس – ذ. إدريس كرم

“غايتنا هي فرنسة الأهالي”.

“الإسلام هو العقبة الكبرى في طريق التقارب بيننا وبين الأفارقة”.

تقديم

هذه العناوين من اختيار العلامة الشيخ محمد المكي الناصري عزز بها مقاله الافتتاحي بجريدة الوحدة المغربية عدد234/15/5/1942، المعنون بـ: “لا نريد بوحدتنا الدينية والقومية بديلا“.

يقول فضيلته (هكذا يقول المسيو أوكيست برنار أستاذ كلية الآداب بجامعة باريس، وأستاذ مدرسة العلوم السياسية، في محاضرة ألقاها يوم 25 يبراير (1927).

(وهذه) فقرات مهمة من محاضرته الصريحة:

“- إن حيادنا يمكن ويجب أن يكون بالنسبة للإسلام أمرا مناسبا، لكننا لا نذهب وراء ذلك، بل نكون خارجين من دائرتنا إذا أردنا تقوية الإسلام وتشجيعه، ويكون ذلك منا خطأ سياسيا، إنه ليس من حقنا أن ننشر العربية والإسلام عند بربر المغرب وسود السودان إذا تركوا لهجتهم وتعلموا لغة أجنبية غير العربية، أي تعلموا الفرنسية التي هي واسطة أفكارنا وحضارتنا.

– ومسألة كون أهالي شمال إفريقيا لا يبقون مسلمين مسألة لا ترتبط بنا، نعم ليس من شك في أن الإسلام هو العقبة الكبرى في طريق التقارب بيننا وبين الأفارقة، ولكن ليس من السهل دائما أن نميز بين ما هو راجع إلى الإسلام في تلك المقاومة وما هو راجع فيها إلى كره الأجانب والوطنية الناشئة.

– لا نهدم شيئا إلا إذا وجدنا ما نضعه مكانه، فبأي شيء نستبدل الإسلام؟ هل نعلم الأهالي أن الشعوب لها حق حكم نفسها بنفسها؟ وأن الثورة هي أقدس الواجبات؟ وأنهم لا يجب عليهم أن يخضعوا لا لإلاه ولا لرئيس؟ إننا إذا فعلنا ذلك نضر أنفسنا.

– إن جيراننا في إفريقيا لم يسهلوا دائما عملنا الصعب كما كنا نؤمل، ومع ذلك ففي وجه الإسلام كل الدول الأوربية متضامنة.

– ما هي الغاية القصوى التي نريد الوصول إليها في إفريقيا الشمالية؟

هل جئنا إليها فقط لنضع قليلا من النظام في إدارتها الأهلية؟ ونعطي البلاد تجهيزها اللازم وبعد ذلك ينتهي عملنا؟ وهذه البلاد كالثمرة الناضجة تسقط من الشجرة ولا يبقى لنا فيها شيء نعتمد عليه ما عدى اعتراف الأهالي لنا بالجميل على الخدمات التي قمنا بها؟

 بالعكس من كل ذلك أن غايتنا القصوى هي تأسيس فرنسا وراء البحر، حيث تخلد لغتنا وتبقى حضارتنا، وفي كلمة مختصرة: غايتنا هي فرنسة الأهالي، فهذا هو آخر هدف نقصده ونرمي إليه، ولذلك يلزم جعل الأفارقة مضطرين إلى أن يتكلموا بلغتنا، وأن يقلدونا في مناهجنا وأفكارنا، وأن يندمجوا شيئا فشيئا فينا.

– لقد احتل الرومان إفريقيا نحوا من خمسمئة سنة ولم يشرعوا في استعمارها إلا بعد مرور مئاتي عام، وقد قال كاتب استعماري: (إن تربية شخص واحد تحتاج إلى عشرين سنة أما تربية شعب كامل فلا بد له من عشرين قرنا.

إن التطور بطيء في إفريقيا، ولكنه واقع لا شك فيه، فاتركوا الوقت يعمل عمله إذ بدونه لا يتم عمل خالد)”.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. يلاحظ أنه إلى ذلك العهد لم يكن مصطلح “الإرهاب” موجودا بعد، وكان الغربيون حينها صريحين فهم يسمون الأشياء باسمائها، يقولون نحن ضد الاسلام، ولو كانوا في هذا الزمن لاستبدلوا الاسلام بلفظ “الارهاب”.
    ومما لا شك فيه: أن الوقت عمل عمله الكبير، وصار كثير من المغاربة مفرنسين، ومن يزعم بان فرنسا لم تنجح في مخططها الاستعماري الصليبي فهو واهم جدا، فانظر الى المرأة المغربية كيف صارت وانظر الى حصون الاسلام كيف تهدمت وما يأتي في قابل الايام افظع وأفظع، وان كنا نؤمن بان هذه الارض اسلامية وستظل كذلك، لكن هذا الجيل ذاهب نحو الهاوية ولعل الله يخلق جيلا اخر يكون افضل منه والله المستعان على ذلك

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M