مظاهرات حاشدة للجمعة الثانية على التوالي رفضا لترشح بوتفليقة

01 مارس 2019 17:37
معارض جزائري: الشعب يريد رحيل السلطة وليس تمديد عمرها

هوية بريس – الأناضول

خرجت، الجمعة، مظاهرات حاشدة في العاصمة الجزائرية وعدة محافظات أخرى، في الجمعة الثانية على التوالي ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة في انتخابات، 18 أبريل المقبل، حسب مراسل الأناضول ووسائل إعلام محلية.

ووفق المصادر ذاتها، خرجت حشود بشرية بعد صلاة الجمعة بمختلف مدن الجزائر وخاصة العاصمة إلى الشوارع في مسيرات استجابة لدعوات للتظاهر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كان مطلبها الرئيسي رفض الولاية الخامسة لبوتفليقة، المتواجد حاليا في رحلة علاجية بسويسرا.

وقدر ناشطون ووسائل إعلام محلية بينها صحيفة “الخبر” وموقع “كل شيء عن الجزائر”، عدد المشاركين في العاصمة بعشرات الآلاف إلى جانب آلاف في عدة مدن أخرى ووصفتها بـ”الحشود البشرية”.

وصباح الجمعة، خرجت مسيرات في مدن عدة منها سطيف وتيزي وزو (شرق) والبويرة (وسط) وغرداية (جنوب) ووهران وتيارت (غرب).

فيما دعا رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، خلال نزوله إلى وسط العاصمة، صباح الجمعة، إلى “الالتحام حول مطلب واحد هو رفض الولاية الخامسة لأنها إهانة للشعب”، وفق إعلام محلي.

وبالعاصمة أيضا، تدفق عشرات الآلاف من المواطنين، حسب تقديرات وسائل إعلام محلية، وأغلبهم شباب وحتى نساء وأطفال من الأحياء الشعبية للمدينة نحو وسطها، في جو هادئ دون تدخل من الشرطة.

وردد المتظاهرون هتافات ورفعوا شعارات ضد “الولاية الخامسة”، في مظاهرات مازالت متواصلة إلى غاية الساعة 14:30 ت.غ، حسبما لاحظه مراسل الأناضول.

** “بوحيرد” تصنع الحدث 

وبشارع “ديدوش مراد”، بوسط العاصمة الجزائرية، صنعت جميلة بوحيرد، أيقونة الثورة التحريرية (1954-1962) الحدث بمشاركتها في المظاهرات وسط التفاف لمواطنين حولها كما شاركت قيادات من أحزاب معارضة في المظاهرات.

وكانت الصورة مماثلة بعواصم أغلب ولايات البلاد الـ48، أين سار الآلاف بشكل غير مسبوق، حسب ناشطين، استجابة لدعوات التظاهر ضد ترشح الرئيس كما تناقلته صفحات عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية.

وتنوعت هتافات المتظاهرين بين “سلمية سلمية” و”لا للعهدة الخامسة” و”جمعة الحسم” و”جزائر حرة ديمقراطية” “جيش وشعب إخوة” وشعارات أخرى تدعو إلى التغيير في البلاد.

وشهدت العاصمة الجزائر، منذ الساعات الأولى للصباح، حضورا كبيرا لقوات مكافحة الشغب، بالقرب من المنشآت الحكومية الهامة، والمنافذ المؤدية إلى قصر الرئاسة، بحي المرادية، والذي طوقته سيارات قوات النخبة التابعة للشرطة لأول مرة.

وخلال الأيام الماضية، عجت شبكات التواصل الاجتماعي، بدعوات إلى “التظاهر بشكل سلمي” و”تجنب الاحتكاكات مع قوات الأمن”، و”الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة”، و”تجنب الشعارات العنصرية والعرقية”، وإرشادات أخرى للمتظاهرين.

وفي 10 فبراير الماضي، أعلن بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، تلبية “لمناشدات أنصاره”، متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على “إصلاحات عميقة” حال فوزه.

ومنذ ذلك الوقت تشهد البلاد حراكا شعبيا ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة، وشاركت فيه عدة شرائح مهنية على غرار المحامين والصحفيين والطلبة.

وفي أول رد منه على الحراك، دعا بوتفليقة في رسالة للجزائريين يوم 24 فبراير إلى “الاستمرارية” لتحقيق التقدم وسط تمسك أنصاره من الموالاة بترشيحه.

وخلال الأيام والساعات الماضية توالت بيانات دعم جديدة للحراك الشعبي والحث على السلمية بينها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (أكبر تجمع لعلماء الدين في البلاد) التي دعت إلى الإصغاء لصوت الشعب، و13 نقابة مستقلة في عدة قطاعات من خلال بيان مشترك لها.

وجاءت مظاهرات الجمعة، قبل ثلاثة أيام من انتهاء مهلة تقديم الترشيحات لانتخابات الرئاسة أمام المجلس (المحكمة) الدستوري، والمحددة بمنتصف ليلة الأحد المقبل.

وسابقا، أعلن عبد المالك سلال، مدير حملة الرئيس الجزائري، أن الأخير سيودع ملف ترشحه أمام المجلس الدستوري الأحد المقبل، علما أن بوتفليقة يتواجد منذ 6 أيام بمستشفى سويسري “لإجراء فحوصات روتينية لمدة قصيرة”، حسب بيان سابق للرئاسة.

وخلال السنوات الأخيرة، يتردد بوتفليقة، بشكل دوري على مستشفيات فرنسية وسويسرية، لمتابعة فحوصات طبية، بعد الجلطة الدماغية التي تعرض له عام 2013، وأفقدته القدرة على الحركة ومخاطبة شعبه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M