من إنشاص إلى الظهران.. سفينة القمم العربية في بحر الأزمات (إطار)

15 أبريل 2018 14:43
الجامعة العربية: خطة ترامب "إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين"

هوية بريس – الأناضول

تتجه أنظار العرب نحو مدينة الظهران شرقي السعودية، حيث تنعقد القمة العربية العادية التاسعة والعشرين، الأحد المقبل، في ظل تحديات بارزة تشهدها المنطقة.

وبعد أن كانت القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام العربي، تاهت وسط جملة من الأزمات في سوريا واليمن وليبيا، إضافة إلى الأزمة الخليجية، وتوترات سياسية مع إيران.

وخلال 71 عامًا مرت القمم العربية بـ45 محطة، غير أن أغلبها خرج بقرارات لم تنل حظًا من التنفيذ.

وفي سبعينيات القرن الماضي، رفع العرب ثلاث “لاءات” في الصراع مع إسرائيل، هي: “لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف” بإسرائيل، قبل أن ينخفض سقف المطالب العربية تدريجيًا إلى “تطبيع مشروط”.

وكانت السعودية طرحت في قمة بيروت 2002 مبادرة “السلام العربي”، التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، مقابل إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل.

وتحاول القضية الفلسطينية مزاحمة قضايا وأزمات إقليمية طفت على السطح العربي، خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد القرار الأمريكي، في ديسمبر 2017، اعتبار القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال.

الأكاديمي المصري، سعيد صادق، قال للأناضول إن “القضية الفلسطينية تراجعت كثيرًا بالنسبة للاهتمامات العربية، إثر تعدد أزمات المنطقة، على غرار الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا”.

وأضاف صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن “الجامعة تعتبر حاليًا مجرد تنفيس للأنظمة العربية، في ظل العلاقات التي تجمع الأنظمة بإسرائيل، بجانب الصمت العربي الحالي حيال اعتداءات إسرائيل بحق الفلسطينيين”.

وعقد القادة العرب 28 قمة عادية، و11 قمة طارئة، وثلاث قمم اقتصادية، بجانب قمتي أنشاص (أول قمة عام 1946) وبيروت (1956)، وقمة عربية سداسية خاصة عٌقدت في السعودية، عام 1976، لبحث أزمة لبنان.

وتعد قمة الظهران 2018 هي الرابعة في السعودية، حيث سبق وأن عقدت قمتان في الرياض، عامي 1976 و2007، إضافة إلى قمة اقتصادية في الرياض أيضا، عام 2013.

ومن أبرز محطات القمم العربية، وفق رصد الأناضول:

** إنشاص 1946

عقدت أول قمة عربية في 28 مايو 1946، بدعوة من ملك مصر، فاروق الأول (1936: 1952) في قصر إنشاص (مدينة شمالي مصر).

وحضرها رؤساء حكومات الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية (1945)، وهي: مصر وشرق الأردن والسعودية واليمن والعراق ولبنان وسوريا.

وأكدت القمة، التي صنفها مراقبون ضمن القمم الطارئة، على “عروبة فلسطين”، وأن “مصير فلسطين هو مصير كل دول الدول العربية”.

** بيروت 1956

عُقدت بدعوة من الرئيس اللبناني، كميل شمعون؛ إثر الاعتداء الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) على مصر وقطاع غزة.

وشارك في القمة تسعة قادة أجمعوا، في بيان ختامي، على “مناصرة مصر ضد العدوان الثلاثي، واللجوء إلى حق الدفاع المشروع، في حال عدم امتثال الدول المعتدية لقرارات الأمم المتحدة، وامتناعها عن سحب قواتها”.

كما أعربت القمة عن تأييدها لنضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال عن فرنسا.

** القاهرة 1964

عُقدت بدعوة من الرئيس المصري، جمال عبد الناصر (1956: 1970) بالقاهرة، ويعتبرها مراقبون أول قمة عربية فعلية.

خرجت ببيان تضمن نقاطا، أهمها: “الإجماع على إنهاء الخلافات العربية، ودعوة دول العالم وشعوبها إلى دفع العدوان الإسرائيلي، والدعوة إلى إنشاء قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية، ردا على تحويل إسرائيل مجرى نهر الأردن”.

** الخرطوم 1967

عُقدت بعد الهزيمة العربية أمام إسرائيل في حرب يونيو 1967.

ودعت القمة إلى “إزالة آثار العدوان الإسرائيلي، وأطلقت ثلاث لاءات عربية، هي: لا صلح، ولا تفاوض، ولا اعتراف”.

وأكدت على وحدة الصف العربي، والاستمرار في تصدير النفط العربي إلى الخارج.

** القاهرة 1970

هي أول قمة غير عادية، وعُقدت إثر المواجهة المسلحة في الأردن بين الفلسطينيين والأردنيين، والمعروفة باسم “أحداث أيلول الأسود”، وقاطعتها كل من سوريا والعراق والجزائر والمغرب.

ودعت القمة إلى “الإنهاء الفوري للعمليات العسكرية من جانب القوات الأردنية والمقاومة الفلسطينية، وإطلاق سراح المعتقلين من الجانبين، وتكوين لجنة عليا لمتابعة تطبيق الاتفاق”.

** الجزائر 1973

عُقدت بحضور 16 دولة، بمبادرة سورية مصرية، بعد حرب 6 أكتوبر 1973 بين مصر وسوريا من جانب وإسرائيل من جانب آخر.

وخرجت القمة، التي قاطعها العراق وليبيا، بشرطين للسلام مع إسرائيل، هما: انسحابها من جميع الأراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها القدس، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة.

ودعت إلى “تقديم جميع أنواع الدعم المالي والعسكري للجبهتين السورية والمصرية لاستمرار نضالهما ضد العدوان الإسرائيلي”.

** بغداد 1978

عُقدت إثر التوصل إلى “إطار سلام” بين مصر وإسرائيل عام 1978 (معاهدة السلام أبرمت فعليًا بين القاهرة وتل أبيب عام 1979).

ومن أبرز قراراتها: “رفض اتفاق السلام، ودعوة مصر إلى العودة عنه، وحظر عقد صلح منفرد مع إسرائيل، ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة، وتعليق عضوية مصر في الجامعة”.

** فاس 1982

هي القمة غير العادية الثانية، وعُقدت بمدينة فاس المغربية، وفيها اعترفت دول عربية “ضمنيًا” بوجود إسرائيل.

وخرجت بقرارات منها: “إقرار مشروع عربي للسلام مع إسرائيل، من بين بنوده انسحابها من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 (وليس عام 1948)”.

** بغداد 1990

عُقدت بدعوة من الرئيس العراقي، صدام حسين، وغابت عنها لبنان وسوريا.

خرجت القمة بـ”الترحيب بوحدة اليمنين الشمالي والجنوبي بعدما كانا دولتين مستقلتين، وتأييد استمرار الانتفاضة الفلسطينية، وإدانة قرار الكونغرس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ودعم حق العراق في امتلاك جميع أنواع التكنولوجيات الحديثة”.

** القاهرة 1990

عُقدت إثر الغزو العراقي للكويت، ولم يصدر عنها بيان ختامي.

ومن أبرز قرارتها: إدانة العدوان العراقي على الكويت، وعدم الاعتراف بقرار العراق ضم الكويت إليه، وإرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج العربي، بناء على طلب السعودية.

** القاهرة 2000

تُعرف بـ”قمة المسجد الأقصى”، حيث عُقدت إثر انتفاضة الغضب الفلسطينية، التي تفجرت عقب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرئيل شارون، للحرم القدسي.

وتضمن البيان الختامي قرارات أهمها: إنشاء صندوقي تمويل باسم “انتفاضة القدس” و”صندوق الأقصى”.

** بيروت 2002

أقرت هذه القمة مبادرة السلام العربية، التي أطلقها العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وتنص على: إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي التي لا تزال محتلة جنوبي لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.

وشهدت هذه القمة أول حديث عربي عن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المأمولة، بدلا من القدس كلها.

** شرم الشيخ 2003

عٌقدت في منتجع شرم الشيخ شمال شرقي مصر بعد بدء غزو العراق من جانب قوات من دول عدة، تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

وشدد البيان الختامي على ضرورة احترام سيادة شعب العراق على أراضيه.

** الجزائر 2005

دعا المشاركون في هذه القمة إلى الانسحاب السوري من لبنان، وإجراء الانتخابات في موعدها، وتمسكوا بالسلام كخيار إستراتيجي، وقرروا إنشاء برلمان عربي انتقالي لمدة خمس سنوات، يجوز تمديدها لمدة عامين كحد أقصى.

** دمشق 2008

أكدت على “تشجيع الاتصالات بين دولة الإمارات وإيرا،ن لحل قضية الجزر الإماراتية الثلاثة (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى) عبر الإجراءات القانونية والوسائل السلمية لاستعادة الإمارات هذه الجزر، حفاظا على علاقات الأخوة العربية الإيرانية ودعمها وتطويرها”.

** بغداد 2012

عقدت في ذلك العام بعد أن تم تأجيلها بسبب الثورات الشعبية التي شهدتها دول عربية بداية من أواخر عام 2010.

وشهدت هذه القمة تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية (مستمر حتى الآن) جراء قمع قوات النظام للاحتجاجات الشعبية.

**شرم الشيخ 2015

ناقشت القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا واليمن وليبيا، والتحركات الإيرانية بالمنطقة، وأقرت تشكيل قوة عسكرية مشتركة.

** نواكشوط 2016

جددت قمة موريتانيا الالتزام بالتصدي لكل التهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، وأكدت على مركزية القضية الفلسطينية، واعتبار عام 2017 عامًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

ودعت الليبيين إلى استكمال بناء الدولة والتصدي للإرهاب، وأكدت دعم شرعية الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والمفاوضات الجارية بين اليمنيين، وجددت رفض القمة للتدخلات الخارجية، وخاصة الإيرانية، في الشؤون العربية.

** البحر الميت 2017

خرجت بقرارات روتينية بشأن ملفات القضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، وإدانة “التدخلات” الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M