مسيرة القرية.. وعقلية نريد الأمن لا نريد الأمن

23 سبتمبر 2018 19:06

مصطفى الحسناوي – هوية بريس

بعض المغاربة مولعون بالانتقاد، انتقاد الشيء ونقيضه.
لاجدال في أن الجريمة تفشت بشكل أصبح يهددنا جميعا، ولاجدال في أن الأمن مقصر في جوانب عديدة، فقرية اولاد موسى مثلا، يقطنها قرابة 400 ألف نسمة، لكن بها دائرتين أمنيتين فقط، هذا دون الحديث عن فاعلية العناصر الأمنية وطريقة تعاملها مع المواطنين هناك…
والاحتجاج الكبير الذي عرفه حي “القرية”، هذا اليوم، ماهو إلا دق لناقوس الخطر، ولفت للأنظار لهذا الانفلات وهذا الضعف الأمني.
وتناول هذا الوضع، بالنقد والتحليل والسخرية، هو من الحرية التي لاجدال فيها أيضا، وهو أسلوب من أساليب النضال، من أجل تحسين الأوضاع، كل هذا لاجدال فيه.
لكن حين يصبح الانتقاد من أجل الانتقاد، فإننا ندخل في متاهة من العدمية، لاجدوى من ورائها.
شاهدنا جموع المحتجين اليوم، وشاهدنا أيضا الإنزال الأمني الكبير، الذي رافق المسيرة، لكن قراءة ذلك اختلفت وتنوعت، مع إجماع الكل، على أنه لم يكن هناك تدخل أمني، لمنع أو قمع المسيرة.
طيب طالما أن الإنزال لايتعلق بمنع أو قمع، لماذا هذا النقد اللاذع؟
وبغض النظر عن نوايا الأمنيين، وراء هذا الإنزال، فمن وجهة نظري، أن الحضور الأمني، بالإضافة أنه أطر وحمى المسيرة، فإنه أرسل رسالة أن الأمن موجود، حتى وإن كان هناك تقصير على مستوى من المستويات.
وحتى إن كان للأمنيين حساباتهم، من وراء ذلك الاستعراض، فإن ذلك لايضرنا في شيء، في حربنا مع هذه العصابات الإجرامية المسلحة، التي باتت تهدد أمننا.
نتمنى فقط أن يتبع ذلك الاستعراض، إجراءات وخطط عملية لحفظ أرواح وأعراض وممتلكات المواطنين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M