مقومات الخطبة المنبرية عند الشيخ عمر القزابري من خلال كتابه “عينُ التَّسْنِيمْ من خطبِ الرّيّان والنَّسيم”

19 مارس 2020 10:34
الشيخ القزابري: تحقيق الأمن مسؤولية المسؤولين والناس.. بالعدل وبقطع الطريق على كل فتان

هوية بريس – ذ. عبد الرحمان الخرشي

 1 – بين يدي الكتاب والكاتب:

    تم طبع كتاب» عينُ التَّسْنِيمْ من خطبِ الرّيّان والنَّسيم « للشيخ عمر بن أحمد القزابري، سنة1434 هـ  2013 م، وإني لإخاله(*) من بين الكتب التي حظيت- بعد الطبع الفاخر – بالقبول عند من اطلع عليه من المهتمين بهذا الجنس من الكتابة التراثية، ولما اتسم به محتواه من التوفر على عناصر التميز العلمي والفكري والأدبي… ولغناه الفني، وما تميز به من معايير طباعة الكتب الفاخرة الأنيقة، بصمها بالخاتم العمري الفذ ذي الذوق الرفيع، المشفوع بحيازة عناصر الجودة في مكوناته على مستوى الطباعة، وكذا اختيار مؤسسة رائدة في مجال تسويق ونشر الكتاب الإسلامي المعاصر التي اعتنت بالكتاب فنياً؛ سواء على مستوى الطباعة أم التغليف، وفي استعمال نوع الورق، وتنوع جملة من الخطوط غلب عليها لون التذهيب المتناسب مع الأضواء الكاشفة لكل مكونات المسجد ليلاً، ناهيك عن توظيف ألوان زاهية، ودعمها بصورة معتنى بتفاصيلها؛ من حيث زاوية الالتقاط من لدن مصور محترف؛ وهي تخص أهم معلمة معمارية ودينية عصرية بالمغرب- مسجد الحسن الثاني – تم التقاطها ليلاً للمسجد من زاويتين مختلفتين تعكس ظاهرة فريدة تتمثل في قدرة الشيخ عمر القزابري على حشد جموع غفيرة من المصلين في ليلة من الليالي الرمضانية مضت، وتم تثبيت الصورة على صفحة الغلاف الأول والثاني- في الجزئين – بعمق دال في أطراف كل صورة، وهو يختلف.

           صدر هذا الكتاب في جزأين من ثلاثمائة وأربعة وثمانين صفحة لكل جزء، وهو ما يصل إلى سبعمائة وثمانية وستين صفحة.. تسلمته هدية من مؤلفه بإهداء أنيق في ألفاظه ومعانيه؛ هذا نص إهدائه:» لي عظيم الشرف أن يكون هذا الجهد المتواضع بين يدي السيد الأريب، والحبيب اللبيب، سليل الأدباء، وأخ النجباء، من فضلهم سارت به الركبان، وخيرهم عم وبان، سيدي عبد الرحمان الخرشي، من ذكرهم محمود، ونهر جودهم مورود، والله تعالى يكنفه حيث توجهت ركائبه، ويسقيه الغيث أين حطت رحاله« .

          يعكس هذا الإهداء ملكة بيانية متميزة وفريدة للشيخ عمر، ويعكس تواضعاً جماً كامن في نفسه، وسراً من أسرار احتفائه بقارئ كتابه والصورة العامة التي تشكلت في ذاكرته عن آل الخرشي، ومدى تسلحه بالدعاء ملحاً رش به الإهداء، وكيف استمال المهدي إليه نحو مورده ومنهله؛ وكل ذلك مما يحفز على القراءة حتى تقابل بقراءة متواضعة!

          استهل فضيلة الشيخ كتابه بنبذة مقتضبة جداً من سيرته العطرة؛ إذ عَرَّف فيها بنفسه؛ وكان أهم ما تناوله فيها بداية مولده- سنة 1394هـ 1974م – ومسقط رأسه- مدينة مراكش – وعمن تلقى القرآن الكريم في الصغر- والده المرحوم – وكم كان سنه يوم ختم القرآن- 11 سنة -، كما تناول في سيرته جوانب لها علاقة بتكوينه الديني العام في مجال الدراسات القرآنية.

         وقدم لكتابه بنفسه، وأهم ما وقف عنده في المقدمة خصلة الوفاء لشيوخه؛ أولهم: شيخه عبد السلام الخرشي( رحمة الله عليه )؛ ذكره ببعض صفاته؛ فهو عنده: »الشيخ الفاضل الكريم المربي «، وباعتباره: »قد حضر الكثير من خطبي، وأثنى نصح، ووجه «. وكشف سراً له علاقة بالمأمول في طبعه لهذا الكتاب قائلاً: » قد كان- يقصد شيخه عبد السلام الخرشي – وعدني بأن يقدم لخطبي إلا أن الأجل وفاه قبل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله. كنت آمل أن أصدر هذا الجهد المتواضع بشيء من عبير علمه وعبق توجيهه لكن لله الأمر من قبل ومن بعد «. وثانيهم كما يقول:الشيخ» سيدي مولاي مصطفى البيحياوي حفظه الله وأطال عمره، هذا الشيخ الكريم الذي استفدت منه الكثير- ولا أزال – من علمه وتوجيهاته وخطبه حفظه الله، وحفظ به، وحفظ عليه “(1).

        ثم برر لِمَ لمْ يُصَدِّر مؤلفه بجرد يعرف فيه بجنسه؛ فن” الخطابة ” ولِمَ لَمْ يخُضْ في خلفياته العامة، وشدد على أن أهم مقوم اتكأ عليه لإنجاز هذا العمل هو الإخلاص في إنجازه، والقدوة الحسنة، وأن أهم ما تطلبه منه هو( الاهتمام )؛ اهتمام أي خطيب- وهو قد فعل – بالعقيدة أولاً، فالعبادات ثانياً، والمعاملات بعدهما، ثم الأخلاق، وأخيراً السلوك. وبعد ذلك تأتي قضايا الأمة الكبرى، فأحوال المسلمين، ومعاناتهم، وما يصيب المجتمع من انحرافات تستدعي تناول الخطيب لها بمبضع الإصلاح بحكمة وتبصر واقتدار وعلم.

         وعاد الشيخ سيدي عمر ليخص شيخه الأول ومعلمه المفضل الوالد- سيدي الحاج أحمد القزابري – بالذكر باعتباره كما يقول عنه: » علمني حب القرآن، وحب الخطابة علمني ذلك بأدبه وبأخلاقه وبخطبه الرائدة التي كان يحرك بها القلوب-( يعني في مسجد حي أسيف )- وقد كان رحمه الله كلما أعد خطبة من خطبه أصر أن يسمعني إياها طالباً منى آرائي وملاحظاتي على صغر سني وقلة بضاعتي وهذا لحاجة في نفسه أرجو من الله أن يكون قضاها «.

         ولم يغفل أن يُعدد صفات وأفضال الوالدة الفضلى والعم المفضال فيترحم عليهما…

         وترسيخا لخصلة فضيلة الوفاء خص بالذكر والدعاء الحاج حسين بنجلون لما أفاض عليه من المنن ويسر له من سبل الارتباط بمدينة البيضاء التي يكن لها ولأهلها ما لا يحد من المحبة. وانتهى إلى أن كتاب اليوم ما هو إلا البداية، وما هو سوى عمل بشري يجب مقابلته من القارئ بالصفح عما فيه من هنات فليست الغاية منه مكانة أو جاه، وإنما هو وجه الله! 

  2 – عتبة عنوان القراءة:

          عنونت قراءتي هذه بعنوان:” مقومات الخطبة المنبرية عند الشيخ عمر القزابري من خلال كتابه عينُ التَّسْنِيمْ من خطبِ الرّيّان والنَّسيمْ “. وهو- بلا شك – عنوان طويل لكنه يكشف عما قصدت إليه في قراءتي للكتاب؛ فلفظة الجمع” مقومات “أردتها أن تدل على العَنَاصِر والعوَامِل الأَسَاسِيَّةُ الَّتِي بِهَا تَقُومُ” الخطبة “، في هذا الكتاب وفي غيره باعتبارها اسمُ الكلامِ، أو صيغة دالة على مَصْدَر الخَطِيبِ. وهي عندَ العَرَب: الكلامُ الـمَنْثُورُ الـمُسَجَّع، ونحوُه، وهي في الكتاب” خطبة منبرية ” نسبة إلى المنبر؛ والمنبر في اللغة: من قولهم نبر الشيء أي رفعه، وبابه(ضرب)، ومنه سمي(المنبر) لارتفاعه(2)، وإن جاءت الياء للنسبة، فإن التاء للتأنيث. إذن نحن هنا نرصد: العناصر، والعوامل الأساسية في خطبة معينة جُمِعَتْ في كتاب، وسبق أن تفوه بها فضيلة الشيخ عمر القزابري خطبة من فوق المنبر في جمعة من الجُمَع. فتم جمع مادته في كتاب تمت عنونته بعنوان دال على مكانة النصوص، ومكانة كاتبها، ودال- كذلك – على انتهاج هذا الكاتب نهج القدماء في العنونة، وهو دال على التأثيل، وعلى التوظيف الجميل الباذخ للغة يعرب بن قحطان في زمن غربتها المظلم!

 3 – عتبة عنوان الكتاب: 

      أما عنوان الكتاب فهو:” عينُ التَّسْنِيمْ من خطبِ الرّيّان والنَّسيمْ “: وهو يدل على أن الكتاب لما اكتملت مادته بين يدي كاتبه، ولما صار معداً للطبع باعتباره مشروع كتاب، اختزل كاتبه مضمونه في البدء بلفظة جامعة مانعة، وغنية الدلالة؛ إنها:” عين “؛ فالكتاب عين، إما لعظيم قيمته، وعلو مرتبته لما ورد فيه من نفيس القول والإرشاد. وإما لكونه مما سال يَنْبُوعُ مائه وجرى فعبَّت منه أرواح المؤمنين في جُمَعٍ متتالية؛ وكأني بالشيخ يحيل على ماء معين في الجنة، لا يناله إلا المقربون، ومكانه هو:( عين التسنيم )؛ لنتأمل هذه الآيات ونحيل عليها ما أراده الشيخ الوقور في عنوانه الدال؛ قال تعالى:﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ﴾(3).

          فكما أن الأبرار في جنة النعيم يتنعمون بالشرابَ الطهور يقدمه لهم أولادٌ صغار كاللؤلؤ المنثور، وهم يحملون كؤوسًا وأباريق من فضة، ليستمتع بها الأبرار ويُسرُّون بالنظر إليها، كذلك هو الكاتب اليوم يقدم بطلعته البهية المشرقة سِفره المسطور بين يدي القارئ المهتم المفضال لينعم بظلاله الوارفة، ويشمّ عطره ويستنشق عبيره، ويرتشف من معينه قيماً جميلةً، ومعاني عظيمة، ومفاهيم جليلة، لعله واجد فيه ما ينعش الروح، ويغذي العقل، ويريح الوجدان، ويمتع البصر.. وتأكيداً على خصوصية بديعية؛ التجنيس شدد الشيخ على وظيفة خطبه؛ باعتبارها تروي الروح كما يُرْوِي الجسد بالري/الريان(4)( فَعْلان )، وباعتبارها تنعش الروح كما الريح الطيبة( النسيم ). يقال: نسَمت الريحُ نسيماً ونَسَماناً. وهي الرياح التي تجيء بنفَسٍ ضعيف، وفي ذلك إشارة خفية وجامعة إلى المكان والمنبر اللذان يشهدان على ما تضمنه الكتاب من خطب الشيخ عمر( حفظه الله )، وباعتبار هذه الخطب هي في الأساس خطب الجمعة التي ألقى في جو من تقبل المؤمنين لها باعتبارها كالنسيم يهب على أرواحهم بمسجد سبق ذكر اسمه- مسجد الريان -، وحمل نفس الاسم بالعطف على الأول- النسيم – لوجوده في حي( النسيم ) وهو حي من أحياء سيدي معروف بمدينة الدار البيضاء المغربية.

           هنا ألتمس أن يسمح لي الشيخ لأذكر أن التأليف في هذا المجال محمود، لغايات تاريخية، ودينية، وحضارية، واجتماعية، وتربوية، وتعليمية، وأدبية، و… وممن ألف فيه أذكر من اليمن: مقبل بن هادي الوادعي في كتابه:( الفواكه الجنية فى الخطب والمحاضرات السنية )- 1411هـ – 1991م – ومن المملكة العربية السعودية: عبد الرحمان بن عبد العزيز السديس في كتابه:( كوكبة الخطب المنيفة من منبر الكعبة الشريفة )- 1423هـ  2002م -، والشيخ سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم في كتابه:( وميض من الحرم خطب ومواعظ من المسجد الحرام )- 1419هـ 1998م -، وكذلك الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد في كتابه:( من خطب المسجد الحرام : توجيهات وذكرى ) – 1419هـ 1998م -، لقد ذكرت هذا الغيض لأقـول إننا اليوم- ولله الحمد – في المملكة المغربية صار لنا ما يذكر في هذا المجال، وبهذا المستوى من النضج والجودة، وهو كتاب الشيخ عمر بن أحمد آيت عزيز القزابري، الذي حافظ لخطبة الجمعة على نفس وظيفتها وعلا جلال قدرها؛ تعزيزاً لما تتطلبه هذه الشعيرة من شعائر الإسلام السمح، من تطور، وتجدد، ومواكبة متغيّرات الحياة أسبوعًا بأسبوع.

 4 – مقومات الخطبة عند الشيخ عمر القزابري

          من يقرأ أول وثاني خطبة- على سبيل المثال – من كتاب الشيخ عمر القزابري” عينُ التَّسْنِيمْ من خطبِ الرّيّان والنَّسيمْ ” يدرك أنها تمثل خصوصيات باقي خطبه( تسعة وستون خطبة ) من حيث التناول، ومن حيث الطريقة والأسلوب، ومن حيث المادة المشكلة للحمة كل خطبة، كما يدرك- فوق ذلك – أنه أمام قامة علمية، وفقهية، وأدبية، ولغوية سامقة، بل وأنه أمام شيخ عظيم في ثقافته الموسوعية العميقة عمق المحيط الهادر، مؤمن وملتزم برسالته الإصلاحية الإرشادية التوجيهية عن اقتدار!

        فمن الحضور البارز للقرآن الكريم بتفنن وإتقان في عرض آياته، إلى حضور السنة النبوية المطهرة الصحيحة؛ فهو في الغالب لا يترك الحديث يمر دون تخريجه؛ فهذا حديث رواه أبو داود وصححه الألباني، وذاك حديث رواه أبو داود وحسنه الألباني، إلى حضور السيرة النبوية الشريفة بأهداف: التعرف على رسول الله( صلى الله عليه وسلم )، وعلى هديه في الموضوع، ولأخذ الدروس والعبرة، وتطبيقه العملي لما تدعو له الخطبة، والاستعانة بمحتواها في تفسير القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف… إلى حضور التاريخ وعرض أحداثه ورموزه العتاة: فرعون ونمرود؛ ألأول: لما تمادى في سطوته، وجبروته، وكفره، وطغيانه، وفتن قومه عن الدين الحق(5)، والثاني: فهو رمز قِوَى الشر كملك جبار تحدى الله لما بنا برج بابل، ناهيك عن حضور رموز الإسلام العظيمة؛ كالصحابي القرشي وأحد كتاب الوحي… معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما، والمحدث والفقيه والصحابي وابن الخليفة الثاني في سلسلة الخلفاء الراشدين عبد الله بن عمر بن الخطابرضي الله عنهما، و الصحابي الجليل، وابن عم رسول الله، حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير وترجمان القرآن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما. ومحدث العصر الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي، والمحدث” أمير المؤمنين في الحديث ” ابن حجر العسقلاني. ومن المفسرين أبرز علماء أهل السنة وفقهائها في اليمن بدر الدين محمد بن علي الشوكاني. ومن المفسرين النحاة صاحب كتـاب” معاني القرآن ” أبو إسحاق الزجاج. وممن استشهد بأقوالهم الكاتب في خطبه: الصوفي، الشافعي، والأشعري أبو حامد الغزالي، وكذا العالم الحنفي التركي صاحب كتاب الكليات أبو البقاء الكفوي، وصاحب كتاب” كشاف اصطلاحات الفنون ” الباحث الهندي الحنفي محمد بن علي التهانوي، وممن تغذى على صيد فوائدهم صاحب كتاب” صيد الفوائد ” أحد علماء المذهب الحنبلي ابن قدامة العدوي القرشي…

        ويمكن أن نقف في خطب الشيخ على حضور واقع يعيش فيه بكل تفاصيله العامة، وكذا الدقيقة؛ وكم كان الخطيب مسددا لما انتقد الواقع نقداً واقعيا مؤسساً على الحقيقة الدينية فهو ينتقد مظاهر الخلاعة والمجون، والمفاخرة بالأنساب، منتصراً للصحابة رضوان الله عليهم، وللعلماء الأفذاذ والأجلاء، ومنكراً على المبتدعة؛ كما في تفضيلهم قول الشيخ على قول الله عز وجل، كما حَاجَّ أولئك الذين تبنوا مصطلحات غربية بأن ما يؤمنون به له مرجعيات ثقافية وإنسانية وضوابط وأطر تتعارض مع روح الدين الحق، ومع الشريعة الإسلامية السمحة.

        ومن خصوصيات الخطبة عند الشيخ في كتابه أنه بات يربط بين خطبة اليوم وخطبة الجمعة في الزمن الماضي؛ فلخطابه الدعوي لحمة تستدعي الترابط والتدرج، وميل- بالقصد – إلى التفصيل، واستقصاء الأسباب، والتأكيد على الأحكام، والتجسيم تقريباً لما أراد للإفهام، وكان الملح الذي ظل يرش به الخطبة- في الغالب – البيت اليتيم، أو النتفة، وأحياناً القطعة المنتقاة من الشعر العربي القديم والحديث يستشهد بالبيت والبيتين وأكثر لما لهذه الأبيات من علاقة بالموضوع…

           إذا كانت هذه بعض مقومات الخطبة إجمالاً في كتاب” عينُ التَّسْنِيمْ من خطبِ الرّيّان والنَّسيمْ ” من خلال الخطبتين الأولى(6) والثانية(7) عند هذا الشيخ فهي تعكس- بالضرورة – ما بذل من جهد، وما استحضر من تصور لغاية بناء مادة خطبة الجمعة، ناهيك عن تحاشيه الوقوع في النمطية، وابتعاده عن اعتماد الجاهز تغليبا لمفهوم المناسبة على حاجات المجتمع والناس، وهو بهذا حريص على استدعاء ما فيه حاجة المؤمنين في زمانهم ومكانهم، وما يجب أن تتغذى عليه أرواحهم، وما يجنبهم السقوط في الروتين، والتنويم عما هو من الدين إلى ما هو أحداث عابرة لا نفع للبلاد والعباد في طرحها ، وكأني هنا بالخطيب يتأسى بما كانت عليه خطبة الجمعة عند الأفذاذ من خطباء الأمة، أين نحن اليوم من بعض من خطباء الجمعة حتى يتأسون به وهو  يضئ المواضيع المعبرة عن الحاجات الضرورية للإنسان المسلم كتلك التي جعلها الشيخ عمر نبراسا للمؤمنين، وكلها تستدعيها اللحظة، من مثل:( من فضائل أبي بكر- خطبة بمناسبة الرسوم الدانماركية الآثمة- نماذج من ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم- البدعة وأثرها في سوء الخاتمة- الغيرة انطلاقا من سيرة الفاروق عمر رضي الله عنه- خطورة الرشوة- فتنة التبرج- منكرات الأفراح- التبرج على أبواب رمضان- الثبات على الحق- مكر اليهود- خطر الفتوى بغير علم… ).

         وبالعودة إلى الكتاب في جزئيه، ومن خلال الرصد” البانورامي ” العام لجميع الخطب( 69 خطبة )(8)، يتضح أن مقومات الخطب المنبرية عند الشيخ عمر القزابري من خلال كتابه” عينُ التَّسْنِيمْ من خطبِ الرّيّان والنَّسيم ” يمكن إجمالها في الآتي:

           1- إتيانه بأركان الخطبة التي لا تصحُّ إلا بها، وهي: البسملة، والحمدلة، والصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فالنداء بصيغ تختلف لكنها تؤصل لحقيقة تغلغل الخطيب في نفوس سامعيه، معتمداً إثارة عواطفهم، وإشعال مشاعرهم. وكأني بالشيخ عمر يلم بعلم النفس الاجتماعي؛ من خلال معرفته لما تتأسس عليه روح المجتمع وعقليته، وبمعرفته لطبائع النفوس وعواطفها وما تثيره الكلمات من امتزاج روح الخطيب بروح السامعين فيصيران مثل سلكين كهربيين سالب وموجب، يلتقيان فيشع منهما ضوء وحرارة؛ لنستمع إلى هذه العبارات ولنتمثل تأثيرها في الوجدان، ولا نستغرب إذا استمال فضيلة الشيخ سامعيه حتى صار يعد من نجوم السماء؛ لنتأمل ماذا يقول: معاشر الصالحين، معاشر الأبرار، معاشر الأحبة، معاشر الأحباب، أيها الأحباب، أيها الأحبة في الله، أخي الحبيب. وكذلك قوله: إخوة الإيمان، معاشر الكرام، معاشر الإخوة الكرام، معاشر المسلمين، عباد الله، أيها الإخوة. معاشر الكرام الصالحين، معاشر الإخوة الصالحين، معاشر الكرام الأماجد، أيها الكرام الأفاضل، معاشر الصالحين الأبرار، معاشر الفضلاء الصالحين. فيا أمة الإسلام، يا حملة السنة، يا أحباب المصطفى(9)، معاشر العالمين!

            2- براعة الاستهلال؛ وذلك لما يأتي في الخطبة بمقدمة قصيرة، محكمة البناء، تبعث على الاستماع إلى خطبته في خشوع، وتبعث على التشويق؛ والخطبة عنده- دائما – تتشكل من بداية مثيرة، تساعد على طرح الموضوع بطرق اختلفت في جميع الخطب؛ إما في أقوال مأثورة، أو سؤال أو أكثر؛ وذلك بصيغ تختلف، من قبيل:( ونتساءل… أليست…؟ أليس كل ذلك…؟ ).. أما النهاية فتفضي- دائماً – إلى الأَثَر يحاول فضيلة الشيخ أن يزرعه ويبقيه في نُفُوسِ المؤمنين/السَّامعين للخطبة. وهي تكون بنص قرآني جامع، أو بحديث نبوي شريف يصيب الهدف، أو بتصلية على الحبيب صلى الله عليه وسلم، وربما ببيت شعري أو أبيات للاعتبار وتركيز فكرة الخطبة في ذهن السامع. وتارة يُنْهيهَا بأمر يتوجه به لمستمعيه يحضهم على فضيلة ما، أو على تحذير يحذرهم من رذيلة، أو نهي ينهاهم به عما لا يقبله الدين الحق، أو وعد بإتمام موضوع، أو دعاء له ولعموم المسلمين، ولولي الأمر، وربما بابتهال لرب العزة والجبروت، أو بشارة يزفها  للمؤمنين الصالحين، ترسيخا لنصحه الدائم، وكل ذلك من توفيق الله لعبده الشيخ عمر القزابري في خطبه المنبرية هذه.

         3 – حسن اختيار الموضوع؛ من هذا الجانب يمكن اعتبار موضوعات خطب كتاب” عينُ التَّسْنِيمْ من خطبِ الرّيّان والنَّسيم” من صميم اختيار الشيخ عمر القزابري، وهي تتجاوز ذلك التراجع الذي تعرفه الخطب الدينية اليوم من التأخُّر والانْحِطاط، وتتجاوز ما سقط فيه بعض الخطباء من تكرار وجمود؛ فهي على سبيل المثال تتنوع موضوعاتها بحسب حاجة المستهدفين/المؤمنين، وبحسب ما يقتضيه الواقع المتعيش، وما يقتضيه الظرف الزمني، والشيخ بهذه الخطب المطبوعة اليوم يشهد على مدى تمكين الخطباء من الحرية في كتابة خطبهم، ويشهد على أن الإصلاح من خلال خطبة الجمعة ممكن إن توفر له عالم مصلح!  فالشيخ عمر- حفظه الله – لا يترك حدثا من الأحداث الجسام يمر أمامه دون أن يعد له الخطبة الموالية، فقد رأيته يجمع في خطبه بين ما هو من روح الأمة، متسلحاً لمعالجة موضوعه بما هو أثيل، وحديث، ومعاصر من القول.

             إن أول ما يستدعيه للدليل هو القرآن الكريم لكونه أقوى ما يستدل به أيّ ُ متحدث في المجتمعات المسلمة:( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )(10)، ثم الاستشهاد بنصوص السنة النبوية المطهرة الشريفة لكونها المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام، وغالبا ما يُخـَرِّجُ أحاديثها مبرزاً ثقافته في الحديث، وبعد هذين استدلاله بأقوال الفقهاء، وبكلام السلف الصالح، وكلام البلغاء وغيرهم، مما يأتي شاهدًا ودليلاً على المطلوب، وكذا استدلاله من العلوم، وله ميل إلى ربط الشواهد الحضارية بالأمثلة، والحِكَم، والأشعار، والاستعانة بِكُتُبِ السِّيَر وبكتب التاريخ وكتب التراجم، وكتب الثقافة العامَّة القادرة على إثراء الموضوع؛ كل ذلك لغاية التأثير في نفوس السامعين المؤمنين؛ ولعل هذا سر من أسرار ما حباه الله من قبول عند الناس، وهو أحد الأسرار التي لا تؤتى لعبد حتى يقترب الناس إلى معينه الرقراق الزاخر الفياض بالعلم والخير.
4 –  من يقرأ هذه الخطب يحس بأن كاتبها يلتزم في كتابته لها بما أكاد أطلق عليه التفكير العميق قبل التفكر، فاستحضار المظان، لأن غاية الشيخ هي؛ دعوة الناس إلى تعرفهم على الله، حتى تزداد طاعتهم له، وتزداد خشيتهم له، ويزداد إقبالهم عليه، ويزداد رجاؤهم برحمته، ويزداد عملهم للجنة، ويزداد اتقاؤهم للنار
بما هو من أساسات الدين الحنيف؛ وهو- بلا شك – رهان صعب، وتحقيقه يتطلب ما أسلفت.

      5 – ومن توفيق الله للشيخ الوقور أنه عمل في خطبه المجموعة في هذا الكتاب على تحاشى وتجنب الوقوع في التكرار، وعلى المحافظة لخطبه على ترابط وتكامل أجزائها، وتوجيه بوصلة الخطبة دائما إلى دعوة الناس إلى الهدى ودين الحق، وإلى إحياء الفضيلة في نفوس مستمعيه، وقمع الرذيلة فيها، وإصلاح ما فسد من قلوب الناس، وتطهيرها من الأمراض النفسية، والاجتماعية، وهو وإن حلل فهو في تحليله عميق في إلمامه بنصوص الدين، والأخلاق، وعلى دراية ومعرفة بحاجات مجتمعه، وهو- فوق ذلك – داع إلى الخير والفضيلة، ومحذر من الرذيلة، ومعالِج للموضوع بطرق متنوعة وحكيمة…

      6 – ومن مقومات الخطبة عند الشيخ عمر القزابري: حِرْصه الشديد على  تدعيم أفكاره، وتقويتها بالاستدلال، والحجة لغاية الإقناع قبل أن ينزل عن المنبر.      

    7 – ومما تميزت به خطب الشيخ عمر أنها حمالة لغة راقية تتوخى الدقة والسهولة في النفاذ إلى أذن المتلقي، وجميعها أبانت عن سعة معجمه اللغوي في الكتابة؛ وهذا آت من اهتمامه باللغة العربية، وبالكتب الإسلامية يرافقها في خلوته؛ قراءة، وفهماً، واستيعاباً لمحتوياتها؛ ويأتي من توظيفه معاجم اللغة في بعض خطبه، ومن اهتمامه باللغة لا باعتبارها أداة للتوصيل والتواصل، وإنما باعتبارها لبوسُ ديننا، ولغة قرآننا، ولسان نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم. ثم فهو- ولا شك – في خطبه يزاوج في اللفظ بين السهل المتداول والقريب من أذهان سامعيه، واللفظ العسير في الفهم على بعضهم من مثل: مجاديح( صفحة: 25 السطر4من الجزء الأول )، تشدخ( صفحة: 13 السطر4 من الجزء الأول )، المسك الأذفر( صفحة: 13 السطر الأخير من الجزء الأول )، اللكع ( صفحة: 130 السطر ما قبل الأخير).

وهذا مما يفرض على بعض قراء هذه الخطب إلى استعمال معاجم اللغة لفك بعض المدلولات اللغوية العميقة.. أما العبارة عنده- في السفرين معاً – فهي تتسم- غالباً – بالطلاوة، والحلاوة في التصوير، والطرافة في المعاني. كما أنها تتسم بكثير من الروعة، والإشراق، وسهولة التركيب، وعمق المعنى، وتخلو من كل تعقيد وتكلُّف إلا ما اقتضته سجعة أو مما حضر على البديهة.. أما المعاني فوجدتها مفرغة في ألفاظ تناسبها رقة وعذوبة وقوة في الدلالة والإيقاع حتى يحصل التشاكل أو التناسب والتوافق الصوتي بينهما حسب ما يقتضيه الموقف المعبر عنه في موضوع الخطبة. ومن ركائز لغة الشيخ في خطبته بعدها عن( العامية )؛ وهي ميزة أساس تحسب له في خطبه، ومن أسباب احتماء فضيلته في خطبه بالسجع نجد الرفع من إيقاع الخطاب، ومخاطبة العقل والقلب بتأثير من السمع، وللحفاظ للخطب المنبرية على جلال قدرها، وتوظيف كلمات ربما كان في حضورها في الخطبة ارتقاء باللغة عند المستمع للخطبة في حينه، وأثناء القراءة اليوم.

 5 – مسك الختام  

     أفلحت خطب الشيخ عمر القزابري في كتابه” عين التسنيم من خطب الريان والنسيم ” في أداء وظيفة إثارة عاطفة المؤمنين في الماضي وهم يستمعون إليها في المسجد، كما أنها تثير القارئ اليوم وهو يتتبعها في هذا الكتاب؛ وهي- فوق ذلك – تنقل القارئ على أجنحة الخير، وتنفره من الشر، وتصله بالخالق جل في علاه، وتعلمه بعض دينه وتبصره بما ينفعه، وهي تمتلك مشاعر القارئ قبل السامع، وتميل بالقارئ إلى الاستئناس بالتطور والتجدد والتنوع في الموضوعات من خطبة لأخرى بتدرج يعمل على تمتين بناء وجدان المؤمن، وفيها القصد إلى أن تراعي أحوال السامعين والقراء، وتساير تطورات حياتهم في الواقع. وهي تستبطن في لغتها وأسلوبها ومنهجها ما يجعلها مشوقة في معانيها، وتعكس مرآة صافية عن نفس صاحبها وكاتبها، كما أنها تعكس حظه من ثقافته الدينية، وتواصله مع مجتمعه، وأساليبه التربوية، ونهله من التاريخ، والأدب؛ كما أنها تعكس مثانة ثقافته في مراعاة أحوال الناس؛ في عقولهم، وفي نفوسهم، وما هم في حاجة إليه ماديا وروحيا، وتعكس هذه الخطب قدرة صاحبها على التأثير والإقناع، والاستمالة تحقيقا لغاية موضوع الخطبة؛ ومما لاحظته وهو عندي موضع نظر أترك الأمر لغيري- جزاه الله خيراً – حتى يصوب لي:

            ا – الجري والسعي في بعض الخطب إلى الحد من إبراز القدرة على توظيف معجم لغوي دونه مستوى أغلب المستهدفين وتنطوي هذه الملاحظة على الدعوة إلى تجنب مستوى من البيان والفصاحة؛ لأن » الجمعة ليست مهرجانا للخطابة وإبراز القدرة على اللغة، والبيان، والفصاحة، بل تحتاج إلى كلمات قليلة تشتمل على التذكرة، والعظة، والتبصرة بالواقع، وترقيق القلوب وزيادة الإيمان « (11). ولا يخفى أنه قد تدعو الحاجة أحيانا إلى الإطالة في الخطبة، وذلك لأمور تعرض، أو أحداث تقع، فليس ثمة ما يمنع الإطالة لكن من الواجب على الخطيب أن يُشعِـرَ بذلك في أول الخطبة، أو في نهايتها، وأن يعتذر للمؤمنين في لطف قبل أن يبتدئ الخطبة، وأن يبرر أنه ما لجأ إلى الإطالة في الموضوع إلا لخطورة تستدعيه؛ قال العلامة الشيخ عبد الله البسام التميمي رحمة الله عليه: » إن قصر الخطبة، وإطالة الصلاة دليل على فقه الخطيب والإمام، فإنه استطاع أن يأتي بمعاني الخطبة بألفاظ قليلة، وبوقفة قصيرة، أما تشقيق الكلام وتطويله فهو دليل على العي والعجز عن الإبانة، فخير الكلام ما قل ودل « (12).

          ب – حتى يستفاد مما بذل من جهد في هذا الكتاب من أهل الاختصاص( خطباء المساجد ) وجب التفكير في طبعة شعبية، ولم لا طبع الكتاب على نفقة جهة مهتمة بأمر خطبة الجمعة؛ وطبعه يدخل في اختصاص وزارة الأوقاف القادرة على طبعه، وعلى توزيعه على أئمة مساجد المملكة، وبالمجان حتى يغرف الجميع من خيره الأجر والثواب.

          ج – في مسألة مشيخة عبد السلام الخرشي رحمة الله عليه للخطيب سيدي عمر القزابري، فقد تمت بالمخالطة، والنصح من شيخ لطلاب علمه ومنهم سيدي عمر، وكما هو الأمر مع جميع طلبته، أما ما اطلعت عليه مكتوبا على الشبكة منسوبا لأحد أفراد العائلة، يرسخ حبا زائدا لزيد على عمرو وسلوكا ليس من فعل ولا اختيارات عبد السلام الخرشي فإنني أنفيه جملة وتفصيلا بالذريعة التي قيل إنها من وصايا الشيخ قبل موته!  

 ———————-

  (*)قال صاحب اللسان: “تقول:” إخال وهو الأفصح وهي لغة طي. وبنو أسد يقولون أخال وهو القياس

القياس بالفتح( أخال ) مثل أنال. والسماع الكثير بالكسر: إخال.
قال حاتم الطائي:
عَشِيَّةَ قالَ اِبنُ الذَئيمَةِ عارِقٌ*** إِخالُ رَئيسَ القَومِ لَيسَ بِآئِبِ
قال زهير:
وَما أَدري وَسَوفَ إِخالُ أَدري *** أَقَومٌ آلُ حِصنٍ أَم نِساءُ
قال عروة بن الورد:
ما بِيَ مِن عارٍ إِخالُ عَلِمتُهُ *** سِوى أَنَّ أَخوالي إِذا نُسِبوا نَهدُ
قال العباس بن مرداس:
أَلا مَن مُبَلِّغٍ غَيلانَ عَنّي *** وَسَوفَ إِخالُ يَأتيهِ الخَبيرُ
قال عمر بن أبي ربيعة:
ما لِقَلبي كَأَنَّهُ لَيسَ مِنّى *** وَعِظامي إِخالُ فيهِنَّ فَترا

(1) عمر القزابري. الخطب المنبرية” عين التسنيم من خطب الريان والنسيم “. ط 1.1443هـ2013م . ص – ص: 7.8.

(2)  مختار الصحاح. ص: 642( بتصرف ).

(3) المطففين. آية: 22-27.

(4) الريان: كلمة فيها زيادة أَلف ونون مثلما في عطشان، من الرَّواء، أي الماء الذي يُرْوِي، فالرجل رَيَّان، والمرأَة رَيَّا.

(5) قال الله تعالى مخبراً عن فرعون وكفى بالله شهيداً( وإن فرعون لعال في الأرض ).

(6) اقرأ باسم ربك.

(7) ذم الكبر.

(8) الخطبة من خطبتين.

(9) موضوع:” التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ص:194.

(10) سورة فصلت. آية: 24.

(11) عبد الغني أحمد جبر مزهر. خطبة الجمعة ودورها في تربية الأمة. ط1. ص:15.

(12) توضيح الأحكام في شرح بلوغ المرام. ط1. ج2. ص: / 333.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M