مبادرة للتربية والتعليم: خزانة الصدق..!!!

03 نوفمبر 2017 22:30
مهلا ماكرون..!

هوية بريس – جواد أمزون

إنها مبادرة مدرسية في إحدى مدارس تركيا لتعويد المتعلمين على الصدق والأمانة وعدم أخذ ما للغير دون إذنه ورضاه، وذلك بإنشاء خزانة في المؤسسة توضع فيها مأكولات ومشروبات يأخذها المتعلمون مع وضع ما يقابلها من النقود دون وجود مشرفين وتكون مفتوحة للعموم..!
وقد تبين تغير في عادات المتعلمين واكتسبوا هذه القيم النبيلة، وانعكست المبادرة إيجابيا على سلوكياتهم وأخلاقهم.. بل تعدى أثر هذه الخطوة إلى المحيط وأحس جيران المؤسسة بتغير إيجابي في تصرفات مرتادي تلك المدرسة وبان ذلك على أشجار الفواكه المحيطة بالمدرسة التي سلمت منهم بعد أن كانوا يقطفونها دون إذن أصحابها فأثمرت وفاضت غلتها واستحقوا نصيبا منها قدمه أصحابها جزاء لهم على حسن سيرتهم.. كل ذلك بفضل خزانة الصدق..!!!
هكذا يربي الأتراك أبناءهم.. يزرعون فيهم القيم النبيلة بأساليب تربوية جميلة.. يُعدُّونهم للمستقبل وتحمل المسؤولية لقيادة الوطن والسير به قدما إلى المجد والعز والتفوق.. وبالأمانة والصدق تُحقق تركيا اليوم ما تحققه من تفوق سياسي واقتصادي وعسكري وبهما تصنع تلك المواقف المشرفة وتدافع عن قضاياها وقضايا الأمة.. وقد قالها أردوغان يوم سئل عن سر النجاح، فقالها مدوية مزلزلة كراسي النصب والنهب والغش والخيانة والاحتيال: (لا نسرق.. لا نسرق)..!
هكذا يربون أبناءهم وهذه درجة اهتمامهم بالتعليم لأنهم يدركون أنه سر النهوض والسؤدد والتنافس.. فحصلوا فيه النصيب الأوفر وهم سائرون إلى الأمام يسعون إلى إعادة أمجادهم وأمجادنا شيئا فشيئا وفقهم الله لما يحب ويرضى..!
أحس بالأسى حين أرى هكذا مبادارت ناجحة – تزرع بذور الأخلاق الفاضلة والقيم الحسنة في نفوس المتعلمين وتنتج جيلا واعيا أمينا صادقا – بينما لا نسمع عن مؤسساتنا إلا الفوضى والخراب وسوء الأخلاق والقيم البئيسة والتصرفات الصبيانية (عهر ومخدرات وفشل وتطاول على الأساتذة..).. يصحب ذلك تدن في مستويات التحصيل والتعلم.. ومراتبنا لا تخفى عنكم تخلف الحسرة والندامة!
يُهان المعلم ويسب ويشتم ويضرب، وتُخرب المؤسسات وتسرق، وتُنهب الأموال التي بها ننتظر الإصلاح، وبهذا يتم إنتاج جيل فاشل محبط يائس فارغ لا يعي مسؤولياته ولا يعرف الأمانة والصدق.. هكذا تربى في بيته ومدرسته ومجتمعه.. كل ترك وظيفته الحقيقية إما كرها أو إهمالا أو عمدا لحاجة في نفسه..!! فما تنتظر إذن من جيل هذه حاله إذا تولى منصبا أو جلس على كرسي..!!!
وددت لو ننسخ هكذا تجارب موفقة في مدارسنا ونعيد الأمل ونزرع التفاؤل، نربي ونعلم الأبناء على قيمنا النبيلة ومقدساتنا السامية، عسى أن ننقذ ما يمكن إنقاذه، ولربما نعيد بناء أجيال واعية تنهض بالأمة المتأخرة وتتحلى بروح المسؤولية وتبني بصدق وأمانة..!
إن الاستثمار الناجح الناجع يكون في الإنسان لا الجدران إذ به يرتفع شأن الأوطان.. ولا قيمة لأرض دون إنسان مصان.. ولا قيمة لإنسان دون قيم حسان..!
أصلح الله أحوالنا وردنا إلى ديننا ردا جميلا..
حفظ الله تركيا من كيد الفجار وشر الأشرار..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد..
رب يسر وأعن!!!
#لنحيا_كراما

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M