ما هكذا يا سعد تورد الإبل (رد على كلام الدكتور أحمد الريسوني عن الإفطار العلني)

02 يوليو 2016 07:08
ما هكذا يا سعد تورد الإبل (رد على كلام الدكتور أحمد الريسوني عن الإفطار العلني)

د. محمد اصبيحي

هوية بريس – السبت 02 يوليوز 2016

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

ثم أما بعد: فقد قف الشعر، واصطكت الركب، وعظم الخطب، ورجف اللب حين سمعت الأذن كلام الدكتور المقاصدي أحمد الريسوني الذي أيد فيه مطلب من يسمون أنفسهم (الحقوقيين) القاضي بحذف فصل تجريم الإفطار العلني في نهار رمضان؛ واعتل الدكتور -غفر الله لنا وله- بأن للإفطار موجبات كالمرض والسفر؛ ولذا يترك الأمر إلى إيمان الشخص.

وبعد التذكير باحترامي للدكتور وتقديري علمه وفقهه، أؤكد أنه في هذه زل زللا كبيرا، وانزلق انزلاقا خطيرا يربأ طالب علم صغير بنفسه عن التلوث بدرنه بله عالم المقاصد؛ وإليكم التبيان:

– المطالبون بتجويز الإفطار العلني في نهار رمضان لم يعللوه بوجود الأعذار المبيحة للإفطار في رمضان، بل بنوه على حرية الشخص في أن يفعل ما يريد كما يريد ولو داس المقدسات وازدرى الأديان، إن هذا المطلب يأتي في سياق منظومة ” الإباحية الفكرية والسلوكية” التي تحوي مكونات شتى أشهرها:

– المساواة في الإرث

– العري الفاضح في المدن والشواطئ

– حقوق المثليين

– تحديث التفسير…

إنه مطلب من جعل سلطة الاتفاقات الدولية أعلى من سلطة شيء اسمه الدين.

إنه مطلب حركة “ما صايمنش” التي تقصد هدم عرى الإسلام عروة عروة؛ فأولى لك فضيلة الدكتور المقاصدي أن تحقق مناط الأعذار المبيحة للفطر في رمضان لتعلم أن الواقع مباين لما رمت تنزيل الحكم عليه.

– ثانيا: الشريعة جاءت -كما يعلم الدكتور- لجلب مصالح الدارين ودرء مفاسدهما وتحقيق أولى المصلحتين وصد شر الشرين، ولذا كان من قواعدها ” الحرج مرفوع شرعا” وهذا مناط إباحة الفطر في رمضان. ومطلب رويبضات الزمان جاء – كما لا يخفى على العميان- لهدم أعظم مصلحة وأول ضرورة وهي الدين من جانبين: الأول المناداة بإسقاط كل ما فرض، والثاني إباحة كل ما حرم؛ فلا يجوز إذن فضيلة الدكتور أن تتعامل بحرفية شديدة مع النصوص الشرعية، أجدر بك أن تستحضر -وأنت العالم المقاصدي- أن قصد الشارع مناقض لقصد رويبضات هذا الزمان المطالبين بتجويز الإفطار في رمضان؛ ولازم ذلك أن تكون أنت لبنة في سد صد التيار الجارف الذي يروم الإتيان على الأخضر واليابس، بدل أن تكون معول هدم.

– ثالثا: عبادة الصيام ليس موكولة إلى إيمان العبد كما زعم الدكتور؛ بل من مقررات السياسة الشرعية إلزام الناس بما أوجب الله عليهم، ومنعهم مما حرم عليهم، وأعجب كيف ند عن خلد الدكتور نظام الحسبة العريق؛ وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يراقب الطعام المبيع في الأسواق، وهذا أبو بكر يقاتل مانعي الزكاة، ودرة عمر تقول لك فضيلة الدكتور : أولى لك أن لا تجعل هذه الحقيقة خلف ظهرك وتنبس شفتاك بما فيه الخراب وتبني رأيك على السراب.

أي فضيلة الدكتور أذكرك بقول الباري: “ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما” فأولى لك أن تثبت ولا تميل، والله هو العلام العليم والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(خريج كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M