لماذا ركزت منابر إعلامية على سِيقان البلجيكيات ولم تركز على الأعمال الكبيرة التي يقوم بها فاعلون مغاربة في المجال التطوعي (صور)

07 أغسطس 2019 14:12

هوية بريس – عابد عبد المنعم

هذا سؤال طرحه غير واحد من المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، فالأعمال التطوعية التي تعرفها منطقة تارودانت وغيرها من المناطق الأخرى كثيرة جدا، ولم يتطرق منبر من المنابر التي تهجمت بشكل فج ومثير على “علي العسري”، عضو فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، حين أثار سؤالا حول لباس السائحات البلجيكيات المتطوعات “لتبليط مقطع صغير في مسلك بدوار بإقليم تارودانت وهن بشكل جماعي، كأنه متفق عليه، بلباس يشبه لباس البحر”، لم تتطرق لما تم إنجازه من طرف أبناء المنطقة ولا من المحسنين من تعبيد للطرق وغير ذلك.

فبات الشغل الشاغل لبعض المنابر هو السائحات الحسناوات وأردافهن وأفخاذهن وأعمارهن.. ولم يعيروا أي اهتمام للمخاطر التي تتهددهن، ولا للنقاش الحقيقي الذي يجب أن يثار، ما يجعل المتابع يتساءل: لماذا كل هذه الضجة جراء قيام سائحات أجنبيات بأعمال تطوعية صغيرة، والإعراض شبه التام عما يبذله المخلصون من أبناء المنطقة والمحسنون في المغرب كله.

فالأمر إذا لا علاقة له بالتطوع وإعطاء الدروس للمنتخبين السياسيين، وإنما بأمور أخرى نعلمها جميعا.

ولو كان همّ بعض المنابر هو التعريف بالأعمال التطوعية والمبادرات التي يقوم بها فاعلون لرفع المعاناة والهشاشة عن كثير من الدواوير النائية، لعرّفوا بالعديد من الأنشطة التي تقوم بها جمعيات المجتمع المدني في هذا الباب.

فقبل أيام فقط قامت جمعية “النور تما إعطارن للثقافة والتنمية الاجتماعية” بجماعة إمسوان شمال أكادير بتبليط الطريق الرابطة بين المقبرة الكبيرة ودوار تما إعطارن، وأعلنت الجمعية أنه في الخامس من غشت 2019 تم “بفضل الله ثم بفضل المحسنين الذين قابلوا هذه المبادرة بكل عطاء وسرور.. تم الانتهاء من تبليط الطريق”.

لكن مثل هاته الأعمال لا يُلتفت إليها ولا تجذب المتابعين ولا تخلق “البوز”.. لذلك لا تتم تغطيتها، أما السائحات البلجيكيات، فسواء جئن إلى تارودانت، أو إلى مسجد الدار البيضاء بلباس البحر، فالإعلام الرخيص يلهث وراءهن، وويل ثم ويل لمن انتقد سلوكهن أو علق عليهن.

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M