لماذا يحارب العلمانيون الاسلام؟؟!!

20 نوفمبر 2016 22:27
لماذا يحارب العلمانيون الاسلام؟؟!!

هوية بريس – رضوان نافع

لا يخفى على أحد الحرب الضروس التي تخوضها الفصائل العلمانية تخوضها بالأساس ضد الحركات الإسلامية، وخاصة منها التي تنافسها في المجال السياسي، أو تساند من ينافسها سياسيا، وقد أصبح واضحا للعيان أن العلمانيين يريدون إزاحة الإسلاميين الذين أصبحت لهم شعبية كبيرة، وتجربة سياسية مهمة من طريقهم بأي وسيلة.

ولما كانت الوسائل الشريفة لا تجدي، نظرا للمصداقية التي أصبحت تحظى بها هذه التيارات الإسلامية السياسية؛ فقد لجأت الفصائل العلمانية إلى وسائل دنيئة لإسقاط خصومهم.

فحشدوا كل ما يفيدهم في شن حملة تشويهية لشيطنة هذه التيارات، وجندوا لذلك ترسانة إعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة وإلكترونية؛ يعمل بها مجندون قد باعوا شرفهم قبل مهنيتهم مقابل المال، لا يألون جهدا في تأليف الأكاذيب، وترويج البهتان لتشويه الإسلاميين وإرضاء مستخدميهم.

والأخطر من هذا كله أن العلمانيين استطاعوا تسخير مؤسسات الدولة الحساسة كالأجهزة الأمنية والاستخباراتية في التضييق على خصومهم الإسلاميين، وتلفيق كل ما يسهم في تشويههم وشيطنتهم.

والهدف الأساس من هذه الحملة الشعواء إيصال رسائل إلى الجماهير وإلى ملك البلاد لخلق القطيعة بين الاسلاميين وبين رأس الهرم من جهة، وبينهم وبين قاعدته الشعبية من جهة ثانية، فيؤول الأمر إلى إزاحتهم تماما من المشهد السياسي.

  فالتنافس السياسي مبني على التوجه للجماهير وكسب ثقتها، ولعلم هذه التيارات العلمانية بشعبية التيارات الاسلامية، سعوا إلى الحيلولة بين الجماهير وهذه التيارات بكل أنواع المكر والتضييق.

فروجوا كما أسلفت للأكاذيب والتهم المعلبة؛ لتأليب الجماهير على خصومهم، وكذلك روجوا لما يثير القطيعة بينهم وبين ملك البلاد، واستثمروا الهاجس الأمني أخبث استثمار، بل ذهبوا إلى أبعد من هذا، فسعوا إلى استعداء القوى الأجنبية على التيارات والحركات الاسلامية، وفتحوا المجال أمام هذه القوى للهيمنة على البلد ومقدراته، كل ذلك تحت مسمى مواجهة التيارات الإسلامية، وهذا ليس غريبا فالعلمانيون يعتبرون الغرب أقرب إليهم مودة وأنفع من هذه التيارات.

 حينما تسمع أمينا عاما لحزب علماني حديث النشاة يقول: “جئنا لمواجهة أو محاربة الإسلاميين” يظهر لك بجلاء إلى أي مدى وصلت همجية الفكر العلماني الذي يدعي الديموقراطية ويتبجح بمبادئ التسامح والتعايش؛ إنه الفكر الاستئصالي البرغماتي الذي يدور مع مصلحته، ولو كانت في التنكر للمبادئ التي ينادي بها.

الخطير في مواجهة العلمانيين للتيارات الاسلامية هو هذا التطور في المواجهة حتى أصبحوا في مواجهة مباشرة للإسلام نفسه، وهذا مأزق كبير دخله العلمانيون بغير روية.

فتعرضوا في تصريحاتهم ومنابرهم الإعلامية، للشريعة الإسلامية ولمقدسات المسلمين ورموزهم، طامعين في ضرب المرجعية الإسلامية لإسقاط الاسلام السياسي.

وهذا بعد خطير في العقلية العلمانية البرغماتية التي لم تهتم لدين المغاربة، ولم توقر شريعة رب العالمين لا لشيء إلا لأن ذلك ينفع في إسقاط خصومهم وإزاحتهم من المشهد السياسي.

لقد وجه العلمانيون طعونا مباشرة إلى رموز الإسلام ابتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة، وانتهاء بأئمة المسلمين وعلمائهم، وألقوا شبها باردة حول المعلوم من دين الاسلام بالضرورة مما تلقفوه من النصارى ومن كل حاقد اتخذ الإسلام غرضا لسهامه المسمومة.

ومع هذا كله تجدهم يدغدغون مشاعر المغاربة بأنهم ليسوا ضد الدين، وإنما هم ضد القراءات الخاطئة للدين، وهذه الدعوى في حد ذاتها تسفيه للأمة. فهل هذه المسلمات والقراءات للدين التي أجمعت عليها الأمة خاطئة؟؟ وهل كانت الأمة على ضلال هذه القرن كلها حتى جاء العلمانيون الذين لا علاقة لهم بعلوم الشريعة فأخرجوا لنا القراءة الصحيحة لديننا؟؟ إنه الضحك على الذقون!!

 المغربي العاقل يعرف مدى صحة قراءتكم للدين لما ينظر إلى علمائكم الذين أخرجوا لنا هذه القراءة. وحينما تستضيفون العلماني الملحد (القمني)، وتنظم له الندوات، ويبجل ويقدم للشعب المغربي على أنه مفكر كبير؛ يعلم المغربي العاقل نوع القراءة والفكر الذي تسوقونه.

 إن سيطرة التيارات العلمانية على الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرقابية والمؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية، جعلهم في أريحية تامة ويقين كامل في الإفلات من كل محاسبة أو تبعات لهذا العبث الشنيع بدين المغاربة ورموزهم. ولم يبق في مواجهتهم إلا منابر وأقلام شريفة تعي خطورة هذه الحملة العلمانية التي نراها وضعت لها سقفا خطيرا يؤول إلى استنساخ التجربة التونسية في زمن العلماني الهالك بورقيبة.

وهذه المنابر الشريفة أصبحت بدورها مستهدفة من هذه التيارات وهذا شيء طبيعي، ويصورون للشعب المغربي أن هذه المنابر والأقلام تابعة للتيارات السياسية الإسلامية، وأن غرضها من الرد على العلمانيين إنما هو نصرة حزبها السياسي. وهذه مغالطة كبيرة وتحوير للواقع؛ فهذه الأقلام والمنابر إنما تحركها الحمية لدين الله ومقدسات المسلمين؛ التي يعبث بها هؤلاء، ويوظفونها أخبث توظيف في حملتهم الاستئصالية لخصومهم.

 العلمانيون اليوم يريدون صياغة دين جديد (علماني)، ويريدون للمغاربة أن يدينوا به، ويحاكموا الناس على ضوئه، وكل من خالفه فهو ظلامي ورجعي، وتهمة الداعشية والإرهاب جاهزة لألصاقها به في أي وقت، وقد يقدمون لذلك بصناعة بعض الأحداث.

وتجدر الإشارة إلى أن استراتيجية العلمانيين في حربهم على الشريعة الإسلامية لم تختلف عنها في حربهم على التيارات الاسلامية السياسية، فقد طفحت موادهم الإعلامية وتصريحاتهم العفنة بالكذب والبهتان والخيانات العلمية، والتدليس والبتر ونحل الأقوال على من لم يتفوه بها، واتهام أئمة الإسلام بأشنع التهم، وهذا لا نستغربه منهم لكن الذي نستغربه رواج كل هذا على المغاربة وقبول الكثيرين منهم له، وزعزعة عقيدتهم في ثوابتهم الدينية التي عاشوا عليها.

كما أشير إلى شيء كررته في مقالاتي السابقة لأهميته، وهو أن العلمانيين المغاربة على خطى علمانيي مصر الذين يسبقونهم بخطوات فخطتهم واحدة وخطواتهم واحدة، وهذا يعطي تصورا للمغاربة عن مآلات الفكر العلماني.

وتتقاطع هذه الحملة العلمانية مع الحملة الغربية على الاسلام؛ لذلك نجد قنوات التواصل مفتوحة على الدوام بين الكيانات العلمانية في بلادنا، وبين إخوانهم في الكيان الصهيوني، وفي أمريكا وأوروبا؛ ويتلقون منهم دعما ماديا ومعنويا.

 ولا شك أن الغرب هو من صنع هؤلاء وصاغ عقولهم، وسيوظفهم لبسط الهيمنة على البلد، وتدجين الشعب للقبول بذلك.

فهو احتلال حديث بآليات جديدة.

أيها المغربي المسلم إن حرب الأفكار المعلن منها وغير المعلن التي يشنها الغرب وأذنابه العلمانيون؛ إنما الغرض منها أن تجعلك عجينا؛ يقبل أن يوضع في قوالب صنعها له أعداء دينه في الخارج؛ عملوا بدأب على صياغتها وتطويرها مرارا، مراعين في ذلك مظاهر القوة والضعف والوحدة والفرقة في الأمة.

فهذه الحرب الفكرية الموجهة إلى ثوابت الدين الإسلامي ومسلماته اتخذت أشكالا من المكر والخداع الفكري، وقد قدموا لها منذ سنوات بخطوات مدروسة ومحسوبة، لتجهيل الأمة وسلخ هويتها الإسلامية، وذلك عن طريق التغريب الإعلامي، وإفراغ مناهج التعليم من كل مقومات البناء الفعال للشخصية المسلمة، بل استغل التعليم لتخريج أفواج من الشباب المستغرب مهزوز الهوية، والمغيب عن قضايا أمته، وكل ذلك توصل إليه الغرب عن طريق هذه التيارات العلمانية، فهي آلياته في حربه الناعمة على الأمة.

 أيها المغربي المسلم أصبح لزاما عليك إدراك خطورة الفكر العلماني وترسيخه في المجتمع، فهو ذريعة لتنفيذ مخطط قديم حديث للهيمنة على بلاد المسلمين.

فالغرب يدرك تماما أن عزل المسلمين عن دينهم يجعلهم لقمة سائغة.

فأفق أخي المغربي المسلم وكن على بصيرة مما يحاك لك.

آخر اﻷخبار
28 تعليق
  1. العلمانية رحمة لعدة اسباب منها : العالم الاسلامي يعيش غوغاء في المجل الديني فلو ا رجعنا لتطبيق احكام الشريعة لوقعت حروب بين الحركات الاسلامية نفسها والفقه الاسلامي كما هو هسطر في كتب الفقه منذ قزون لا يغطي كل المستجدات التي نزلت خلال القرون الاخيرة فبماذا يحكم قاضي على قاتل مسلم قتل كافرا او عبدا وعند البعض انثى راجع شروط تنفيذ القصاص وهناك دول تطحنها الطاءفية اليست العلمانية هي الحل وكاتب القال يتساءل هل كانت الامة في ضلال الى ان جاء العلمانيون نعم كانت والدليل خضوعها للاستعمار والتقسيم ولا زالت

  2. بل الاسلام صالح لكل زمان ومكان و المستجدات لها فقهها و ضوابطها العامة و لو حكم حكامنا بالشريعة لوجدوا فيها ما يغطي كل احوال الناس و ما جد فللحاكم ان يرجع فيه الى كبار العلماء او هيئات شرعية ياخذ بفتواها ويمضيها على الناس .
    ففتوى اهل العلم في النوازل هي من الشرع لامر الله بالرجوع الى العلماء و لكونهم يعرضون النوازل على قواعد الشريعة و مقاصدها .
    و اما العلمانية فهي زبالة العقل الغربي وهي عذاب و فتنة وليست رحمة كما تزعم و ما أدخلت الى بلاد المسلمين الا لتكريس تبعيتهم للغرب و سلخ هوية الشعوب .

  3. و أما قولك كانت الامة في ضلال لكون المستعمر دخل بلاد المسلمين فهذا سفه و تعليل غبي و جهل مضقع .و ماذا تقول في القرون الطويلة التي بسطت فيها دولة الاسلام يدها على معضم بقاع العالم ؟؟.
    و لتفهم انما ضعفت الامة و دخلها المستعمر لما ابتعدت عن دينها ووجد فيها امثالك ممن انسلخوا من هويتهم و ذلوا للغرب الكافر

  4. عذركم معكم لانكم لم تتطلعوا على الفقه الاسلامي والنقص الذي يعتريه لوقف باب الاجتهاد منذ قرون واذا كان الغرب الكافر العلماني فلماذا يهاجر اليه المضطهدون ولا يهاجرون الى ارض المسلمين الغنية اما الرجوع للعلماء في فقه النوازل فماذا شرعوا فيما يتعلق بالشركة وقانون البحار وووو على فقه تتكلم وفيه خلاف هل العبد اذا باعه سيده وهو محرم هل بيعه جاءز ورايي ان تراثنا كقميص لبسناه زمنا ما بعدها لم يعد على قياسنا فرميه فتنة واصلاحه فتنة فدعه للايام

  5. منذ اواخر العصر العباسي وامتنا في انحدار اذ اغلق باب الاجتهاد وتقلص الفكر خاصة ايام الا تراك وطغى اجترار الماضي كما هو حالنا اليوم فالفوا الحواشي وعشنا تخلفا ما وراءه تخلف حتى جاء الغرب وقسمنا على مقاسه اليس هذا هو الضلال بعينه ولتعلم ان الاسلام فيه الجانب العقءدي الذي تمثله اركان الايمان والجانب الشريعي اي احكام المعاملات والتي لم نجتهد فيها منذ قرون ونريد طرحها على الواقع دون ان ننفض عليها غبار قرون مضت وكلما حاول مسلم مساهمة جادة تكفرونه وتسبوه والسب في الحوار عنوان جهل

  6. التجديد تصحيح ما ورد في تراثنا الاسلامي واجب شرعي اليك امثلة : في التفسير يكتبون ان الشمس تطلع من مكان فيه جليد وتغرب مكان فيه طين والمسلم اليوم يصوم رمضان ويغض الطرف حتى على زوجته فكيف اصدق حديثا جاء عند مسلم عن عاءشة (ض) 🙁 كان رسول الله يقبلنا ويضاجعنا وهو صاءم وكان يتحكم في ايره ) اما عند البخاري فقالت : ( كان يقبلنا وهو صاءم وضحكت ) وفي احكام الفقه كيف نقبل اليوم ان اهل المقتول اذا قبلوا بالدية على قبيلة القاتل اداؤها اذ كانوا قديما يحصنون انفسهم من الثار تحقق مما قلت قبل الاتهام بالغباوة والانسياق للغرب عيبنا فينا ويكفي اننا اصبحنا كالاجرب

  7. رايت فيديوا في هذا الموقع به شيخ يضع طربوشا احمر وهو يتكلم بتشنج ويمنع ايا كان ان يطعن في صحيح البخاري حتى يكون متمكنا من مصطلح الحديث ويعرف المتصل ووووواكثر المصطلحات ليبقى فهم الدين حكرا عليه وعلى امثاله يا شيخ انا اعرف ان كلما وجد بصحيح البخاري فهو صحيح لان البخاري راعى شروط السند والمتن واضاف على مسلم شرط اللقاء ولذلك وصفتم كتابه باصح كتاب بعد كتاب الله فالسؤال هو هل في هذا الكتاب احاديث مكذوبة ام لا اما كذبها القران او الزمن او لمسها بسمعة الرسول (ص) والمقام لا يتسع لذكر بعض منها

  8. كل ما قلته اجترار و سفسطة جوابها ببساطة ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان و قد حكمه المسلمون وعاشوا به اعزة وأقاموا به اكبر الدول التي شهدها التاريخ و ازدهر اهله وكانوا قدوة وقبلة لمن تتبجح اليوم بتطورهم المزعوم بل صناعاتهم و تطورهم ما هو الا فرع لما بدأه المسلمون ووضعوا اساسه من الصناعات والعلوم ..
    و اما كلامك عن صحيح البخاري فجوابه في مقالاتي السابقة ومقالات باقي الاساتذة والمشايخ من ذوي الاختصاص و اقول الاختصاص الذي تريدون التحرر منه إذا اردتم العبث بتراث الامة و دينها و تلزمون الناس به في حياتكم الدنيوية .
    عموما العقل العلماني وخاصة الملحد منه لا عبرة به في نقد التراث و لا في كل ما يتعلق بالدين والشرع .
    فهم أفراخ الغرب يريدون تدجين المسلمين و ترسيخ تبعيتهم لأعدائهم .

  9. يقول كولن ولسون في (سقوط الحضارة) : “أنظر إلى حضارتنا نظري إلى شيء رخيص تافه، باعتبار أﻧﻬا تُمثل انحطاط جميع المقاييس العقلية.”
    و يقول المؤرخ أرنولد توينبي: “إن الحضارة الغربية مصابة بالخواء الروحي الذي يُحوّل الإنسان إلى قزم مشوّه يفتقد عناصر الوجود الإنساني، فيعيش الحد الأدنى من حياته، وهو حد وجوده المادي فحسب، والذي يُحول اﻟﻤﺠتمع إلى قطيع يركض بلا هدف، ويُحول حياته إلى جحيم مشوب بالقلق والحيرة والتمزق النفسي”.

  10. ويقول روجر تري في كتابه (جنون الاقتصاد) :” يعرف الأمريكيون أن هناك خطأ ما في أمريكا، ولكنهم لا يعرفون ما هو، ولا يعرفون لماذا ذاك الخطأ، والأهمّ من كل ذلك فهم لا يعرفون كيف يصلحون ذلك الخطأ..وكل ما بإمكاﻧﻬم هو الإشارة إلى أعراض المرض فقط…وفي الحقيقة فإن بعض ما يسمّى حلولا يزيد الطين بّلة، ذلك إن تلك الحلول تحاول أن تغير نتائج النظام دون تغيير النظام الذي أفرز تلك النتائج.
    ويقول الكاتب والسياسي الفرنسي أندري مالرو Malraux André (ت 1976 م): “حضارتنا هي الأولى في التاريخ التي تجيب على سؤال: ما معنى الحياة؟ بلا أدري”.

  11. إن خلاص الإنسان الغربي، وخلاص العالم بأسره، يكمن في التخلص من العقيدة العلمانية، وأخذ عقيدة تحل عقدة الإنسان الكبرى حلا يقنع العقل ويوافق الفطرة فيملأ القلب طمأنينة وسكينة.

  12. بالنسبة للشبهة التي طرحت فمن كان التقبيل ونحوه لا يحرك شهوته؛ لكونه يملك إربه، أو لكونه شديد الضعف لمرض أو كبر سن – فله أن يقبل زوجته ويباشرها بما دون الجماع، وهذه الحالة هي التي يحمل عليها ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم، وكان أملككم لإربه رواه البخاري ومسلم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يملك شهوته ولا يخشى أن يفضي ذلك منه إلى جماع وإنزال، فجاز التقبيل ونحوه من مقدمات الجماع، وجاز لمن كان في حكمه من أمته، وقد روى أبو داود عن أبي هريرة : أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم فرخص له، وأتاه آخر فسأله فنهاه؛ فإذا الذي رخص له شيخ، وإذا الذي نهاه شاب .

  13. يقول أبو حامد الغزالي: «اعلم أن العلم في قسمين: أحدهما شرعي، والآخر عقلي، وأكثر العلوم الشرعية عقلية عند عالمها، وأكثر العلوم العقلية شرعية عند عارفها، قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (40) سورة النــور.
    فالعلوم الشرعية أكثرها عقلي؛لأنه لابد فيها من استعمال طلاقة العقل، وكذلك أكثر العلوم العقلية شرعي عند التحقيق؛ لأنه لابد من مراعاة قيد الشرع، والجمود والتقليد لا يكونان فقط بالكف عن استعمال العقل، وإنما يكونان أيضًا بالفصل بين ما هو شرعي وما هو عقلي، والاستغناء بأحدهما عن الآخر؛ فعدم استعمال العقل في الشرعي جمود وتحجر، وكذلك عدم الاهتداء بالشرع في العلوم العقلية جمود وتحجر؛ لأن الحق الواصل عن طريق الوحي لا يتعارض مع الحق الواصل عن طريق العقل الصحيح بالبحث والنظر».

  14. النظر في النوازل والمستجدات فرض على علماء الامة المؤهلين لذلك و الناظر في نازلة من النوازل متى أراد دراستها والتوصل إلى حكمها سلك منهجا علميا رصينا ينبني على التصور، ثم التكييف، ثم التطبيق وليس كما تكلمت انت بسطحية علمانية تنم عن الجهل بعلوم الشريعة وعمقها

  15. المدرك الأول: التصور:
    إن تصور الشيء تصورًا صحيحًا أمر لا بدّ منه لمن أراد أن يحكم عليه، وكما يقال: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فتصور النازلة مقدمة لا مناص عنها ولا مفر منها لمن أراد الاجتهاد في استخراج حكمها.
    إن الإقدام على الحكم في النوازل دون تصورها يعد قاصمة من القواصم، وهذا باب واضح لا إشكال فيه، والباب الذي يأتي من جهته الخلل والزلل إنما هو القصور والتقصير في فهم النازلة وتصورها، وليس في تحصيل أصل التصور.

    وتصور النازلة وفهمها فهمًا صحيحًا قد يتطلب:
    • استقراء نظريًا وعلميًا.
    • وقد يفتقر إلى إجراء استبانة، أو جولة ميدانية، أو مقابلات شخصية.
    • وربما احتاج الأمر إلى معايشة ومعاشرة.
    • وربما كان سؤال أهل الشأن والاختصاص كافيًا؛ كمراجعة أهل الطب في النوازل الطبية، وأصحاب التجارة والأموال في والمعاملات المالية وهكذا.

  16. المدرك الثاني: التكييف:
    يمكن تعريف التكييف بأنه: تصنيف المسألة تحت ما يناسبها من النظر الفقهي, أو يقال: هو رد المسألة إلى أصل من الأصول الشرعية.
    وتكييف النازلة متوقف على تحصيل أمرين:
    أمر خاص يتعلق بخصوص النازلة، وأمر عام.
    أما الأمر الأول: فهو أن يحصل للناظر الفهم الصحيح والتصور التام للمسألة النازلة. وهذا ما مضى بيانه في المدرك السابق.
    والأمر الثاني: وهو أن يكون لدى الناظر المعرفة التامة بأحكام الشريعة وقواعدها، وهذا إنما يتأتى لمن استجمع شروط الاجتهاد، من الإحاطة بالنصوص ومعرفة مواقع الاجتماع والاختلاف، والعلم بدلالات الألفاظ وطرق الاستنباط، بحيث تكون لديه القدرة على استنباط الأحكام من مظانها.

  17. المدرك الثالث: التطبيق:
    تطبيق الحكم على النازلة يُراد به: تنزيل الحكم الشرعي على المسائل النازلة.
    ذلك أن تصور النازلة وفهمها فهمًا صحيحًا، ثم تكييفها من الناحية الفقهية، كفيلان بمعرفة حكم النازلة المناسب لها، وهذا هو النظر الجزئي الخاص، أما تنزيل هذا الحكم على النازلة فهو أمر آخر؛ إذ يحتاج ذلك إلى نظر كلي عام. ومن القواعد المقررة شرعًا وعقلاً وعرفًا في تطبيق الأحكام الخاصة على محالّها: أن ينسجم هذا التطبيق مع المصالح العليا؛ بحيث لا يفضي تحصيل المصلحة الجزئية إلى تفويت مصلحة عظمى.
    ومن الأمثلة على ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك هدم الكعبة وبناءها على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقتل رأس المنافقين، مع ما فيه من المصلحة الظاهرة التي يدل عليها النظر الخاص، وذلك مراعاة للمصلحة العليا.

  18. قواعد معروفة عند المختصين واستعملها الفقهاء في القرون الاولى قبل ظهور اصول الفقه كعلم مستقل واثروا الترسانة الفقهية المناسبة لعصرهم فلما كان الرق اصلوا له فهل يجوز للعبد ان يحج دون اذن سيده واذا باعه وهو محرم اهو بيع جاءز واصلوا للسبايا فانا اريدمعرفة انتاج شيوخ عصرنا واعطيك مثلا : العقوبات حدود وتعازير فاذا الحدود فالباقي تعزير فقديما كان القاضي يحكم بما يراه مناسبا وكان القضاة قلة اما اليوم لكثرة المحاكم فكيف نفصل التعزير لتكون الاحكام متقاربة والملاحظ انه كلما طرحت اشكالية الا وتهرب منها السلفيون ورجعوا الى استظهار القواعد

    1. اراك تدندن كثيرا حول الرق و أحكامه و كأنك تجعل ذلك من مثالب الاسلام و العاقل يعلم ان ذلك من محاسن الاسلام فزيادة على ما نص عليه الاسلام من حسن المعاملة للرقيق فإنه وضع أحكاما تؤول الى اختفاء الرق تدريجيا. فالاسلام وجد واقعا فيه الرق فسن تشريعات من الكفارات و غيرها و ندب الى العتق ورتب عليه اجورا عظيمة تؤول كما قلت اختفاء الرق.

  19. ذكرت اننا منبهرون من الغرب فؤاكد لك بنعم ولا نعم نظرا لما وصلوا اليه ولا لظواهر لا تناسبنا كزواج المثليين وذكرت انهم نقلوا عنا نعم نقلوا ولكن ماذا نقلوا نقلوا فلسفة ابن رشد الذي اوشى به (فقهاء) عصره لدى السلطان واتهموه بالكفر ونقلوا عن ابن خلدون والذي فهم طينتنا وسنة التاريخ ان الحضارات يداولها الله بين الامم فحضارتنا دامت حوالي 6 قرون بعدها شرعنا في الانحطاط

    1. الغرب نقل علوم المسلمين التجريبية و النظرية ولم ينقل فلسفة ابن رشد فحسب .فالنقل عن ابن رسد وامثاله انما كان لاغراض خبيثة لا تخفى على ذي لب .

  20. رضوان المناقشة معك مفيدة وفسرت لي حديث القبيل وهذا تيسير في ديننا لكن سكت عن حديث الامارة والعنزة التي اكلت الاية

    1. حديث الداجن أو الماعز الذي التي أكلت الصحيفة التي فيها اية الرضاع رواه الامام مالك رحمه و مسلم من طريقه و : ( كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ، ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ ) و هذا اللفظ هو المحفوظ من طريق مالك ويحيى بن سعيد الانصاري عن عبد الله بن ابي بكر و وردت زيادة بلفظ ( فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ دَخَلَ دَاجِنٌ فَأَكَلَهَا ) من طريق محمد ابن اسحاق رواها الامام احمد وابن ماجة ، و ان سلمنا بتوثيق ابن اسحاق فهذه الزيادة شاذة لمخالفة ابن اسحاق لمن هو أوثق منه ،فكيف اذا قلنا بأن ابن اسحاق قد تكلم فيه .

    2. و( فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ دَخَلَ دَاجِنٌ فَأَكَلَهَا )
      ان تنزلنا و قلنا بان هذه الزيادة مقبولة فلا شبهة فيها لان المقصود أن هذه الآية كان قد استقر عند الصحابة أنها منسوخة تلاوة فإخبار عائشة ان الداجن أكلها هو فقط لتأكيد النسخ اي انها كانت قد نزلت و كتبت ثم نسخت ولولا ان الداجن اكل الصحيفة لاظهرتها لهم .
      ثم ليعلم ان اكثر من صهحابي كان يكتب القران فما كان عند عاىشة كان عند غيرها فلو لم تنسخ الاية لاثبتها الصحابة في المصحف .

  21. القواعد التي استظهرتها وللازمة للاجتهاد عمل بها الفقهاء الاواءل قبل ظهور اصول الفقه كعلم مستقل والاصول كالنحو اللغة سبقت النحو والفقهاء في القرون الاولى اثروا الاحكام فافتوا لكل ما يهم عصرهم فاصلوا للرق وهل يجوز للعبد ان يحج دون اذن سيده وفي السبايا من قبيل اذا كانت السبية حاملا ايجوز لسابيها وطؤها انا اسال عن اجتهادات عصرنا فشيوخنا لم يفصلوا حتى احكام العقوبات اذ لا التعازير معممة فالقاضي كان قديما يحكم بما يراه وكانوا قلة وفي المدن العتيقة بغداد دمشق الخ اما اليوم ومع كثرة المحاكم فماذا نفعل لجعل الاحكام متقاربة ما ذكرته كان في العقوبات فقط

    1. ان تستشكل هنا ما ليس مشكلا
      التعزير للامام أن يضبطه او يعممه ان رأى المصلحة في ذلك و معلوم ان الاحكام الوضعية اليوم تجعل للقاضي ثلاحيات كبيرة في تنزيل القانون و اختيار الانسب من العقوبات فلماذا لم تستشكل ذلك ؟؟

  22. شكرا رضوان اتمنى لك الصحة والعافية والى اللقاء في موضوع اخر واتمنى ان يكون حول ما يسمى بالابناك الاسلامية

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M