معشر قراء المواقع الإلكترونية أمسكوا عن عرض خديجة أمرير

03 أغسطس 2016 23:57
معشر قراء المواقع الإلكترونية أمسكوا عن عرض خديجة أمرير

هوية بريس – مصطفى الشكيري

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

وبعد:

فإن الله عز وجل جعل لكل عبد ملكين يحصيان أقواله حيث قال رب العزة والجلال: [إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد]، فأقوال العبد مكتوبة ومحصاة وسيسأل عنها يوم القيامة ويجازى عنها، لذا وجب على المرء أن يتجنب الخوض فيما لا يعنيه، لأن الكلمة الواحدة يتكلم بها المرء لا يلقي لها بالا تُذهبه إلى النار وتوقعه فيها والعياذ بالله، وأن لا يتلفظ إلا بما يرضي رب العزة والجلال، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله يهوي بها في جهنم).

 واقع الأمة اليوم وبخاصة بعد انفتاح على وسائل التواصل الاجتماعي بكل أشكالها، والمواقع الإخبارية وبخاصة الإلكترونية، ولقلة اهتمام الناس بدينهم ومعالمه وانعدام التربية الشرعية الحقيقية ظهر فئام من الناس يخوضون في كل حديث سواء كان دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا.

إن حالنا اليوم ينذر بكارثة أخلاقية كبيرة جدا؛ فالاشتغال بالقيل والقال مضيعة للوقت ومبعدة للعبد أن يعرف الحقائق، ومن حقائق اليوم والتي دعتني لكتابة هذه الأسطر ما راج يوم أمس الثلاثاء من خبر عفو ملكي استثنائي يخص السيدة خديجة أمرير وفقها الله، والتي دخلت للسجن بمكيدة كيدت لها، ومن يعرفها عن قرب يعلم خلقها وأدبها، وهذا ما دفع ببعض اللجان الخاصة لتقديم يد المساعدة وإبرازها للعلن بعد معاناة طويلة جدا.

إن دخول السيدة الفاضلة للسجن لا يعني بالضرورة أنها ارتكبت جرما، فليس كل من سُجن هو ظالم، بل سُجن سادات البشر ومنهم نبي الله يوسف عليه السلام الذي اختار السجن قال الله عز وجل حاكيا قول يوسف عليه السلام [قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه] فاختار عليه السلام السجن وسأل الله عز وجل العصمة من الحرام، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم حوصر في شعب أبي طالب هو وقومه ثلاث سنين، فكان ذلك سجنا لهم عن ممارسة حياتهم اليومية، وهكذا مضت سنن الأولين، ولا زالت، فانظروا في ردهات السجون في أنحاء العالم كم حوت من ظالم ومظلوم، وصادق وكاذب…

ولنقل أن المرأة ظلمت وفعلت ما قيل عنها، ثم عفي عنها هل هذا ملزم بأن نخوض في عرضها والكلام عنها مجددا؟ إن المطلوب شرعا هو لزوم الصمت فيما لا يعنينا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، وهذا حديث عده بعض العلماء ربع الدين، وقد قال الحسن البصري: “علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه”.

وهذه المرأة الغامدية التي جاءت النبي صلى الله عليه وسلم مقرة ومعترفة بالزنا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنها وهي تتحدث، فلما أقيم عليها حد الزنا أصاب بعض دمها خالدا الوليد رضي الله عنها فسبها، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وزاد: (لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه فأمر بها وصلى عليها ودفنت) فاحذر أن تخوض فيما لا يعنيك وراقب كلماتك.

وما كتبت هذه الكلمات إلا لما اطلعت على بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية والصفحات التواصلية، وأبصرت عظم الأمر وخطورته، وليس الدافع الدفاع عن السيدة خديجة أمرير فقط لقربها الشخصي مني فقط، وإنما لمعرفتي التامة بتفاصيل الأمر.

وفي خاتمة كلامي أحمد الله عز وجل الذي بشرنا بخبر رجوعها لأحضان والدها، وأسأل الله أن يوفق حامي هذا البلد وإمامه لكل خير ويصرف عنه كل سوء والذي أمر على وجه السرعة بالعفو عنها.

آخر اﻷخبار
4 تعليقات
  1. يا كاتب المقال نحن نريد تطبيق حكم الله تعالى فيها وهو ان تقتل او يعفو عنها اهل القتيل اضافة الى انتقاد العفو الملكي هذه القاتلة يجب ان يطبق فيها حكم الاعدام لقد ملئ المغرب بالجرائم بسبب العفو تلو العفو حتى رجال الشرطة اصبحوا في حلقة مفرغة يلقون القبض على المجرمين ثم يعفى عنهم
    اتق الله وداع الى تحكيم شرع الله تعالى لو كان القتيل ابنك هل كنت ستغفر لهذه القاتلة ؟

  2. لم ار هوية بريس نشرت مقالا بكل هذا التهافت والاسفاف والتسطيح أبدا. بينك وبين الإنصاف الذي تحوم حوله قرون ضوئية على ما يبدو يا كاتب المقال.

  3. ماذا سأقول و من أين سأبدأ……يعني نحن في عذاب و قلة أمان بسبب أمثالك يا ساحب المقال.رجل تزوج امرأة و أتمنها على عرضه و أولاده و ماله فردت له الجميل بالخيانة و لم تتوقف عند هذا الحد بل قتلته عامدة متعمدة كي يخلو لها الجو مع عشيقها……فنراها تخرج من السجن (بالطبالة و الغياط) و كأنها حققت نصرا…..و الله نحن في عذاب بسبب الغوغائيين أمثالك.
    فتقوم باختيار ما يحلو لك من كتاب الله و سنة نبيه كي تقوي موقفك و تغض الطرف عن نصوص قطعية الدلالة لأنها لا تخدمك…أين قول الله تعالى النفس بالنفس…..و لكم في القصاص حياة…..و هناك الكثير أما على الزناة فحدث و لا حرج.
    أفضل شيئ تفعله أن تقفل فمك و تريحنا من إسفافك(لو كان القتيل أخاك أو إبنك) لما كتبت مقلتك التافهة و غفر الله لك و لنا.المهم إتقوا الله فيما تكتبون و لا تحاولو أن تحدوا عن الحق بكلام الله.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M