لوموند: ابن زايد فشل في قطر واليمن واستعمل ابن سلمان لتحقيق أهدافه

12 مايو 2020 09:46
هاجمت مجلة فوربس الأمريكية ولي عهد أبوظبي محمّد بن زايد آل نهيان، ووصفته بـ "ديكتاتور استخدم موارد بلاده المالية والعسكرية للقضاء على الميول الديمقراطية في المنطقة تحت ذريعة محاربة التطرف الإسلامي". جاء ذلك في مقال لوليام هارتونغ، مدير برنامج الأسلحة والأمن بمركز السياسة الدولية بالولايات المتحدة، نشرته المجلة على موقعها الإلكتروني، أمس الخميس. وتطرق الكاتب في المقال للدور الذي يلعبه بن زايد وبلاده في المنطقة وتورطهم في دعم ميليشيات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا ضد حكومة معترف بها دوليًا، فضلًا عن ضلوع بلاده في الهجمات التي ترقى إلى جرائم حرب في اليمن. وقال هارتونغ إن محمد بن زايد كان إلى الآن جزءًا من المشكلة التي يواجها الشرق الأوسط، وليس جزءا من الحل؛ وهو في النهاية دكتاتور استخدم موارد بلاده العسكرية والمالية للقضاء على الميول الديمقراطية في المنطقة، تحت ذريعة محاربة التطرف الإسلامي. وداخليًا، يضيف هارتونغ، يدير محمد بن زايد دولة "لا تحتمل معارضة سواء بالكلمة أو بالفعل، وتقوم بسجن نقادها وتتجسس على مواطني الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات ودول أخرى". ولفت إلى شهادة منظمة "هيومن رايتس ووتش" بسوابق الإمارات التي تظهر انها دولة "تعتقل بشكل عشوائي وفي بعض الحالات مسؤولة عن الاختفاء القسري للأفراد الذين ينتقدون السلطات". وذكر الكاتب الأمريكي في المقال أن الإمارات مازال لديها علاقات وثيقة مع ميليشيات ومجموعات انفصالية ضالعة في عمليات تعذيب وقتل المدنيين في اليمن، وساعدت في دفع البلاد إلى حافة المجاعة. ونوه ايضًا إلى أن حكومة بن زايد سلحت ودعمت قوات الجنرال خليفة حفتر في ليبيا ضد حكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة في انتهاك مباشر لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة وبحسب الكاتب، فان المغامرة العسكرية للإمارات أفادت كثيرا الولايات المتحدة التي قال إنها قدمت لأبوظبي أسلحة بقيمة أكثر من 27 مليار دولار على مدار العقد الماضي، تشمل طائرات مقاتلة من طراز F-16 ومروحيات أباتشي الهجومية فضلا عن آلاف العربات المدرعة وعشرات الآلاف القنابل والصواريخ. ورأى هارتونغ أن من الأسباب التي دفعت إلى اجتياز الإمارات قدرا كبيرا من الانتقادات امتلاكها واحدة من أقوى جماعات الضغط في واشنطن، بحسب ما وثقت مبادرة الشفافية في التأثيرات الأجنبية، في مركز السياسة الدولية، في تقرير لها أكتوبر / تشرين الاول 2019. وأشار أن الإمارات في 2018 لوحده، أنفقت اكثر من 20 مليون دولار على 20 من شركات الضغط التي عملت على أكثر من 3 آلاف نشاط متعلق بأنشطة الضغط، من بينها ترتيب اجتماعات مع أعضاء في الكونفرس والإعلام ومراكز الأبحاث المؤثرة. كما لفت أن الشركات التي وظفتها الإمارات دفعت اكثر من 600 ألف دولار على شكل مساهمات سياسية.

هوية بريس-متابعة

في بورتريه مطول تحت عنوان: “بن زايد .. رجل الإمارات الذي تحول إلى الرجل القوي في الخليج” توقفت صحيفة لوموند الفرنسية في إحدى الفقرات عند ما اعتبرته فشلاً ذريعاً لولي عهد أبوظبي في حصار قطر وحرب اليمن.

وقالت لوموند إنه مع وجود دونالد ترامب في السلطة، أطلق ولي عهد أبوظبي، الذي يعد الحاكم الفعلي لبلاده، العنان لغطرسته، ودفع الإدارة الأمريكية الجديدة إلى الخروج من الاتفاق بشأن النووي وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران، مقابل دعمه القوي لخطة دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائليين (صفقة القرن).

كما اعتبرت لوموند أن الحصار الذي فرضته الإمارات والسعودية والبحرين عام 2017 على قطر، هو أيضا نتاج لعهد ترامب. غير أن ضغوط ابن زايد وخدعه أخفقت، بعد أن أقنع البنتاغون ووازة الخارجية الأمريكية ساكن البيت الأبيض بأنه سيكون من الحماقة التخلي عن قطر التي تعد حليفاً استراتيجياً في منطقة الشرق الأوسط.

وفي غضون أسابيع قليلة، تمكنت الدوحة من كسر الحصار التجاري المفروض عليها من جيرانها، والذي انقلب على ميناء دبي، وهو ما يعد فشلاً ذريعاً لمحمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الامارات.

الحرب في اليمن، هي الأخرى، قالت لوموند، إنها تحولت إلى إخفاق عسكري وإنساني لمحمد بن زايد وحليفه محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وإن كانت أبوظبي، التي تقاتل قواتها على الأرض على عكس الحليف السعودي، أفضل حالا من الرياض.

ومن خلال تحالفات غير طبيعية في بعض الأحيان مع الانفصاليين الجنوبيين أو القوات السلفية، تمكن الإماراتيون من ترسيخ أنفسهم في جنوب البلاد والسيطرة على جزيرة سقطرى وميناء عدن الاستراتيجي. لكن هذه الاستراتيجية كلفتهم خسائر هائلة في صفوف القوات الإماراتية، خاصة تلك القادمة من الإمارات الشمالية التي تعد الأكثر فقراً في الاتحاد. وهو ما أجبر محمد بن زايد على زيارة عائلاتهم المفجوعة، تجنباً لتزايد حالة السخط  في البلاد.

وعن التحالف بين الثنائي محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، قالت لوموند إن ولي عهد أبوظبي هو بمثابة المرشد والأخ الأكبر الذي غضّ الطرف عن الأخطاء الكارثية لولي العهد السعودي الشاب، كاختطاف رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، واغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وذلك من أجل تحقيق أهدافه.

ونقلت الصحيفة عن مراقب وخبير في السياسية الإماراتية لم تذكر اسمه، قوله إن “محمد بن زايد يريد تصدير النموذج الاماراتي نموذجاً للعالم الإسلامي”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M