لماذا تسعى إسبانيا إلى إعادة العلاقات “القوية” مع المغرب؟

03 فبراير 2022 12:07

هوية بريس-متابعة

تمر العلاقات المغربية الإسبانية بفتور بعد أزمة انطلقت مع استضافة مدريد بين 21 أبريل ومطلع يونيو 2021، إبراهيم غالي، زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية.

ودخل غالي إلى الأراضي الإسبانية بـ”هوية مزيفة”، حيث بررت مدريد استقباله بتلقيه العلاج من فيروس كورونا، وهو ما أغضب الرباط التي تتهمه بارتكاب “جرائم حرب”، وفي ظل قضايا مرفوعة ضده لدى المحاكم الإسبانية للتهم ذاتها.

وطيلة الفترة السابقة، سعت إسبانيا إلى إعادة العلاقات مع المغرب إلى سابق عهدها، لكن الرباط تدعو إلى مزيد من “الوضوح”، خاصة أن العلاقات بين البلدين معرضة باستمرار للتأثر السريع على وقع ملفات ذات حساسية مفرطة للجانبين، أبرزها ملف مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.

الرباط تدعو للوضوح

في 20 يناير الجاري، قال متحدث الحكومة المغربية، مصطفى بايتاس، في مؤتمر صحفي، إن “إعادة العلاقات مع إسبانيا يحتاج لكثير من الوضوح”.

وأضاف: “بخصوص إسبانيا، في خطاب (ذكرى) ثورة الملك والشعب (في أغسطس/آب الماضي)، تحدث الملك (محمد السادس) عن أهمية العلاقات الاستراتيجية بين الرباط ومدريد”.

وأردف: “قبل سنتين، تكلم الملك في خطابات أخرى، وحدد الإطار المرجعي للعلاقات الخارجية لبلدنا مع مجموعة من الدول في مبدأين رئيسيين هما الطموح والوضوح”.

وتابع قائلا: “الطموح موجود وعبرت عنه إسبانيا، لكن لكي يتعزز الطموح نحتاج إلى الكثير من الوضوح”.

جاء هذا الموقف المغربي، بعد أيام من تأكيد العاهل الإسباني فيليبي السادس، “أهمية إعادة تحديد العلاقة القائمة مع المغرب على أسس أكثر قوة ومتانة”.

وأفاد ملك إسبانيا خلال استقباله وفد من السلك الدبلوماسي المغربي المعتمد لدى مدريد : “اتفقت حكومتا بلدينا على القيام سويا بإعادة تحديد علاقة للقرن الحادي والعشرين، بناء على أسس أكثر قوة ومتانة”.

وأضاف: “الآن ينبغي على الأمتين السير معا من أجل الشروع في تجسيد هذه العلاقة بدءا من الآن”، مشددا على أن العلاقات التي تجمع بلاده مع دول المنطقة المغاربية تكتسي “طابعا استراتيجيا”.

وفي يوليو الماضي، وفي خطوة لرأب الصدع في العلاقات بين البلدين، عيّن بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، وزيرا للخارجية، بدلا من أرانتشا غونزاليس لايا، التي شكلت أحد أوجه الأزمة بين مدريد والرباط.

أزمة مستمرة

زاد من تعميق الأزمة المغربية الإسبانية، تدفق حوالي 8 آلاف مهاجر غير نظامي بين 17 و20 مايو الماضي، إلى سبتة، التي تعتبرها الرباط “ثغرا محتلا”.

ولم تكن الأزمة على خلفية استضافة غالي، الأولى من نوعها، فلطالما تضررت العلاقات بين البلدين بسبب ملف سبتة ومليلية، ففي 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020، استدعت إسبانيا سفيرة المغرب لديها، كريمة بنيعيش، بخصوص هذا الملف.

فقبلها بثلاثة أيام، تحدث رئيس الحكومة المغربية السابق سعد الدين العثماني، في تصريح متلفز، عن “إمكانية فتح الملف (سبتة ومليلية) في يوم ما”.

وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية، أن الخارجية الإسبانية، استدعت سفيرة الرباط، و”أخبرتها أن الحكومة تتوقع من جميع شركائها احترام سيادة ووحدة أراضي إسبانيا”.

وطلبت الخارجية الإسبانية، من بنيعيش تقديم توضيحات بخصوص تصريحات العثماني، فيما جددت السفيرة موقف الرباط الثابت من قضية المدينتين.

عوامل تحسين العلاقات

وفق سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “سيدي محمد بن عبد الله”، فإن “هناك عوامل كثيرة تدفع إسبانيا لتحسين علاقاتها مع المغرب وجعل العلاقات قوية كما كانت في السابق”.

وقال الصديقي للأناضول، إن “هذه العوامل يمكن إجمالها في محددين كبيرين، أولهما المحدد الاقتصادي بمختلف أبعاده سواء في مجال الاستثمار والتبادل التجاري والصيد البحري، حيث أن المغرب وإسبانيا يظلان بلدان قويان على صعيد ضفتي المتوسط”.

وأضاف أن “المحدد الثاني أمني، ويضم عناصر متنوعة على رأسها أمن الحدود وتهديد الإرهاب العابر للدول والهجرة غير النظامية، وإن كانت هذه الأخيرة في الأصل قضية إنسانية واجتماعية واقتصادية تحتاج حلا بعيدا عن تغليب الجانب الأمني”.

واعتبر أن “البعد الأمني لا يقل أهمية عن البعد الاقتصادي لأن الإسبان لن يشعروا بالأمن وحدودهم مشكوك في أمرها، لأن المغرب يظل عامل استقرار ويظل عاملا أساسيا في حماية أمن أوروبا وخاصة دول جنوب المتوسط”.

وشدد على أن “إسبانيا لن تنام مرتاحة البال إذا كانت حدودهم الجنوبية مشكوك في أمنها”.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. مما زاد من تعميق الأزمة هو أن إسبانيا تارة تبدي رغبتها في تحسين العلاقات الثنائية مع المغرب لكن سرعان ما تعتبر ذالك تنازلا مذلا من طرقها فتقوم مثلا بتوشيح وزيرة الخارجية باعظم وسام فتزيد الطينة بلة.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M