مع كولون خنيفرة 1914م

09 أكتوبر 2020 18:27
مع كولون خنيفرة 1914م

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

نظام الصحافة والمطبوعات بالمغرب قبل احتجاجات 1937مالمتعاون معنا “لادريي دلشاريير” الذي يتابع كلون خنيفرة بعدما فعل نفس الشيء مع مثيله في تازا بعث لنا بالمذكرة التالية التي نقدمها للقراء مثلما فعلنا بمذكرته السابقة حول احتلال تازا:

– 9 يونيو

ستظهر الأحداث المغربية فكرة خاطئة، تعتبر أن احتلال تازا وربط المغرب بالجزائر كآخر مجهود هام للاختراق الفرنسي للمغرب.

نعم احتلال تازا لحظة تاريخية لغزو البلد، وهي إذا ما أردنا القول بأنها إحدى نهايات مرحلة، بالرغم من حقيقتها وأهمية انعكاساتها على البلد، بالتأكيد لم تبق أقل من حلقة حادث ينعش التهدئة في القسم المخزني بالبلاد.

غدا ستفتح واجهة أخرى متعلقة باختراق العالم البربري، هذا الاختراق الذي بدأ حقا منذ مدة في الشمال، بأراضي بني امطير، وفي الشرق بأراضي زعير، وفي الجنوب باحتلال تادلا، ودفع العمليات نحو ناحية مراكش في اتجاه سوس وأعالي الأطلس، لكنها المرة الأولى التي تم القيام فيها بعمليات واسعة لتفكيك قطاع زيان، الذي يتكون من عدة قبائل كبرى: أيت زكوكو، المؤلفة من آيت عمار التي تدار من قبل مركز والماس، امرابطين الفوضوية بأسرها، آيت اسشكيكن، آيت عبد الله وآيت عبدوز الذين خضعوا لسلطةِ شخصية مهمة هو محمد أقبلي.

آيت عبدوز المحاطة بتكتل الحمام، مركز عملية محمد أقبلي، التي هي عمليا بين يديه.

الفرع الآخر من كونفدرالية زيان، أيت يعقوب المؤلفة من بوحسوسن المحاطين بنقطة محتلة مؤخرا في مولاي بوعزة، وهم كلهم خاضعون ما عدا فرقة، آيت فاسكا في الأراضي الفلاحية الموجودة، إن شئت عند آيت حركا الفارضين عليهم متابعة مستوى شغب جيرانهم.

آيت بوعدو بخيولهم على واد أم الربيع يحيطون بخنيفرة، آيت كارت بعيدون شيئا ما للشمال، طبعا بالخيل على واد أم الربيع شرق خنيفرة وجنوب لمرابطين، وأخيرا آيت حركات التي تكون نواته الكونفدرالية وجماعاتها الملتفة حول قائدها الكبير موحا وحمو.

لدينا معلومات لأبعد حد عن كل النواحي، عملية الاتصال مع الشلوح المخيفين المتوحشين الآن غير ممكنة، بالكاد نحاول من هنا عبر سلسلة جبال فولهال، والماس، مينت، تسال، فتح ضغط في الجانب الآخر لاحتلال مقدمة خنيفرة، وأم الربيع عن طريق مخرج مرتفعات مربع الزوايا لا يمثل أية قطيعة في اتجاه شمال الجنوب، لكن أخذوذين عميقين شرق غرب الذي في بوخميرة، والمجال الرئيسي لواد اكرو، في المرتفعات الرابطة بين زعير وتابعنوت وخنيفرة التي يتمركز بها زيان من جهة، وامرابطين من جهة أخرى، الذين بقوا في أماكنهم، يحولان دون مهاجمة تلك القبائل.

منذ شهرين بذلت مراكزنا المتقدمة مجهودات هامة لمحاصرة زيان، بدء من قصبة تادلا لغاية إفران، مرورا ببجعد، معسكرات: كريسيان، ولماس، يطو.. على جهة الشمال والشرق، دافعة بها للانتشار أمامنا.

بيطو، هناك معسكر مع مخزن للمؤونة تم إقامته على واد تيكريرا، رافد من روافد واد بهت، مع رأس لغابة واد إفران (دون أن يختلط مع الذي في إفران ليخفف عنه).

نحن هنا في الحدود القصوى لبني امطير المتصلة بزيان، في هذه الأثناء مركز أكوراي سخر دوريات في سهل أدروش الذي سيصبح بدون شك ممرا متبوعا بالطريق العادية الرابطة بين مكناس وخنيفرة عبر البروج ستستعمل أيضا من قبل الأهالي.

من معسكر كريستيان، تمت قفزة للأمام قادت لمولاي بوعزة المركز التجاري المهم الذي وضع به مركز إعاشة وتموين بفرحال، على بعد قريب من هذه النقطة شرقا ستقام قاعدة مخزن، لأول مرة تم تمشيط منحدر إكنور الخطير، وأصبحت إقامة القوافل أسهل مما كانت عليه، في كريستيان، عندما سيصير إنشاء مركز نهائي في لعوينات أمرا حقيقيا.

احتلال هذه المنطقة سيحمل نتائج حسنة، فسيمنع لصوصية العصابات التي تنزل عبر منافذ واد بهت، لتجول في غابة أحواز تيداس، لمهاجمة المنعزلين ونهب القوافل، كما تم منذ أمد مع أغراض الجنرال بلوندلات.

على جبهة الجنوب ببجعد وتادلا، لم تسجل أية اعتداءات، وجدنا تقريبا أننا حاليا في تماس مع زيان، والعصابة التي تريد القيام لغاية سيد الأمين، فتح مسألة زيان يشكل عملا سابقا لأوانه وغير مناسب، لأننا نريد جبهة أخرى، مما لا يسمح لنا بجلب القوات راجلة لتنفيذ المهمة المراد جرنا لها هنا.

كيفما كانت الوضعية في هذا الوقت، القواعد التي سيخرج منها الكلون: تكريرا، فورغال، بجعد، كلها على بعد ثلاث أو أربع مراحل من نقطة الالتقاء خنيفرة.

يجب عمل كل ما يجعل الوضع بالمغرب غامضا مجهولا، حتى لا يتعرف بشكل حقيقي عن العملية التي تنجز به.

زيان تحتل نوعا من الجبال خالية معزولة، أمام أم الربيع، مراكزنا محاصرة الخلاء الموجود بين تادلا وإفران، مكونا داخل خطوطنا ملاذا تنطلق منه الهجمات التي تقطع علينا الطرق، تزعج مفارزنا، تزرع انعدام الأمن داخل خطوطنا.

بصفة عامة مسألة زيان سويت، قرن السيبة إذا ما أردنا القول أزيل، فحصلنا على نتيجة مزدوجة: مادية عن طريق أمن أحسن، بفضل مراكز أقل قوة من الخلف، ودون مخاطر في حالة ما إذا تواصلت هجمات صغيرة في الساحة، التي نحدث فيها خسائر دنيا مسلم بها، لكن تنتهي برقم معنوي مسجل من قبل إقامتنا في البلد، لغاية التسليم بتلك الإقامة وعدم انتهاك حرماتها، فتعطينا بذلك تلك الوضعية احتمال التوجه حيثما نريد بالمغرب، كيفما نريد ومتى ما نريد.

انطلاقا من مكناس في 6 بتنا بالحاجب ويوم 7 تجاوزنا يطوو وصلنا لمراكز مقامة على واد تكريكرا، البلاد انكشفت لنا ممزقة عريضة الأودية التي لا ضفاف لها، إجمالا لا تغذيها الجبال بالمياه، أحيانا مشجرة وأحيانا صخرية أو عارية، في العمق مياه غزيرة تسقي مراعي خصبة، هنا وهناك عدد من دواوير بني امكيلد يرعون قطعانهم سعداء بحركة سيرنا ضد أعدائهم الزيانيين الذين يواصلون الإغارة عليهم.

في واد تيكريكرا أقام الجنرال هنري مركزا كبيرا للتموين الذي يفرغ بالتدريج ليحمل ما به للأمام، فصيلة من اللفيف وفرقة من الرماة للقبطان بيوكراند قاموا بأعجوبة بتهييء أحمال عبئت في أكياس بطريقة تجعل القافلة التي تأتي من الأمام تحمّل في ظرف ساعتين لتعود من حيث أتت لتصل منطلقها قبل حلول الظلام، وقد تطلب ذلك العمل 15 يوما من أجل ترحيل المخزون التمويني بمستودع تيكريكرا.

يوم 8 يونيو بعد منتصف النهار بساعة غادرنا واد تيكريكرا مع قوافل يومية التي لا تتكون من أقل من 2000 حيوان بغال مبردعة، بغال تجر عربات، جمال.. الخ.

بمجرد خروجنا من المركز، تخترق الطريق سهلا خصب التربة، لكن مكسوة بمجموعة من المخلفات البركانية، حمم بازالتية مكونة مراع خصبة تنتهي بمرتفعات تكون مضايق أساكانتاتسا يقطعها واد عين لوح، هذا السهل يدعى اسجع ينين، الأول تخلو أرضه من الحجارة، مكسو بنباتات تتجاوز ركب الخيل.

واصلت القافلة سيرها، ولما خرجت من أحد المضايق تعرضت طليعتها فجأة لطلقات نارية، فأسرع الكومندار كاريلي المكلف بخفر القافلة لاتخاذ وضعية القتال، الميدان كان على الشكل التالي: على اليسار جبل مكسو بأشجار متباعدة خالية من العصاة، لكن على اليمين هناك قمم تشكل ملاذا للعصاة سرعان ما تم الاستيلاء على إحداها من قبل الرماة الجزائريين للقبطان موريس ثم لوحق من بها ببطريات65، والثانية مشطت من قبل الصبايحية، وتقدم المشاة لتمشيط القمة الثالثة الصخرية المشابهة لحصن قوي يطل على الطريق الذاهبة للجنوب.

في المقدمة ليوطنا اصبايحية موريل يدفع رماة الأعداء للوراء سقط جريحا من مخزن ليوطنا جوفيني الذي كان يزحف للأمام طبعا مدعوما من قبل الرماة المغاربة وفوج 14 ألبي.

دامت المعركة ما يقرب من ساعتين ونصف تكبدنا فيها خسائر تتمثل في قتيل وثلاثة جرحى بينهم ضابط، في حين ترك الأعداء عددا من القتلى في الميدان مع أسلحتهم وأربعة أحصنة نافقة.

طبعا القافلة اجتازت واد إفران ووصلت المعسكر بعدما اجتازت الحاجز الصخري الطويل لتفرانت تيج.

المركز الذي تجمع فيه كلون ليوطنا كلونيل كلود احتل سلسلة من الأكام في عمق سهل إفران، قرب قصبة أيت هلياس المدمرة في الجبهة الجنوبية.

ربطت الغرب الشرقي في الأفق نقط صخرية كأسنان المنشار، في إسفعان ومنعطف تاحوالت،، وأخيرا كارت امريرت، مفصولة عن يطاوين بمضيق صغير، لليسار ترى تاماروات التي تشرف على قصبة شرفاء إفران، المقامة على مستوى ارتفاع 50 مترا، على شلال رائع.

تعرض المعسكر لهجومين في ليلتي 6-7 و7-8 أثناء الهجوم في الليلة الأخيرة خاصة، كنا نسمع طلقات المدافع التي في تيكريرا من الساعة التاسعة 9 للساعة الثانية 2.

قواتنا خسرت خمسة 5 قتلى بينهم ضابط برتبة ليوطنا، و19 جريحا، وبعض الأعداد من الخيل والبغال.

لتوفير الحماية ضد أي مغامرة على حد سواء، كل الخيام تم حمايتها بجدار حجري ليتلقى رصاص زيان، في هذا الإطار ليس من المفيد تسجيل أن العصاة مسلحون بشكل جيد، يتوفرون كلهم تقريبا على بنادق سريعة الطلقات ومخزون وافر من الخرطوش من آخر طراز كالذي عندنا.

مرت علينا ثلاثة أيام في المعسكر هادئة، دون حاجة لصاحب النعاس حتى يحرسنا تحسبا لكل التوقعات.

– 10 يونيو

التوجه لخنيفرة انطلق هذا الصباح، في نفس الساعة تحرك كلونات (جمع كلون) تادلا بفوغالو واد إفران، للسير نحو نفس الهدف، عبر الطريق التي لم يسلكها قط أي مسيحي من قبل، للوصول لمدينة لم يدنسها لحد الآن أي نصراني بحضوره.

كولون الكلونيل كلوديل مع من يسير مع الجنرال هنري، غادروا واد إفران في الخامسة صباحا، التشكيل الذي يسير به مقسم كالتالي:

في الطليعة فوج الرماة الجزائريين، خلفه الألبيين، واللفيف الأجنبي يكون حماية آنية لقافلة التموين الضخمة.

على اليمين بحارة كاريي، على اليسار سنغاليي كومندار بوتيديماج، أخيرا حراسة المؤخرة فوج كريميل.

منذ الانطلاقة طلقات البنادق طقطقت على الميسرة، الكلون واصل سيره في اتجاه الشمال الغربي، ليدخل في مهوى شديد الارتفاع بجناحين يكونان على اليمين ربوة صخرية لجبل إيسفعان، وفي اليسار قمم تتصل بتاحوالت، في هذا الجانب تمركزت جهود الأعداء حيث شوهدوا وهم يتجارون فوق الروابي بالخيول في تداخل بين الصخور.

المغاربة مسلحون ببنادق سريعة الطلقات من غير أن تترك طلقاتهم دخانا على غرار ما كان في السابق.

بعدما رشت المدفعية الروابي بالقنابل لمنع المغاربة من الاقتراب من عناصر الكولون تقدم المشاة للأمام بحماس حوالي خمسة أو ستة كلمتر من المعسكر، ثم تحولوا نحو الجنوب من أجل تثبيت قنطرة صلبة لفتح سهل امريرت.

في هذه الأثناء عانى السنغاليون صعوبات على الجناح الأيسر من أجل إبعاد المهاجمين الأعداء، الذين غطوا خاصرة تاحوالت من منفذين اثنين يطلان على تكتل الحمان، مسكن محمد أقبلي، أحد الأعيان الرئيسيين بزيان.

أمام تقدم قواتنا، وجدت في مواجهتها قوات الأعداء التي يقودها موحى واسعيد شخصيا الذي جاء لمهاجمة المعسكر، فاضطرت للتراجع نحو الغرب مواصلة تقدمها، في حين امخازنية القبطان برتسش اعتلوا ربوة مطلة على ممر سلكته القوات، نحو غرب تاحوالت، لتفتح عيونها على سهل بدل سلسلة جبال امريرت، مساحة شاسعة تقريبا مستوية بين تاحوالت شمالا، وكارت امريرت غربا، وفي الوسط تقريبا ربوة جبل اصخيرات، تكون مثلثا، ثم ينساب السهل مجددا في امتداده لغاية منحدر نحو الجنوب، ينزل في تناسق مثل الذي صعدناه في الشمال.

في هذا السهل الذي يضم بعض حقول الشعير، وسوق يدعى سوق سبت تابودا، قرية قصفتها المدفعية، وبعيدا عنها دشرة تيطاوين قرب مكان توقف الكولون، كل الأراضي المحيطة صخرية مكسوة بأشجار نادرة.

خسائرنا كانت قليلة: قتيل سنغالي وستة جرحى من الكوم.

بالمغرب منذ ست 6 سنوات مركز التلغراف يركب بالليل من قبل كلون والماس تجنبا لنيران الأعداء.

استفدنا اليوم من مباغتة الأعداء بسيرنا ليلا للأمام، ولما جاؤوا لمباغتتنا كما اعتقدوا وجدوا أنهم قد ضللوا بفضل تدخل مدفعية الكلونيل كلوديل الذي شغلهم في اشتباك جانبي سمح للكلون الرئيسي بالتحرك نحو هدفه، والذي كان سريعا في الليل مما جعل خسائرنا قليلة.

– 11 يونيو

مر الليل هادئا، حددت الساعة الخامسة للتحرك على نفس التشكيل، فقط التغيير الذي وقع هو قدوم فارسان أحضرا للجنرال هنري أحدهما يرتدي سلهاما أزرق فاقع هو خليفة محمد أقبلي، يدعى محمد بن اسماعيل، أتى باسم رئيسه يطلب الأمان له ولفخذات لمرابطين، وأحضر معه التماس الخضوع: آيت عبد الله (100خيمة)، أيت اشكيكرن (150خيمة)، وآيت عثمان آيت بوعلي محمد (300خيمة) هؤلاء الأهالي مصحوبين بفرسان آخرين يحملون علما أبيض ينتظرون طلب الأمان لأقبلي الذي يناديه الجنود كوبلي، وقد كان على اتصال مع مركز يطو، وقد كان كل اعتراضنا على هذه الاهتمامات بسبب اتصاله مع الزياني.

وصلنا لجانب سهل امريرت على أقدامنا، واد متعرج ذو منحدر ينتهى بواد تيكيت يتبع الطريق نحو البورج.

القوات بذلت مجهودا مضنيا لكن بحماس رائع، المعممون (الجنود المرتدون لعمائم)، بعدما توجوا رؤوسهم واحدا بعد الآخر، اجتازوا الصخور في الوقت الذي كان فيه الألبيون ملتحمين بمدفعية 75 التي جلبناها، في كل حركة على الأرض هناك جهود جديدة لرفع المعدات والصناديق لتجاوز عوائق المنحدرات والصخور، عشرة إثنى عشر خمسة عشر ألبي، ربطوا بحبال ليثبتوا أقدامهم تاركينهم يتأرجحون حتى لا يتركوا الأشياء المنقولة ترتطم بالصخور فتتحطم، لوحات الصخور هشة مما يثير غبارا خانقا يغطي المجموعة التي تنزل للأسفل وتصعد للأعلى مرافقة القطع المنقولة للأسفل.

سلسلة من التلال موازية للواجهة الرئيسية للوادي المحتوي على حقول تم حصاد منتوجها، جميع الشواهد تدل على أن السكان غادروا أماكن إقامتهم على عجل، تاركين جرار تخزين قمحهم عامرة، وقاعات الدراس مغطاة بسنابل قمح نصف مدروس، بعيدا حيث الدوار، رماد الكوانين ما يزال ساخنا.

أذهب جهة اليسار، لغاية الربوة المحتلة من قبل كلون الكومندار كاريلي garelly في هذه الناحية سلسلة من الروابي خمرية اللون تغطيها شجيرات تفصلنا عن سهل عريض يجري وسطه أم الربيع، على بعد 5 و6 كلم منا في الاتجاه المعاكس، نظرية قديمة تقول “على المنهزم تسلق الجبل” قطعان الماشية وسكان الدواوير رحلوا للجبل في حماية رماة متفرقين في الثقوب المحيطة بنا، ليس هناك معركة يمكن الحديث عنها، لكن هناك سلسلة من الطلقات النارية تتناوب علينا فيتم الرد عليها من قبلنا بالرشاشات.

القافلة انكمشت، الطليعة تجاوزت العنق المتحكم في الممر، مدفع 75 مر بواد في سريره نفسه نحو المكان الذي أنزلت به، عندما جاءت عاصفة من الطلقات النارية علينا ذهبت للجبل المشجر، في هذه الأثناء جوبهت بالمدفعية والرشاشات.

لحسن الحظ الطلقات المضادة ليست قاتلة؛ عاصفة مدفعية قوية انطلقت، فنظفت الجبل بسرعة من الرماة مطلقي النار علينا، فتحرك الجميع نحو حوض البرج.

حول ارتفاع الربوات، خط واد أم الربيع، سلسلة من الحلقات تاركة لليسار قصبة آيت عزيزة التي فرّ سكانها بعدما رأوا إشعال الحرائق، الواد عريض بـ4 لـ5م يجري للجنوب حافرا خندقا مائلا لليمين في الصخور، لا يترك سوى ممرات قليلة ضيقة للمرور.

على كل الربوات كانت جماعات من الفرسان والمشاة يظهرون بين الفينة والأخرى فألزمتهم المدفعية للاختفاء، من أجل تجاوز النهر تم إقامة قنطرة.

يتبع..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M